خبر أزرق – أبيض، هذا هو لوننا -هآرتس

الساعة 09:32 ص|20 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

أزرق – أبيض، هذا هو لوننا -هآرتس

بقلم: كوبي نيف

(المضمون: إن الشخص الذي يحمل بطاقة الهوية الزرقاء ليس من المفروض، أو يحظر عليه وغير ملائم من قبله، تنفيذ عملية. لأن العمليات كما يبدو يجب أن تنفذ على أيدي أصحاب بطاقات الهوية الملونة الاخرى - المصدر).

الطريقة التي رُويت ولم تُروى بها قصة منفذ العملية الذي قتل في الاسبوع الماضي شرطي ومواطنة في القدس، تثير الاستغراب. حيث يخطر في البال مثلا أن قاضية في اسرائيل تناقش في سجن فلسطيني أُدين بـ « مخالفة أمنية » دون أن يهمس رجل « شباك » في أذنها؟ لماذا بعد أن تم نشر إسم وصورة منفذ العملية، فجأة مُنع نشر الامر؟ وكيف وصل الى يديه سلاح اسرائيلي متقدم؟ ولماذا هذه السعادة الزائدة والمبالغ فيها من قبل عائلة منفذ العملية الدموية؟.

ومسألة اخرى صغيرة ظهرت في هذه القضية تستحق الحديث عنها – الاعلان الذي تم اصداره فورا بعد العملية من وزارة الامن الداخلي وتم نشره في جميع العناوين جاء فيه « المشبوه بتنفيذ العملية يحمل بطاقة الهوية الزرقاء ». ماذا اذا؟ ما أهمية وصلة وجود بطاقة هوية زرقاء لديه؟ ماذا يعني ذلك؟ ما الذي تريدون قوله؟.

للوهلة الاولى هذا يقول إن شخص يحمل هوية زرقاء ليس من المفروض، أو يحظر عليه وغير ملائم من قبله، تنفيذ عملية. لأن العمليات كما يبدو يجب أن تنفذ على أيدي اصحاب بطاقات الهوية الملونة الاخرى – البرتقالية والحمراء والخضراء والبيج – لكن ليس الزرقاء.

لماذا؟ لأن الهوية الزرقاء تعتبر هنا جائزة أو هدية أو منحة، نحن اليهود اصحاب البيت نقوم باعطائها، لشدة سخائنا، للفلسطينيين سكان شرقي القدس، وبفضلها يحصلون على (إدفع وخُذ) التأمين الوطني (لكن ليس خدمات المجاري واخلاء القمامة والتعليم)، لذلك ليس من الجيد ولا الجميل، ووقاحة وقلة مسؤولية، وانكار للجميل من قبلهم، القيام بتنفيذ عمليات، حيث أنهم يحملون في جيوبهم بطاقات الهوية الزرقاء.

لكن الفلسطينيين المقدسيين لم يطلبوا الهويات الزرقاء. لقد فرضت عليهم بفعل قرار اسرائيل ضم شرقي القدس، القرار الذي اضطر اسرائيل الى اعطاء من يسكن هناك مكانة « مقيم » (لكن ليس مواطن، كي لا يقوموا بالتصويت، لا سمح الله، في الكنيست الديمقراطية الخاصة بنا)، الامر الذي يجد تعبيره في هذه الهوية الزرقاء.

إن نشر « منفذ العملية كان يحمل الهوية الزرقاء » هو شيء غير هام بالضبط مثل كتابة « منفذ العملية كان يملك سيارة عائلية بيضاء ». كان من الافضل الربط بين الامرين والقول « كان منفذ العملية يحمل هوية زرقاء ولديه سيارة عائلية بيضاء ». عمليا، الازرق والابيض هو لوننا. فكيف يتجرأ على تنفيذ عملية مع هوية زرقاء وسيارة بيضاء؟.

الصلة بين لون الهوية أو السيارة وبين تنفيذ أو عدم تنفيذ العملية يُذكر ايضا بالصلة بين عدم ظهور اعضاء الكنيست العرب في جنازة الرئيس شمعون بيرس وبين المقاطعة، كانتقام. ما يعرفه الشيطان حول خطابات الممثلين العرب في الكنيست من قبل الائتلاف اليهودي بمبادرة وزير الدفاع ورئيس الحكومة.

ما هي الصلة؟ هل المجيء الى جنازة رئيس سابق هو واجب دستوري، مدني أو برلماني، أو معيار للولاء للدولة؟ هل اقترح أحد ما من ائتلاف يهودي مقاطعة أو طرد اعضاء كنيست حريديين يهود من الائتلاف لأنهم لا يقفون دقيقة صمت – الامر الذي لا يعتبر ايضا واجبا دستوريا أو مدنيا أو برلمانيا وليس معيارا للولاء للدولة – والخاص بيوم الذكرى لقتلى حروب اسرائيل؟.

إنهم ايضا يحملون بطاقات هوية زرقاء ولديهم سيارات بيضاء، أليس كذلك؟.

 

كلمات دلالية