خبر مراسلات كلينتون: سلامٌ «وهمي» أفضل من لا شيء

الساعة 06:03 ص|17 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

ظهرت رسائلُ إلكترونية نشرَها موقعُ «ويكيليكس»، بعضاً مما تُؤمن به المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون، الذي قد يُشكلُّ عنصراً في سياستها الخارجية إذا ما فازت في انتخابات في تشرين الأول المقبل.

وتتعلق معظمُ التسريبات التي نُشرت عن مواقف كلينتون، بالفترة التي خدمت فيها وزيرةً للخارجية. وتوضحُ الرسائل أن كلينتون تؤمن بأنه لم يكن بوسع إسرائيل إلحاقُ ضررٍ جدّي بالمشروع النووي الإيراني من دون معونةٍ أميركية جدية. كما أن كلينتون آمنت بأن عملية سلمية شكلية بين إسرائيل والفلسطينيين أفضلُ من الجمود السياسي القائم.

وفي مراسلات بريدية لكلينتون تسربت إلى «ويكيليكس»، تحدثت المرشحة الديموقراطية عن أن إجراءً سلمياً شكلياً بين إسرائيل والفلسطينيين أفضلُ من لا شيء. وقد جاءت هذه الأقوال في أعقاب إشارةٍ أرسلَها مستشارُها السياسي جايك ساليفان، بعد أسبوعٍ من الانتخابات الإسرائيلية في آذار 2015، وألحق بها مقالة من «نيويورك تايمز» تتعلق باعتذار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن كلامه يوم الانتخابات عن «تدفق العرب بكميات كبيرة إلى صناديق الاقتراع».

وعلّقت كلينتون على المقالة بقولها: «هذه ثغرة ينبغي استغلالُها. فعمليةٌ سلمية شكلية أفضل من لا شيء. كما ينبغي الانتباه إلى مقابلة في صحيفة «تايمز» عن الخطوات المقبلة لنتنياهو». وكان موقع «ويكيليكس» قد نشر الأسبوع الماضي تسريباً لمشاورات مع السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون دريمر، قبل أسبوعين من التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران في تموز 2015. والمراسلةُ تمّت بين ستيوارت آيزنشتات، المُقّرب منها الذي يخدم كمستشار للرئيس الأميركي لشؤون المحرقة النازية، ومستشار كلينتون جايك ساليفان، ويعرض فيها انطباعاته عن اللقاء مع دريمر.

وبحسب آيزنشتات، فإن دريمر أعرب عن خشيته من أن تستغل إيران الاتفاق النووي لممارسة الضغط على إدارة باراك اوباما، وطلب من كلينتون أن تبدي تحفظات، وأن «تعدد مخاوفها» وتشير إلى أن الاتفاق الذي تحقق أفضل من وضع لا تتوصل فيه الدولتان إلى اتفاق. فضلاً عن ذلك، أشار آيزنشتات إلى أن دريمر زَعمَ أن كلينتون إذا فازت بالرئاسة، فعليها أن تُصلّب موقفَها من إيران بشأن دعمها النظام السوري ومنظمات المقاومة، وأيضاً بشأن سياستها في العراق.

وقالت كلينتون لرجال «غولدمان ساكس» في خطاب ألقته قبل حوالى ثلاث سنوات إن «إسرائيل وحدها لا يمكن أن تلحق ضرراً كبيراً بالمشروع النووي الإيراني». وهذا ما يتبين الآن بعدما نشر موقع «ويكيليكس» فحوى خطاب كلينتون كما ورد في البريد الإلكتروني لرئيس طاقمها جون بودستا. وقالت كلينتون في الخطاب إنه «بقدر ما نعلم، إسرائيل فحصت الموضوع عن كثب طوال سنوات عديدة، وصولاً إلى الحكومة الحالية (حكومة نتنياهو عام 2013)»، وأضافت أن التقدير في تل أبيب، هو أنه حتى إذا نجح الهجوم في إبطاء المشروع النووي الإيراني لسنوات عديدة، فإن الضربة تستحق، ولا يهم ما سيكون عليه الرد. وبحسب كلامها، أميركا هي التي تملك السلاح القادر على إلحاق الضرر الكبير بالمنشآت النووية الإيرانية.

وأبدت كلينتون تقديرها بأن القوى في الشرق الوسط لن تفلح في الوصول إلى الردع المتبادل الذي نشأ بين أميركا والاتحاد السوفياتي أثناء الحرب الباردة، وهو ردعٌ ساعدَ في منع نشوب حرب نووية. وبحسب كلامها، فإن دول الخليج ستظن أن عليها الدفاع عن نفسها، ولذلك فإنها قد تلجأ لاستخدام السلاح النووي. كما قالت إن الأنظمة في المنطقة «ليست بين الأكثر استقراراً بالضرورة».

ويكشفُ فحوى الخطاب أيضاً أن كلينتون تجنبت توجيه انتقادات لوول ستريت في كل ما يتصل بالعوامل التي قادت إلى نشوء الأزمة الاقتصادية في أميركا. وبحسب فحوى الخطابات التي كشفت، لا يبدو أنها تأثرت أبداً بالتبرعات المالية كما زعم منافسها من الحزب الديموقراطي بيرني ساندرز. مع ذلك، فإن مقاربتها التسامحية أثناء الخطابات يمكن أن تزيد القلق في حزبها بأنها مقربة للقطاع المالي والمصرفي والبورصة.

وقالت كلينتون لرجال «غولدمان ساكس» إن لها علاقات جيدة مع البورصة الأميركية للأوراق المالية وقتما كانت سيناتورة عن نيويورك. وأضافت أن انفتاح هذا القطاع بدأ من اللحظة الأولى التي كان يمكن فيها منع الغضب الشعبي الكبير على القطاع المالي. وقالت: «ماذا حدث، كيف حدث وكيف يمكننا أن نمنع تكرار ذلك؟ أنتم تساعدوننا في فهم ذلك، وهيا نتأكد أننا نفعل ذلك على وجه سليم».

وكان ساندرز قد طالب كلينتون أثناء حملة الانتخابات لكسب ترشيح الحزب الديموقراطي بأن تكشفَ النقاب عن فحوى خطاباتها أمام رجال وول ستريت، التي تربحُ منها سنوياً مئات آلاف الدولارات.

كلمات دلالية