خبر قادة شهداء « البنيان » .. لم ولن يغيبوا عن مهرجان دعم المقاومة

الساعة 11:43 ص|18 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

في كل مهرجانٍ كانوا يتقدمون الصفوف الأولى للبذل والعطاء والتضحية، حاملين مسئولية كل صغيرة وكبيرة، يسابقون مع إخوانهم الليل بالنهار للخروج بأبهى صورة تليق بالمقاومة التي تمثلها حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس إلى جانب الفصائل، والدم المراق على ارض فلسطين السليبة، لكن هذا العام يأتي مختلفاً بعد ارتقائهم شهداء في معركة « البنيان المرصوص »، حيث يأتي هذا المهرجان الذي حمل عنوان « الجهاد .. ميلادنا المتجدد » ليكرمهم و عوائل الشهداء والأسرى والجرحى والملكومين والمشردين بفعل العدوان الصهيوني.

«
الإعلام الحربي » التقى بعوائل شهداء قادة معركة « البنيان المرصوص »، لسؤالهم عن كيف كان يقضي الشهداء القادة هذه الأيام العصيبة التي تسبق المهرجان؟، وكيف كانت عائلتهم تستقبل معهم هذه المناسبات؟، ومدى استعدادهم للمشاركة في هذا المهرجان ؟، وما هي رسالتهم لأبناء شعبهم ؟.

سنكمل المسير
زوجة الشهيد القائد شعبان الدحدوح وبمجرد سماعها خبر إقامة حركة الجهاد الإسلامي لمهرجان انطلاقتها الجهادية انتابها شعور الألم والحزن لأن زوجها الذي كان يأخذ بيدها وبيد أبنائها إلي المهرجان لن يشاركهم هذه المرة.

دقائق من الصمت خيّمت على « أم المجد » زوجة الشهيد شعبان، لتعود بمخيلتها إلى تلك الفترة الغير بعيدة لتتذكر زوجها الشهيد أبو المجد كيف كان يقضي وقته في مثل هذه المهرجانات , بصوت يغلب عليه الحزن والألم قالت :« كان رحمه مع بدء تجهيزات المهرجان يسخر كل وقته للتجهيز والإعداد وتحفيز الهل والجيران على المشاركة الفاعلة , كان يتواصل مع الجميع, ويواصل الليل بالنهار لمتابعة تجهيزات المهرجان, كما أنه ومنذ الساعات الأولى ليوم المهرجان فإنه يكون أول المتواجدين ليشرف على الترتيب والنظام ».

وتضيف « لا أنسى وصيته لي أن أجهز أبنائي بأبهى الملابس العسكرية التي كان يشتريها لهم في مثل هذا المناسبات أتي بهم للحضور ».

وتذكرت الزوجة الصابرة :« المرة الأولى التي شاركت فيها مهرجان الانطلاقة الجهادية بعد أن تزوجت من أبو المجد , حيث طلب منها الحضور والمشاركة رغم أنه كان لدينا أول مولود ولم يمضي على ميلاده شهور ».

و شددت أم المجد حرصها الشديد على الحضور والمشاركة في المهرجان تكريماً ووفاءً لدماء الشهداء ولدم زوجها أبو المجد , فهي مازالت تسير على طريق زوجها, الذي كان يحثها وأبنائها على المشاركة في كافة المهرجانات والفعاليات العامة التي تدعوا اليها حركة الجهاد بالنفير، موضحةً أنها وأبنائها سيشاركون بالزي العسكري الذي يمثل رمز الشرف والعزة لكل حر أبي واقتداءً بوالدهم الشهيد والسير على دربه, فكما كان يخرج والدهم بالزي العسكري فهم اليوم سيخرجون على نفس النهج وعلى ذات الطريق .

وأكدت الدحدوح أن المهرجان يعني لها ولكل عوائل الشهداء والأسرى الكثير، فهو تجديد للعهد والبيعة مع الله عز وجل على مواصلة طريق الجهاد، وفاءً لدم الشهيد وعذابات الأسرى بأننا ماضون على نفس الطريق طريق الجهاد والمقاومة لن نحيد ولن نتخلى عن هذا الطريق مها كلفنا من ثمن هو حياتنا رخصية في سبيل الله ومن اجل حرية أرضنا وكرامة شعبنا وعزة امتنا, أما الرسالة الثانية للكهرجان فهي لبني صهيون بأننا مازلنا صابرين صامدين , وسنبقي سائرين على درب الشهداء ومحافظين على عهد المقاومة, وأن المقاومة مازالت بخير ، وأننا لا نقبل إلا برحيلكم عن أرضنا فلسطين من نهرها لبحرها .

و وجهت أم المجد دعوتها إلي كافة جماهير شعبنا وإلي أهالي الشهداء خاصة بضرورة الخروج والمشاركة بكل قوة في هذا المهرجان وفاءً منهم لدماء الشهداء , وللتأكيد على مواصلة طريقهم ,و التأكيد على خيار الجهاد والمقاومة .

حملوا الهم والأمانة ..

أما نجل الشهيد القائد صلاح أبو حسنين « احمد » فأكد أن الأيام التي كانت تسبق المهرجان يعيشون فيها حياة طوارئ، ويتحول بيتهم إلى ما أشبه بغرفة عمليات مركزية، ينطلق منه الوالد « رحمه الله » مع إخوانه للمساجد والجامعات والمدارس والمؤسسات والأسواق لحشد الناس وحثهم المشاركة، بالإضافة إلى المشاركة في كتابة الشعارات، والتشاور على اسم المهرجان وشعاره، عدا عن مشاركته الفاعلة في كافة تفاصيل المهرجان من إمكانات وبوسترات وملصقات، واستئجار كل ما يحتاجه المهرجان من سماعات وأجهزة صوت والتأكد من سلامتها.

وتابع قائلاً :« رغم مسئوليات والدي الكبيرة والكبيرة جداً، لم يكن يغفل عن تجهيز وأشقائي الصغار بالملابس العسكرية والكوفية الفلسطينية وشعار الجهاد، كأننا في عيد ننتظره بفارغ الصبر والاشتياق »، مؤكداً أنه واشقائه كانوا كل ما يشاهدون والدهم يسألون عن المهرجان، وفي الليلة التي تسبق يناموا وملابسهم وأسلحتهم الدومى في أحضانهم.

أما عن والدته أم احمد فأكد انها كانت تقف إلى جانب والده تسانده وتحشد معه نساء المعسكر اللواتي كانوا يتجمعون في بيتنا قبل الانطلاق للمهرجان، لافتاً إلى أن مهرجان هذا العام الذي يغيب عنه والده بعد ارتقائه شهيداً في معركة « البنيان المرصوص » يشعره بالألم والغصة على فراقه.

وأكد احمد أنه ومن تبقى من عائلته سيشاركون بقوة في مهرجان الدم والشهادة وفاءً لروح والدهم ولكل شهداء فلسطين، مؤكداً أن المشاركة في مهرجان الجهاد هي مشاركة واجبة على كل مؤمن بحق شعبنا في الحرية و الانعتاق من نير الاحتلال، مؤمناً أن لا سبيل لتحرير فلسطين إلا عبر بوابة الجهاد والمقاومة.

عاشوا لدينهم .. حتى ارتقوا
في حين أكد ابن شقيق الشهيد القائد دانيال منصور، عبد الله انه وعائلتهم يجهزون أنفسهم للمشاركة في مهرجان الجهاد، مشيراً إلى أن عمه « دانيال » كان يحثهم على المشاركة في مسيرة الدم والشهادة، كما كان يحب ان يسميها.

وقال عبد الله لـ « الإعلام الحربي » :« عمي الشهيد دانيال رحمه الله، كان في مثل هذه الأيام التي تسبق المهرجان لا يدخل البيت، متنقلاً بين غزة وخان يونس ورفح والوسطى والشمال، يحث المجاهدين على المشاركة، ينتقي أفضلهم ليكونوا على رأس المهرجان لتنظيمه ».

وأكمل قائلاً :« كان رحمه الله والشهيد صلاح الدين حسنين رفيقان في الدنيا، يتجولان معاً على المؤسسات والمساجد والجامعات لحث جماهير شعبنا على أهمية المشاركة في مهرجان دعم المقاومة، لا يهدأ لهم بال ولا يشعرون بالراحة والسكينة إلا بعد انتهاء المهرجان »، مشيراً إلى انه كثيراً ما كان يرافق معه في جولاته، ويشعر بما كان يشعر به من هم ومسئولية.

واعتبر منصور المشاركة في المهرجان واجب ديني ووطني، لأنه موطئ نغيظ فيه الأعداء ونشد من أزر إخواننا في الضفة والقدس الشريف وكل من يؤمن بحق شعبنا بالحرية وتقرير المصير.

ويشار إلي أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تستعد لإطلاق مهرجانها الجهادي في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، الجمعة المقبلة بتاريخ (21-/10) تحت عنوان « الجهاد ميلادنا المتجدد » إحياء لذكرى الانطلاق واستشهاد المؤسس فتحي الشقاقي.

 

 

كلمات دلالية