على وقع انطلاقة الجهاد

تقرير ماهي الرسائل التي يحتفظ بها الأسرى للشقاقي...؟

الساعة 08:40 ص|20 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

على مدار العقود الماضية، كان الأسرى القابعون في سجون الاحتلال « الإسرائيلي »، هم ركيزة للعمل المقاوم، الذي انطلقت من خلاله العمليات البطولية، والانتفاضات المباركة التي أشعلت سنوات الصراع الفلسطيني « الإسرائيلي »، وكانوا دوماً شغلاً لفكر حركة الجهاد الإسلامي ومؤسسها الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي.

فمنذ انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي قبل تسعةٍ وعشرين عاماً، كانت قضية المعتقلين في سجون الاحتلال من أهم أولويات الحركة، التي أولتها اهتماماً كبيراً، بدءاً من خدمتهم داخل السجون، وصولاً لتفعيل قضاياهم الخاصة خارج قضبان الاحتلال، بتنظيم الفعاليات المساندة والحراك الدائم لصالح قضيتهم.

الأسير المحرر ومدير إذاعة الأسرى طارق عز الدين، أكد أن قضية الأسرى تُعتبر من أهم القضايا الوطنية والإنسانية الحساسة والتي تتطلب جهداً وعطاءً من الجميع دون استثناء، منوهاً إلى أن الحركة أدركت هذا الأمر وحملت على عاتقها أن تعمل جاهدةً لخدمة الأسرى داخل السجون.

وبين عز الدين في حوار لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »،، أن من أبرز هذه القضايا، هي الأسرى المضربون عن الطعام والتي دعمت الحركة خطواتهم هذه بأكثر من طريقة، خاصةً من خلال تنظيم الفعاليات المساندة لهم، وهو الأمر الذي يشهد له الجميع، بأن حركة الجهاد الإسلامي، ومؤسستها مهجة القدس كانت في صدارة هذا العمل.

وقال عز الدين:« إن الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي في ذكراه العزيزة يعيد فينا روح العمل الوطني الجماعي فلطالما كان عنصراً جامعاً وموحداً لكل الطاقات الفلسطينية والعربية والإسلامية حول قضية فلسطين، وهو الذي علمنا أن الوحدة طريق التحرير والنصر، وأن نصرة المظلوم في هذا المقام وخصوصاً الأسرى هي من صميم ديننا وفكرنا ».

وأضاف المحرر عز الدين، أن الشهيد الفارس أبا ابراهيم كان على تواصل دائم ومستمر بكل ما يجري في العالم مع الأسرى في السجون وكانت رسائله لا تنقطع أبداً، فكان من سياسته أن يرسل كل جديد من فكر وسياسة وعمل يخص الحركة بشكل خاص حتى تبقى حلقة التواصل دائمة بينه وبين الأسرى.

رسائل محفوظة

وتابع: الشقاقي عاش وربى وأنشأ جيلاً داخل الأسر فما كان له أن ينساهم، ورسائله التاريخية للأسرى تشهد بذلك والتي ما زال عدد كبير من الأسرى يحتفظ بها حتى الآن.

ونوه المحرر عز الدين، إلى أن الدكتور الشقاقي يعلم جيداً مكانة ودور الأسرى في بناء الجسم الفلسطيني التنظيمي والوطني ويعلم أنهم رأس حربة المقاومة وأنهم صمام الأمان لهذا الشعب، لأنه يعلم أن من يضحي بعمره وحياته وأهله لعشرات السنين لا يمكن أن يحيد عن هذا الفكر وهذا النهج.

وقد حفظ الأسرى في سجون الاحتلال، وفهموا جيداً رسائل الشقاقي، وهو ما أكده حديث المحرر عز الدين، قائلاً: إن أسرى حركة الجهاد الإسلامي وعلى مدى سنوات طوال كانوا السباقين والمبادرين في مواجهة السجان بكل الطرق والوسائل التي تتاح لهم لأنهم لا يفصلون بين المواجهة مع هذا المحتل خارج أو داخل السجون هو نفس العدو ونفس المحتل ولديه سياسة واحدة.

معارك الأمعاء الخاوية

وأشار إلى مفاصل تاريخية كثيرة في تاريخ الحركة الأسيرة، على سبيل المثال لا الحصر معارك الأمعاء الخاوية ضد الاعتقال الإداري والتي بدأتها الاسيرة المحرر عطاف عليان أواخر سنة 1997، وقد حققت مطالبها بالحرية، بعد ذلك كان إضراب الأخت المجاهدة المحررة منى قعدان سنة 1999.

وأضاف: أن الشيخ خضر عدنان جاء مُجدداً لهذه المعركة والذي أحيا في عقول ونفوس الأسرى المبادرة للمطالبة بالحرية وتبعه ثلةُ من قيادات الحركة المجاهدين الذين حققوا جميعهم هذا الانتصار, وما زالت هذه السنة في مقاومة الاحتلال مستمرة حتى يومنا هذا.

ولم تكن الحركة مساندة فقط لأسرى الجهاد الإسلامي، وهو ما أشار إليه المحرر عز الدين، أن إدارة سجون الاحتلال لا تُفرق بين أسير وآخر وبين فصيل وآخر، ولذلك تستهدف كافة الأسرى بإجراءاتها القمعية وهذا ما دفع أسرى الجهاد في السجون بالوقوف إلى جانب أي أسير أو فصيل يخوض خطوات ضد إدارة السجن لأنهم يعتبرون أنها معركة واحدة وهذا ما طبقته أيضاً الحركة ومؤسساتها في الخارج حيث كانت السباقة في دعم خطوات الأسرى على كافة انتماءاتهم وتوجهاتهم لأن العمل الجهادي لا يتجزأ بحسب مفهوم الحركة.

اهتمام داخلي وخارجي

عضو لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية ومدير مؤسسة مهجة القدس للأسرى والمحررين، ياسر مزهر، شدد في حوار لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »،على أن حركة الجهاد الإسلامي تضع قضية الأسرى على سلم أولوياتها داخل السجون وخارجها.

وأشار مزهر، إلى اهتمام الدكتور الشقاقي الكبير في قضية الأسرى، حيث عاش تجربة الأسر وأُبعد من غزة من داخل سجون الاحتلال، حيث كانت النواة الأولى والخلية الأولى من الأسرى خلية الدكتور الشقاقي، ومن أبرزهم إبراهيم شحاذة (الضبع)، وأحمد أبو حصيرة، ومحمد الحسني الذين أمضوا 26 عاماً في سجون الاحتلال.

وأكد مزهر، أن الدكتور الشقاقي كان يتواصل مع الأسرى بشكل دوري عبر الرسائل للاطمئنان عليهم، وكان يشيد في كل اللقاءات والمهرجانات والمناسبات بعد الإبعاد بأهمية دور الأسرى والشهداء بصوابية هذه الفكرة، حيث كانت قضيتهم تأخذ الجزء الأكبر من اهتمام فكر الدكتور الشقاقي.

بمتابعة كل ما يلزم الأسرى من توقيف محامين للدفاع عنهم أمام محاكم الاحتلال، ودفع « الكانتينا » للأسرى وزيارات أسبوعية لأقسام الأسرى داخل السجون، ودفع مخصصات لأهالي الأسرى خارج السجون كي يعيشوا أهالي الأسرى حياة كريمة، فضلاً عن طباعة الكتب للأسرى داخل السجون وذلك عبر مؤسسة مهجة القدس التابعة للحركة.

وأشار مزهر، إلى مشاركة الحركة داخل السجون في كل الإضرابات مع الفصائل حيث كانت معركة الأمعاء الخاوية نقطه فارقة والتي فجرها الشيخ عدنان، حيث كان للأسرى دور كبير بانتصار الشيخ عدنان، ومن بعده بلال خطاب ومن ثم ثائر حلاحلة وهناء شلبي وجعفر عزالدين ومحمد علان وبلال كايد وكل الأسرى الذين خطوا على خطى الشيخ عدنان وكان آخرهم محمد ومحمود البلبول ومالك القاضي.

ونوه إلى مشاركة أسرى جهاد الإسلامي في الفعاليات التضامنية مع كل الأسرى الذين يعلنون الإضراب ضد سياسة الاعتقال الإداري.

مؤتمر هام لأجل الأسرى

وتحدث مزهر، عن فعاليات حركة الجهاد خارج السجون، حيث كانت تبادر في تنظيم فعاليات مساندة وتضامنية، على مستوى قطاع غزة والضفة المحتلة، فكانت تأخذ زمام المبادرة في الإعلان عن برنامج تفاعلي كامل، من وقفات تضامنية وإقامة خيمة إضراب واعتصام أمام الصليب الأحمر، ورسم جداريات للأسرى في الأماكن العامة وعمل مسيرات ضخمة تجوب شوارع غزة والضفة.

كما خاطبت الحركة وفقاً لمزهر، كل المؤسسات الدولية عبر لجنة وطنية كونتها الحركة للدفاع عن الأسرى الإداريين وكان على رأسها الدكتور محمد الهندي.

وعلى المستوى الرسمي، أوضح مزهر، أن الدور الأكبر كان عندما خرج الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح بمؤتمر صحفي وهدد بإنهاء التهدئة وضرب « تل أبيب » إذا أُصيب الشيخ خضر عدنان أو أي أسير بأي مكروه، فانتصرت إرادة عدنان بعد المؤتمر الصحفي وبمشاركة الحركة بكل الفعاليات التضامنية.

 

كلمات دلالية