خبر رسائل المهرجان >> افتتاحية الاستقلال

الساعة 10:54 ص|17 أكتوبر 2016

رأي الاستقلال العدد (997)

تستعد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين للاحتفال بذكرى انطلاقتها التاسعة والعشرين بتنظيم مهرجان جماهيري حاشد, أهمية هذا المهرجان تكمن في توقيته, حيث ان الفلسطيني يشعر انه بات وحيدا في مواجهة الاحتلال الصهيوني, وان المحيط العربي والإقليمي منشغل بأوضاعه الداخلية, وان القضية الفلسطينية تراجعت في الاهتمام الرسمي العربي إلى ادنى مراحلها, والمعايير الدولية تتغير بشكل واضح وصريح لصالح الاحتلال, حتى بعد قرار اليونسكو أن المسجد الأقصى المبارك هو أحد المقدسات الإسلامية الخالصة, فهناك محاولات من اليونسكو للالتفاف على القرار وتفريغه من مضمونة بعد احتجاج إسرائيل والاتهامات التي وجهتها للمنظمة.

 المهرجان يحمل رسائل عدة, وتكمن أهميته في ضرورة وصول هذه الرسائل لوجهتها الصحيحة, فالرسالة الأولى للاحتلال ان فلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها لنا, وان سبيلنا للتحرير هو الجهاد والمقاومة, وان السلام الوهمي لن يشغل شعبنا عن مجابهة الاحتلال, وانتفاضة القدس هي خيار شعبنا الفلسطيني ولن نتخلى عنها, وان المقاومة حق أصيل لهذا الشعب, كفلته كافة القوانين الدولية والشرائع السماوية, وان الحشد الجماهيري المكثف على المهرجان يعكس بشكل واضح انحياز شعبنا الفلسطيني لمقاومته ودعمه لها.

 الرسالة الثانية للأمة العربية والإسلامية, أن (أمة بلا فلسطين, امة بلا قلب) ففلسطين هى قلب الأمة النابض, وعنوان عزتها وكرامتها وقوتها, فطالما ان فلسطين بيد أمتها فالأمة بخير, أما إذا كانت فلسطين بيد أعداء الأمة, فان الخطب عظيم, والأمر جلل, ويجب العمل على استعادتها مهما كان الثمن, ومهما بلغت التضحيات.

 الرسالة الثالثة للمجتمع الدولي الذي تنصل من كل التزاماته تجاه فلسطين وقضيتها, وانحاز بشكل سافر للاحتلال, بأنه مهما تكالبتم علينا لن نستسلم ولن نفرط في حقوقنا, ولن نتخلى عن أرضنا ومقدساتنا, وان انحيازكم للاحتلال يزيدنا إصرارا وعزيمة على المضي في طريقنا حتى ننتزع حريتنا واستقلالنا بالقوة من بين أنياب الاحتلال, وان هدفنا واحد وعدونا واحد, هو الاحتلال الصهيوني البغيض, ومهما حاولتم لن تحرفوا بوصلتنا عن مسارها لن ننحرف قيد أنملة, ولن نركن إلى وعود وهمية وكاذبة, ليس من ورائها طائل سوى التسويف والمماطلة, وان ثلاثة وعشرين عاما من المفاوضات انتهت بلا شيء.    

 الرسالة الرابعة لشعبنا الفلسطيني الصامد المرابط عنوانها الواضح ( واجب التحرير لا وهم السلطة ) مهما تغول علينا الاحتلال, ومهما تآمر المجتمع الدولي, مهما تخلى عنا العرب والمسلمون, فإننا ماضون في طريقنا, طريق الجهاد والمقاومة حتى النصر والتحرير, ولن يشغلنا عن واجبنا لا منصب ولا سلطة ولا جاه, هذا ليس وقت حصد المناصب واعتلاء كرسي السلطة والرئاسة, هذا وقت العمل والكفاح والتضحيات, وقت الجهاد والمقاومة, وقت الإعداد لمعركة التحرير وبناء جيل النصر المنشود, وقت اليقظة والتنبه لإحباط مخططات الاحتلال في التهويد والتهجير والاستيطان وتزييف التراث, والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك, ان وقت الحصاد لم يمن بعد, وشعبنا بفصائله المختلفة عليه ان يبقي يده على الزناد لأن الاحتلال يتحين الفرصة المناسبة للانقضاض علينا, ولو غفلنا عنه لحظة فلن يرحمنا,

 الرسالة الخامسة لذوي الشهداء والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال, عرفانا منا بجميل عطائهم وتضحياتهم,انتم وأبناؤكم في القلب دوما, لن ننسى كل هذه التضحيات الجسام, سنبقى أوفياء لدماء أبنائكم وتضحياتهم, لن تتوقف معاركنا مع الاحتلال, حتى نحقق الأهداف التي قاتل أبناؤكم من اجلها, سنبقى إلى جواركم, أوفياء لكم, لن نتخلى عنكم, فأنتم من قدمتم فلذات أكبادكم من اجل دينكم ووطنكم ومن اجل شعبك, ان هذه التضحيات لن تذهب سدى, وستنتهي معركتنا مع الاحتلال بالنصر المبين  بإذن الله عز وجل.

 هذه بعض الرسائل التي يحملها مهرجان الجهاد, ويجب على كل شرائح شعبنا ان تشارك في إيصال هذه الرسائل لكل الجهات, عبر مشاركته في مهرجان الانطلاقة 29, انه ليس  مهرجان الجهاد الإسلامي فحسب, انه مهرجان كل الشعب الفلسطيني, مهرجان كل الأحرار والثوار, انه لا يحمل خطابا حزبيا, ولا يدعو لفصيل, إنما يحمل خطابا وحدويا, ويدعو لفلسطين كل فلسطين لأنها اكبر من الجميع, وإذا كنتم تتشككون فاستمعوا الجمعة القادمة خلال المهرجان إلى خطاب الأمين, وستعلمون ان فلسطين دائما هي العنوان الذي لا يحيد عنه والذي تحمله كلماته, ففلسطين لديه في القلب, وهى الهدف الأسمى والمنشود دائما. 

كلمات دلالية