خبر وزارة الدفاع تدعي بسذاجة -هآرتس

الساعة 10:27 ص|27 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أور كشتي

(المضمون: إن غض النظر عن تشغيل الفتيان العرب هو تعبير آخر على الاهمال في علاج تسرب الطلاب في الوسط العربي - المصدر).

نمر بسام أبو عمار، 15 سنة، من المجلس المحلي لقية في النقب، قتل أمس حين كان يعمل مع إبن عائلته في صيانة الجدار الحدودي مع مصر. العين قد تقرأ الجملة، لكن العقل متردد ويجب صعوبة في فهم ما العلاقة بين فتى إبن 15 وبين وزارة الدفاع المسؤولة عن اعمال الجدار؟ بعد

الحادثة بوقت قصير ظهرت الرموز الاولى للتنصل من المسؤولية، لكن أية سلسلة لشركات المقاول، حقيقية أو وهمية، لا يمكنها أن ترفع عن الوزارة الحكومية مسؤولية تشغيل الفتيان. الفقراء يموتون سرا، واحيانا يتم اتهمهم بموتهم.

مجلس لقية هو من مجالس القرى الضعيفة في اسرائيل من ناحية اجتماعية واقتصادية. وعلى هذه الخلفية بالذات يجب تقدير النجاح النسبي في امتحانات البغروت في المجلس المحلي: 47 في المئة من بين أبناء الـ 17 الذين يعيشون في ذلك المكان، حصلوا على شهادة البغروت في السنة الدراسية 2014 (حسب ما نشره مركز ادفا).

حسب معطيات وزارة التعليم حوالي 36 في المئة من الفتيان البدو في النقب في تلك السنة لم يصلوا الى الصف الثاني عشر، بل تسربوا خلال المعركة التعليمية. هذه نسبة تسرب عالية لا يمكن قبولها، حيث تعتبر مع نسبة الطلاب في شرقي القدس، هي الاكبر من بين المجموعات المختلفة التي تشكل الاقلية العربية في اسرائيل. ومن اجل المقارنة، المعطى الموازي في اوساط السكان اليهود غير الحريديين كان 5.6 في المئة فقط.

وزارة التربية والتعليم، قبل ولاية الوزير نفتالي بينيت بكثير، ويبدو بعده ايضا، اعتادت على النسبة العالية لتسرب الطلاب، خصوصا في المجتمع العربي. هذا فقط أحد الاسباب لماذا لا يجب أخذ تصريحات بينيت بأنه « وزير التعليم لكل ولد اسرائيلي ». ليس صدفة أنه من بين كثرة الاهداف والخطط التي تسوق من قبل موظفي الوزارة، فان معالجة الطلاب المتسربين لم تحظ باهتمام تعليمي وميزانية. التعبير الملموس لذلك هو اعطاء متابعة التسرب لشركات خاصة بعيدة عن العين والقلب لوزارة التعليم والجمهور. وهذا ايضا تملص من المسؤولية.

التسرب من التعليم يؤدي الى العمل – الذي لا يكون رسميا في الغالب. واحيانا يتم عن طريق اقرباء العائلة. لكن الحقيقة الاساسية هي أنه ليس من المفروض أن يعمل أي ولد في الجدار

الحدودي حتى لو كان أحد اقاربه قد جلبه معه من اجل « المساعدة ». في جميع الحالات، المسؤولية ملقاة على الجهة التي بادرت للعمل.

في هذه الحالة، الحديث يدور عن وزارة الدفاع، لكن الوزارة ليست وحدها: في بعض الكيبوتسات يمكن رؤية الشباب البدو وهم يعملون في الاعمال الزراعية المختلفة، وهي ايضا مثل رجال وزارة الدفاع تتنصل من المسؤولية بذريعة أنها لا تشغل الفتيان بشكل مباشر. هناك أوجه كثيرة لادعاء السذاجة، لكن يبدو أن هذا هو الاقبح.

إن غض النظر الحكومي والجماهيري عن تشغيل الفتيان العرب هو تعبير آخر، ومطلوب تقريبا للاهمال التعليمي في موضوع تسرب الاولاد. الواحد يغذي الآخر في الدائرة التي يصعب الخروج منها والدخول اليها يقتصر فقط على غير اليهود.

 

 

 

كلمات دلالية