تقرير « الصناعات القائمة على البلح » توفر دخلاً مؤقتاً للأسر الغزية

الساعة 07:09 م|10 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

بعد أن استنفرت كافة طاقاتها في عملية جني محصول البلح، الذي بدأت قبل عدة أيام، بدأت بعض الأسر الغزية بالاستفادة من وفرة المحصول خلال هذا العام، من خلال القيام بتصنيع منتجات البلح بعد أن يصبح رطباً، و تحويله الى أصناف مختلفة، مثل « العجوة و المربى و الدبس و المختوم.. الخ »، حيث تقوم بتخزينها  كمونة للشتاء، أو تبيعها في الأسواق، لتوفر لها دخلاً مؤقتاً، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها السكان في القطاع المحاصر.

و ترى الكثير من الأسر الغزية التي تقوم بانتاج مشتقات البلح في هذه الأيام بأن هذه المنتجات ﺘﻤﺜل عنصراً ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎ ﻭﻤﻘﺎﻭﻤﺎ، ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺴﺩ ﻓﺠﻭﺓ ﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻲ، ﻭﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﺯﻴﻥ ﻭﺨﻠﻕ ﻓﺭﺹ عمل، ﻭﺘﺤﺴﻴﻥ ﺩﺨل ﺍﻟﻤﺯﺍﺭﻉ ﻭﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻤﻬﻤشة، و ربط القطاع الزراعي ﺒﺎﻟﺼﻨﺎﻋﻲ.

من ناحيته قال أبو عبد الله، 47 عاماً إن وفرة محصول البلح في هذا العام دفعه للتفكير بالاستفادة منه، فبدأ بصناعة « دبس البلح »، ليقوم ببيعه بعد ذلك في الأسواق المحلية.

و أوضح في حديث لمراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » إن منتجات البلح في هذه الأيام تلقى رواجاً في الأسواق، حيث يُقبل المواطنون على شرائها و تخزينها كمونة للشتاء، كالدبس مثلاً الذي يحتوي على أهم العناصر الغذائية التي تمد الجسم بالطاقة.

و أشار الى أن موسم « جني البلح » يمثل فرصة سانحة لمحدودي الدخل، و العاطلين عن العمل، سواء من خلال العمل في مساعدة المزارعين في جني البلح، أو من خلال انتاج مشتقات البلح، و بيعها لا سيما و ان أسعار المواد الخام في متناول الجميع.

و بحسب أبو عبد الله، فالدبسﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺴﺎﺌل ﺴﻜﺭﻱ كثيف ﻴﻨﺘﺞ ﻤﻥ المادة السكرية لبعض ﺃﺼﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻤـﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻁـﺏ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼل ﻨﺴﺒﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﻭﺍﻟﻲ « 85% » من الوزن الجاف، ﻭﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ انتاج مشتقات البلح طرق تقليدية، متوفرة في أي بيت، لكنها تحتاج الى وقت وجهد.

أما المواطنة، أم صالح الشريف، 40 عاماً فبدورها أكدت بأنها تقوم في كل عام بالاستفادة من محصول البلح، التي تجنيه من عدد من اشجار النخيل في قطعة أرض تمتلكها، من خلال تصنيع الكثير من الأصناف الغذائية القائمة على الرطب، مثل العجوة و الدبس و المربى، و المختوم، و تخزنه بكميات كبيرة في المنزل، لاستخدامه بعد انتهاء موسم جني البلح.

و رأت الشريف بأن صناعة هذه المنتجات منزلياً مهمة جداً لديها، لا سيما و أنها لا تفضل شرائها من الأسواق، مشيرة الى أن كل شيئ يُصنع منزلياً، يكون أكثر ثقة من ناحية الجودة و النظافة و الاهتمام.

و لفتت الى أنها تصنع عشرات الكيلوهات من العجوة سنوياً، و تستخدمها في صناعة الكثير من الحلويات، كالكعك و المعمول، أما « الدبس و المربى » فتقول إنهما الوجبة المفضلة للفطور لدى عائلتها، كما أنه غير مكلف من الناحية الاقتصادية.

أما الستينية أم حسن الهباش، فقد عبرت عن سعادتها و هي تقوم بغسل الرطب، و تستعد لوضعه في قدرٍ كبير، لتضعه فيما بعد على موقد من الحطب، حيث تقول: « في كل عام أقوم بتصنيع اصناف مختلفة من منتجات البلح، اهمها العجوة و الدبس و المربى، ثم أبيعه لعدد من الأسر التي تطلبه مني ».

و عن حجم الدخل الذي يوفره لها بيع هذه المنتجات، قالت بأنها تحصل على دخل جيد من خلال تصنيع و بيع منتجات البلح، يكفي لتعيل اسرتها لعدة أشهر بعد انتهاء الموسم.

وقد سجل هذا العام ارتفاعاً كبيراً في انتاج البلح في قطاع غزة، قُدر بنحو 13 الف طناً، حقق من خلاله القطاع اكتفاءً ذاتياً في الأسواق المحلية، وفقاً لوزارة الزراعة.

و أكد رئيس قسم البستنة في وزارة الزراعة بغزة، م. محمد أبو عودة بأن قطاع غزة يضم نحو 150 ألف شجرة نخيل مثمرة، موضحاً بأن إنتاج محصول البلح في القطاع جيد ومميز مقارنةً بالأعوام السابقة حيث كان لاستقرار الأحوال الجوية وموسم الأمطار وتوزيعها دور في الوفرة، إذ قدر الإنتاج بـ(13 ألف) طن بلح سيتم استخدامها للتمر والعجوة والرطب.

 

 

 

كلمات دلالية