فريق يتكون من أربع مغامرات من غزة، خرجن ليتحدين الواقع الذي تفرضه العادات و التقاليد في المجتمع الغزي، الذي يرفض خروج الفتاة و العمل في مجال الصحافة و الاعلام.
و يعتبر الفريق حالة نادرة في قطاع غزة، حيث لكل واحدة منهن هدفاً و أحلاماً مختلفة عن الأخرى، و لكن فكرة العمل و الهواية جمعت بينهم، و عملن بروح الفريق الواحد، في مسعى منهن لنقل صورة الوضع في القطاع المحاصر بأدوات بسيطة لا تزيد عن جوال للتصوير و حساب على « انستغرام » لنشر ما يقمن بتصويره.
و يتكون فريق « مغامرات غزة » من اربع فتيات هن « إنصاف حبيب، براءة الغلاييني، فاطمة أبو مصبح، روان الكباريتي »
إنصاف حبيب « 21 » عاماً، طالبة في السنة الرابعة صحافة واعلام بالجامعة الاسلامية، وهي ناشطة عبر مواقع التواصل، خاصة تطبيق الانستغرام، وكاتبة ومحررة محتوى لمواقع التواصل وكاتبة تقارير صحفية وتدربت عملت في المجال الإعلامي، و تحظى بنحو 70 ألف متابع على صفحتها .
و فاطمة جبر ابو مصبح، طالبة هندسة حاسوب واتصالات مستوى ثالث، و هي ناشطة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي مهتمة بالتصوير الفوتوغرافي والتقديم الاذاعي.
أما براءة الغلاييني (21 عاماً)، فلديها موهبة في التصوير منذ بداية دراستها تخصص الإعلام والاتصال الجماهيري في جامعة الأزهر في غزة.
روان سهيل الكباريتي ٢٢ سنة خريجة علاقات عامة وإعلان، و هي ناشطة على مواقع السوشيال ميديا وخاصة الانستجرام، وتقوم بنشر صور يوميات وانجازات الفريق.
و عن نشأة الفريق تحدثت انصاف حبيب قائلة: « تكون فريقنا عن طريق الصدفة، كنت أنا وبراءة صديقات لعدة سنوات، ودرسنا الثانوية سويا، و جمعنا بروان تخصص الصحافة والإعلام، وكانت جل لقاءاتنا في ورش العمل والدورات التدريبية المختصة في الإعلام، وفي ذات الوقت كانت براءة وروان جارات منذ الطفولة، فزادت علاقتنا نحن الثلاثة وانخرطت برفقتنا روان، ثم بعد ذلك وقبل تقريبا عام اجتمعنا بعمل واحد وعن طريق الصدفة، حيث كانت فاطمة في ذات العمل واندمجت معنا بسبب تقارب اهتمامات كل منا وهي الانخراط والشغف في مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق الانستغرام، لأن كل واحدة منا كانت تمتلك عدد كبير من المتابعين ».
و حول الهدف من عمل الفريق في هذا المجال، قالت حبيب لمراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »: « لقد أراد الفريق الخروج بعمل غير مألوف وأن نجتمع في إنجازه ونساهم فيه جميعنا، و أن تبدع كل واحدة منا في المجال الذي تجد نفسها فيه، ومن مبدأ أن نستثمر الأعداد الكبيرة من المتابعين لدينا، أردنا أن نقدم لهم شيئاً جديداً، وهو تعريف عن غزة باماكنها ومبدعيها وعاداتها وكل شيء تحتويه، ليس فقط جانبها البائس، بل عملنا على إظهار الجانب الجميل والمشرق منها ».
و أوضحت بأنه في غالب الأحيان يكون الفريق مجتمعاً، مما سهل عليه إنجاز أعماله في تصوير بعض الصور والفيديوهات ونشرها على #مغامرات_غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
و اعتبرت حبيب أن إنخراط فتيات في مواقع التواصل أصبح أمراً عادياً و تقليدياً، ولكن الفكرة الاهم هي كيفية استغلال مواقع التواصل لتصبح منبرا للنجاح وتحت هذا المبدأ عمل فريق « مغامرات غزة » .
في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة عام 2014، بدأت إنصاف في الخروج خلال أوقات الهدنة من المنزل، والتجوال في الأماكن المدمرة توثق بكاميرا هاتفها صور الاعتداءات وتنشرها عبر حسابها على « إنستغرام ». حيث بدأت تستقبل الكثير من المتابعين، مما مكنها من التوسع بسلسلة #مغامرة إنصاف، وأصبحت مغامرات غزة برفقة صديقاتها براءة وروان وفاطمة.
و حول المغامرة التي قامت بها، « #مغامرة إنصاف »، قالت هي سلسلة من الصور والفيديوهات أرفقها على حسابي الشخصي في تطبيق الانستغرام، وبظهوري في فيديو سلفي أتحدث فيه عن تاريخ أحد الأماكن في غزة او عن تجربة شخصية يستفيد منها المتابعين، وجاءت بمسمى مغامرة لاني كفتاة ومن غزة أعيش مغامرة فعلية حتى أخرج بفيديو كامل
و قالت حبيب: إن الخطوة اللاحقة ستكون مغامرات فلسطين، حيث ستنضم إلى الفريق فتيات من القدس والضفة المحتلة والمدن الفلسطينية المحتلة« . !
و عما اذا كان الفريق يتلقى دعماً من أي جهة، قالت حبيب: »لا نتلقى أي دعم خارجي ولا أي تمويل من أي جهة، وكل عملنا يقف على تمويلنا الذاتي وبجهد شخصي بشكل كامل وهذا نتاج عملنا الحر، ولكن نأمل بأن تحقق كل واحدة في فريقنا حلمها بالحصول على فرصة عمل في مجال تخصصها الجامعي« .
أما عن المعوقات التي تواجه الفريق قالت المغامرة حبيب: »لا نجاح بلا عثرات، ولا طموح بلا أمل، وفلسطين تحتاج تضحيات وتحدي كل العوائق ليعلو اسمها.«
و تابعت تقول: »صحيح إن العقبات كثيرة ولكن من يريد أن ينجح يستثمر ما لديه من مهارات وامكانيات« .
و من أهم المعوقات و التحديات التي يواجهها الفريق، قالت »إن الكثير من العوائق يواجهها الفريق، من بينها قلة المواد التي نعمل بها وبساطتها مثلا الاعتماد بشكل كامل على الهاتف المحمول، وعصا السلفي في الاعمال التي تحتاج إلى معدات أكبر بكثير، وأيضا انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير، وعدم توفر الدعم المادي المناسب، وعدم توافر فرص عمل مناسبة، بالإضافة الى صعوبة التنقل و السفر الى الدول الاخرى بسبب اغلاق معبر رفح ، ومنعنا من زيارة مدننا الفلسطينية المحتلة، كي نحقق هدفنا في لقائنا بمغامرات فلسطين ونتجول في جميع مدننا« .
و لفتت الى أن الفريق منذ بداية تكوينه أراد ان يبقى مثلما هو، بعمله البسيط، الذي وصل للجمهور بسبب بساطته وجمال ما فيه واي شيء ينشر تحت اسمه، مضيفة: » أن بعض المؤسسات دعت الفريق كي يعمل معهم وتحت اسمهم وسياستهم بشكل إجباري ولكننا رفضنا ذلك لان مغامرات غزة يعملن لأجل الجمهور ولأجلهن في تطوير مهاراتهم وقدراتهم وليس لأجل مؤسسة ما، وهذا بالطبع سوف يقلص من جهودنا ويهدر من طاقتنا ويشتتنا عن هدفنا لذلك رفضنا كل هذه الطلبات لأنها منافية مع مبدأ عمل المغامرات، ولكن نحن مع مبدأ أن نعمل لصالح مؤسسة ما ولكن ليس الانضمام إليها وإلغاء إسمنا، وعملنا من قبل مع بعض المؤسسات والشركات في حملات تسويقية« .
و نوهت الى أنه بعدما وصل »اسم مغامرات غزة" إلى العالم وتحدثت عنه المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية منها، نستطيع فعلا أن نقول أننا حققنا أهدافنا ولكن ليس جميعها فلم نصل بعد في ساحات المسجد الأقصى ولم ننقل منه فيديو مغامرة !