خبر مفارقة اوباما -هآرتس

الساعة 10:24 ص|27 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: آري شبيط

(المضمون: لا أحد يعرف اذا كان اوباما سيهتم بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني أم لا، لكن الامر المؤكد هو أن عدم اهتمامه أو فعل أي شيء سيعني انتصار ودفعة معنوية لليمين القومي المتطرف في اسرائيل - المصدر).

 

بعد فوز هيلاري كلينتون على دونالد ترامب ستحتفل امريكا الديمقراطية بانتصارها على امريكا الجمهورية وينتهي كابوس السنة الماضية – وسيكون لبراك اوباما 70 يوم يكون فيها راضيا وينظر يمينا ويسارا ويسأل نفسه ما الذي لم يفعله بعد. وماذا ستكون معركته الاخيرة وماذا ستكون كلمته الاخيرة. وما هو العمل الذي يريد أن ينهي فيه ولاية رئاسية تاريخية.

 

الموضوع الاول الذي سيناضل من اجله الرئيس هو تعيين المرشح الملائم من قبله لمحكمة العدل العليا. والموضوع الثاني سيكون المصادقة على اتفاق التجارة لمنطقة المحيط الهاديء. ولكن هل سيكون هناك موضوع ثالث يرغب الرئيس الـ 44 بتحقيقه؟ هل الموضوع الثالث هذا سيكون اسرائيل – فلسطين؟.

 

المفارقة التي سيقف أمامها اوباما صعبة جدا. فمن جهة مشكوك فيه أن لديه الوقت الكافي والمصادر السياسية من اجل ادارة ثلاث معارك مختلفة في فترة زمنية قصيرة. الرئيس السابق، شاب الى حد كبير (ما زالت أمامه عشرات السنين)، ليس من المفروض أن يدخل الى صراعات اخرى مستنزفة مع الجالية اليهودية. فكل خطوة سيبادر اليها ستغضب الاسرائيليين وتشعل الفلسطينيين وتزيد من غضب نصف واشنطن – بدون جلب السلام. لماذا اذا؟.

 

ومن جهة ثانية هناك اعتبار آخر له وزن كبير. من وجهة نظره، نجح اوباما في عدد من المواضيع التي كانت هامة بالنسبة له. ولكن في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني بالذات، فشل. فهو لم ينجح في تجميد الاستيطان أو تطبيق مبادرة هيلاري كلينتون، والخطوة الطموحة لوزير الخارجية جون كيري انهارت أمام ناظريه. ثماني سنوات ساذجة لرئيس يلهث وراء السلام ويتألم من اجل الفلسطينيين ويهتم بمستقبل الاسرائيليين، لم تثمر انجاز حقيقي. كيف أن شخص واثق من نفسه مثل اوباما الذي يحظى بشعبية كبيرة جدا الآن، يترك خلفه فشلا ذريعا كهذا؟.

وهناك اعتبار آخر مكمل. في 2011 انقذ رئيس الولايات المتحدة وادارته اسرائيل من التسونامي السياسي الذي هددها. ورغم عداءه الشخصي والايديولوجي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، شمر اوباما عن ذراعيه وسار بعكس التيار وحول التهديد الى أمر سهل ولطيف. هل تقول حكومة الليكود شكرا؟ لقد أضحكتموني. كل ما فعله اليمين في اسرائيل هو رفع الانجاز الذي منحه له الرئيس الديمقراطي الليبرالي من اجل برنامج يومي ليس ديمقراطي ولا ليبرالي. لا توجد مشكلة دولية، كما اعلن القوميون المتطرفون، لذلك يمكن الاستمرار في بناء عمونة وعمونة وعمونة. وبالتالي يمكن تخليد الاحتلال وقمع الواقعين تحت الاحتلال والاستمرار. يمكن البصق في البئر الامريكية التي نشرب منها ونطبق مباديء مناقضة تماما للمباديء الاساسية لامريكا.

 

يعرفون في البيت الابيض أن عدم فعل أي شيء ليس فقط يعزز الوضع القائم، بل يقوم بدهورته. اذا تبين في الـ 70 يوم أن اليمين تحرش بأمريكا ووصل الى شاطيء الامان – ستزداد القومية المتطرفة أكثر. واذا استطاع بيبي في 20 كانون الثاني الوقوف أمام ناخبيه والتفاخر بأنه تفوق على رئيس الولايات المتحدة – سيصبح قيصر. الدفعة المعنوية التي منحت للمستوطنين بعد كبح تسونامي 2011 ستكون هنا بمثابة صفر مقابل الدفعة التي سيمنحها الانتصار على ادارة اوباما.

 

يوجد أمام الرئيس أربعة خيارات: عدم فعل أي شيء، القاء خطاب ميراث، تمرير قرار في مجلس الامن حول المستوطنات، تمرير قرار في مجلس الامن حول الصيغة العامة لحل الدولتين. لا أحد يعرف الطريق التي سيختارها. ومشكوك فيه أنه هو نفسه قد قرر. ولكن في هذه الاثناء، حيث يتقرر مصير الرئيسة القادمة، فان السؤال الوحيد الذي بقي مفتوحا هو ماذا سيكون ميراث الرئيس التارك في الشرق الاوسط.

كلمات دلالية