خبر الحرب القادمة -يديعوت

الساعة 10:23 ص|27 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

بين داعش، حماس وليبرمان

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: القتال في الموصل هو نموذج واقعي للجيش الاسرائيلي اذا كان يريد او يخطط لاحتلال مدينة بحجم غزة يتمترس فيها الاف حملة السلاح المفعمين بالايديولوجيا الجهادية - المصدر).

يمكن لنا أن نأمل في أن تكون عيون رجال الاستخبارات والعمليات الاسرائيليين مركزة على المعارك حول الموصل في العراق، إذ أن الموصل هي مثال لمدينة غزة: ميدان تجربة للتكنولوجيات، التكتيكات والسلاح الغربي حيال مقاومة جسم متزمت من مقاتلي العصابات، ممن يقاتلون في سبيل حياتهم في منطقة مدينية كبيرة ومكتظة، فكيف يمكن لقوة ما ان تهزمهم والا تبقى عالقة في الوحل لسنوات طويلة؟

عندما يقول وزير الدفاع لصحيفة « القدس » ان المواجهة التالية مع حماس ستكون الاخيرة، فانه يتحدث عن تصفية الحكم في غزة. وخلف مثل هذا القول ينبغي أن تكون خطة عسكرية، والا فلا قيمة لها. فمن أجل اسقاط حماس يحتاج الجيش لان يعرض خططا لاحتلال مدينة غزة – القلب النابض للقطاع ولحماس – والبقاء فيها الى حين تغيير الحكم، والموصل هي النموذج الواقعي للتعليم منه.

صحيح أن الجيش الاسرائيلي « احتل » من جديد مدنا فلسطينية في الضفة في 2002، في حملة « السور الواقي »، وراكم تجربة في القتال حيال منظمات شبه عسكرية وجهادية، ولكنه لم يواجه احتلال مدينة بحجم غزة بينما يتمترس في داخلها الاف من حملة السلاح المفعمين بالايديولوجيا الجهادية، مع منظومات دفاعية اعدت على مدى سنين بموجب مفاهيم « المقاومة » القتالية التي يستخدمها داعش في الموصل. ففكرة « المقاومة »، التي تتحدث عن التضحية الشاملة في الصراع ضد الكفار والمتعاونين معهم، تطورت في ايران الخمينية وسيطرت ليس فقط على الشيعة المتطرفين بل وأيضا على حركات سنية متطرفة مثل داعش وحماس.

لقد تركز القتال البري لاسرائيل في غزة في العقد الاخير في هوامش المنطقة المدينية. واضح للجيش الاسرائيلي بان الافخاخ الاستراتيجية ومناطق القتل التي تعدها حماس ليست بالذات الانفاق الهجومية بل المدن الكبرى، ولا سيما المدن التحت أرضية التي اقيمت اسفلها. في كل المواجهات الكبرى توقعت حماس بان يدخل الجيش الاسرائيلي الى المدن الكبرى، ولكن وزراء الدفاع، مثل باراك ويعلون، ورؤساء الاركان تحتهم، لم يسمحوا لهذا أن يحصل، رغم الضغوط السياسية.

تعيش الموصل منذ اشهر في الظلام. سحابة سوداء من الدخان الاسود تغطيها بعد أن أحرق داعش آبار النفط كي يشوش على عمل الطائرات غير المأهولة. نهر دجلة وفروعه، التي تشق الموصل، اغرقت بالوقود الذي سيشعل مع دخول الجيش العراقي الى المدينة. في غزة أيضا يوجد مخزون من الوقود وفي المعركة الاخيرة ستشعله حماس كي تصعب الامر على سلاح الجو.

في ضواحي الموصل اصطدمت القوات المقاتلة منذ الان بالانفاق على أنواعها المختلفة – من أنفاق للتفجير، للاختطاف وللهجوم وحتى انفاق « الاقتراب » لاغراض الاستخبارات – الى جانب الانتحاريين، السيارات المفخخة، العبوات الجانبية، الالغام، التفعيل من بعيد والقناصة الذين يطلقون النار من المساجد.

في الموصل يوجد نحو مليون نسمة، منهم 5 الاف – 6 الاف مقاتل من داعش. في غزة على 700 الف سكانها يوجد اليوم اكثر من 10 الاف مسلح. يوجد غير قليل من الشبه بين فكرة الدفاع لدى حماس في غزة وتلك لدى داعش في الموصل. في الحالتين المقصود هو ايقاع خسائر غير معقولة في الطرف المهاجم. وفي الحالتين نقاط الضعف فيهما هي في المواجهة مع السلاح الموجه الدقيق والهجمات الجوية.

يستخدم الامريكيون في جبهة الموصل قوات خاصة يفترض بها أن تعمل سرا حيال نقاط ضعف داعش، وان توفر للجيش العراقي وللقوات الكردية تغطية جوية ونار صاروخية دقيقة من الارض. وبالتوازي، يستخدمون وسائل متطورة للغاية لمواجهة العوائق من خلال التنصت، أجهزة التحكم الالي والقتال الالكتروني والنفسي. فاذا كان الجيش الاسرائيلي بالفعل يستعد لاحتلال غزة فانه ملزم بان يطلع بفاعلية على هذه الوسائل.

لقد أعد الامريكيون العراقيين لهذه المعركة لسنتين تقريبا ولديهم الوقت. صحيح أنهم كانوا يفضلون أن ينتهي احتلال الموصل عشية الانتخابات في الولايات المتحدة ولكن هذا لن يحصل. لحم المدافع في القتال هي قوات البشمركا الكردية وألوية الجيش العراقي، وهذا يفعل كل الفرق بين غزة والموصل. ليس لدى اسرائيل أكراد وعراقيين ترسلهم الى غزة. لحم المدافع هو لحمنا.

كلمات دلالية