خبر جواسيس اسرائيليون كبار في خدمة المخابرات الروسية- يديعوت

الساعة 10:53 ص|26 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: رونين بيرغمان

(المضمون: معلومات سرية سربها مسؤول في الاستخبارات السوفياتية الى بريطانيا تتضمن اسماء كبار لاسرائيليين كانوا عملاء للسوفيات هم ايضا - المصدر).

 

ثلاثة نواب، ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي – احدهم كان عضوا في هيئة الاركان – مهندسون وموظفون في مشاريع سرية، مثل طائرة هلافي ودبابة مركفا – وكذا رجال استخبارات في وظائف حساسة. فحسب وثائق سرية للغاية للمخابرات السوفياتية الـ كي.جي.بي، وصلت الى « يديعوت احرونوت » كان هؤلاء بعضا من العملاء والجواسيس التي استخدمهم في اسرائيل جهاز الاستخبارات السوفياتي سيء الصيت والسمعة. هذا وستنشر أجزاء واسعة من قائمة العملاء والجواسيس التي توجد في وثائق الـ كي.جي.بي في مشروع خاص في ملحق « 7 ايام » الجمعة القادمة.

 

وكان نسخ الوثائق السرية على مدى قرابة 20 سنة فاسيل ميتروكين، عميل كي.جي.بي سابق، أصبح مسؤولا كبيرا في أرشيف الجهاز. واطلع ميرتوكين على التطهيرات الكبيرة التي قامت بها السلطة السوفياتية فقرر العمل. وروى قبل وفاته قائلا: « ما كنت أصدق بانه يوجد شر كهذا ».

 

وفي ظل تعريض حياته للخطر، كان ميتروكين يدفن الوثائق في أواني الحليب في قبو بيته الصيفي في أطراف موسكو.

 

في بداية التسعينيات اجرى ميتروكين اتصالا مع الغرب، وفي حملة سرية طار هو وعائلته مع أواني الحليب المحملة بالاسرار الى بريطانيا. وأحدثت الوثائق التي جلبها هزة أرضية استخبارية في دول عديدة. فقد القي القبض على جواسيس في انجلترا، فرنسا، المانيا، الولايات المتحدة وغيرها وتلقت الاستخبارات الروسية احدى الضربات الاقسى في تاريخها. والتقديرات هي أن الوثائق في أواني الحليب كشفت حتى الان نحو الف عميل في ارجاء العالم. ففي الايام قبل ويكيليكس وادوارد سنودن، كان تسريب ميتروكين أحد أكبر التسريبات في تاريخ الاستخبارات العالمية. كما تتضمن الوثائق مادة كثيرة عن الاعمال المتفرعة لـ الـ كي.جي.بي في اسرائيل، ولكن معظمها لم تصدر الى النور حتى هذا الاسبوع.

 

وحصلت « يديعوت احرونوت » على فرصة للاطلاع على الوثائق التي توجد في كمبردج، وهناك ترجمت وحللت المواد المتعلقة بنشاط الـ كي.جي.بي في اسرائيل. والنتيجة هي انه لاول مرة ينكشف النقاب عن الجهود التي وظفها الـ كي.جي.بي في محاولات التسلل الى اسرائيل، بل وكم نجح في ذلك.

 

أحد الأهداف المركزية للروس كان الاحزاب السياسية في اسرائيل. في باية الخمسينيات شرع الروس في حملة واسعة النطاق تحت الاسم السري « ترست »، للتسلل الى حزب « مبام ». وحسب وثائق ميتروكين كان لهم نجاح لا بأس به: فلا يقل عن ثلاثة نواب يوجدون في الوثائق كعملاء. أحدهم يسمى بالاسم السري « غرانت »، ويزعم هناك انه « يسكن في كيبوتس شوفال قرب بئر السبع ». وكتب في وثائق ميتروكين ان هذا كان الشاعر والسياسي الكبير النائب اليعيزر جرانوت الذي كان عضوا في لجنة الخارجية والامن وزعيما لحزب « مبام ». وتقول الوثائق ان جرانوت جند في الفترة التي سبقت حرب الايام الستة على ايدي رجل الـ كي.جي.بي الكبير يوري كوتوف، والعلاقة معه انقطعت مع اخلاء السفارة في 1967. وروى دان جرانوت، نجل النائب اليعيزر جرانوت معقبا انه كطفل كان شاهدا للقاءات ليلية بين كوتوف الذي كان يصل في سيارة دبلوماسية « ويجلب معه فوتكا فاخرة والنقانق الهنغارية الفاخرة ». ومع ذلك، يقول جرانوت انه « لم يكن لابيه أي قدرة للوصول الى معلومات سرية بحيث أنه حتى لو اراد، فلم تكن لديه امكانية لان يكون جاسوسا ».

 

مهندسون على بؤرة الاستهداف

 

لم يعنَ الـ كي.جي.بي بالسياسة فقط. فحسب وثائق ميتروكين نجح الجهاز في أن يجند أيضا العميل « بوكر » الذي كان مهندسا كبيرا في المشروع القطري للمياه، والذي كان يعتبر سرا كتوما في اسرائيل وهدفا مركزيا من ناحية الروس: العميل « جيمي » الذي عين في منصب سري في الصناعة الجوية، في لواء الهندسة الذي عالج في حينه موضوع التخطيط لطائرة هلافي؛ وعميل آخر كان يعمل في صيانة دبابة مركفا ويبلغ لمسؤولية في المخابرات عن المدرعة الاسرائيلية. قائمة الجواسيس والعملاء لـ الـ كي.جي.بي والتي ستصدر يوم الجمعة القادم، تضم أيضا بعضا من رجال الاعلام، ورجل استخبارات خفي على نحو خاص حصل على الاسم السري « ميلنكا » الذي حسب الوثائق عمل في قسم التجسس المضاد لجهاز الشاباك الاسرائيلي.

 

ولكن فوق كل هذا كان تجنيد واحد مختلف وخاص. فقد نجح الروس في تجنيد لواء في الجيش الاسرائيلي من بين اعضاء هيئة الاركان العامة. ففي العام 1993، حين وصلت وثائق ميتروكين الى لندن، نقلت الاستخبارات البريطانية اسم اللواء والمادة ذات الصلة للشاباك في اسرائيل.

 

ويقول رجل الاستخبارات القديم انه « في الشاباك لم يكشفوا لي عن اسم اللواء. ولكني فهمت منهم كم كانت الصدمة كبيرة عندما تلقوا المعلومات من البريطانيين. وفي ضوء حالة اللواء الصحية وبرأيي ايضا بسبب الحرج الذي كان سيلحق بالجيش ودولة اسرائيل كلها اذا ما علم بالقصة، تقرر عدم العمل ضده وعدم تقديمه الى المحاكمة. وحسب علمي فقد توفي بعد وقت قصير من ذلك ».

 

كلمات دلالية