بعد إرتفاع وتيرة الملاحقة لكوادرها بالضفة ...

خبر علاقة الجهاد الإسلامي مع الأجهزة الأمنية إلى أين؟؟؟

الساعة 06:18 ص|09 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

بالرغم من محافظة حركة الجهاد الإسلامي على علاقة وطنية مع كافة الفصائل بما فيها حركة فتح وعدم دخولها في حالة الانقسام السياسي الى أن اجهزة أمن السلطة في رام الله زادت من وتيرة الملاحقة لكوادرها وعناصرها في الضفة , الامر الذي أثار حالة من الغضب والاحتجاج والتحذير من قمع أجهزة امن السلطة  التي لا زالت تواصل الاعتقالات السياسة وتعتدي على عناصر الحركة خلال الفعاليات الوطنية .

في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي اعتقلت الأجهزة الأمنية في مدينة رام الله منسق الرابطة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي، في جامعة بيرزيت إبراهيم أبو صفية بعد استدعائه للمقابلة في مقراتها.

هذا الاعتقال لم يكن على خلفية عمله الطلابي في الحركة، فقد استدعته الأجهزة الامنية واعتقلته أكثر من مرة، هو وباقي الطلبة المنتمين للحركة، وخارج أسوار الجامعة لم تتوقف الاعتقالات والاستدعاءات وبشكل جعل قيادات الحركة وكوادرها ترفع صوتها بالإحتجاج على هذه الإعتقالات.

ولعل نقطة التحول الكبرى كانت بالاعتداء من قبل هذه الأجهزة على قيادات وكوادر الحركة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية في 16 من سبتمبر الحالي، كما تقول قيادات الحركة في الضفة.

أحمد العوري أحد قيادات الحركة في مدينة رام الله قال:إن ما حدث ويحدث هذه الأيام يؤسس لمرحلة سيئة من العلاقة المشتركة خاصة إن كل الأجهزة الأمنية أصبحت تعتبر الحركة وكوادرها خارجين عن القانون.

وقال العوري، إن هذه الملاحقة لها اعتبارات سياسية وتأتي في إطار التنسيق الأمني مع الاحتلال، فالإعتقالات والاستدعاءات والملاحقة لكوادر الحركة زادت وتيرتها في المرحلة الأخيرة لما كان للحركة من دور كبير في انتفاضة القدس التي تتزامن ذكرى إنطلاقتها الأولى في هذه الايام (الأول من أكتوبر).

وتابع العوري ل« وكالة فلسطين اليوم »:« هذه الملاحقة تشير إلى إن هناك معضلة حقيقة مع هذه الأجهزة التي تعمل جاهدة للتنسيق مع الإحتلال للحد من المقاومة في الضفة ».

الشيخ خضر عدنان مفجر ثورة الامعاء الخاوية واحد قادة الجهاد في الضفة والذي تعرض للضرب والإعتقال في هذه المسيرة، قال إن الأجهزة الأمنية باتت تمنع وتعترض أي نشاط للحركة في الضفة، حتى أبسطها من استقبال أسير محرر ورفع رايات الحركة، وتابع:« كل ما اعتادت الأحزاب الفلسطينية القيام به أصبحت ممنوعا علينا، في السابق كانت الملاحقة على حيازة أسلحة ونقل أموال، ولكن اليوم نحن نلاحق بسبب تنظيم فعاليات داعمة للأسرى واستقبال أسرى محررين فقط ».

وأستهجن عدنان عبر « فلسطين اليوم » المكيال بمكيالين، وخاصة إن كل الفعاليات التي تعترضها الأجهزة الأمنية للحركة تمارسها وتنظمها حركة فتح في الضفة بحرية تامة :« ما نقوم به في هذه الأيام هو آليات استخدمتها الفصائل الفلسطينية منذ تأسيس منظمة التحرير وعلى رأسها الفصيل الأكبر فتح ».

وإن كان قمع مسيرة جنين كان له الصدى الإعلامي الكبير، إلا أن الإعتقالات والإستدعاءات من قبل الأجهزة الأمنية لكوادر الحركة شهدت إرتفاع في الفترة الأخيرة، وهو ما يؤشر إلى إن هناك إستهداف لهذه الحركة وعملها في الضفة. وبالعودة إلى أكثر من مصدر في الحركة، فإن لا أرقام محددة على عدد تلك الإستدعاءات والإعتقالات إلا أنها بحسب هذه المصادر لم تتوقف.

سامح يوسف « 28 عاما » أحد كوادر الحركة في مدينة طولكرم، قال ان لا مبرر لملاحقة نشطاء الجهاد الإسلامي الذين ركزوا نشطاتهم في المرحلة الأخيرة على فعاليات إجتماعية والإهتمام بعائلات الأسرى والشهداء.

وتابع يوسف ل« فلسطين اليوم »، والذي أعتقل وأستدعي من قبل الأجهزة الأمنية لأكثر من عشرة مرات:« لم تنظم الحركة أيه فعالية احتجاجية ضد السلطة وممارساتها، فقرار الحركة واضح لعناصرها أنه مهما حدث وجهوا غضبكم نحو الإحتلال فقط ».

وبحسب يوسف فإن إعتقاله لدى الأجهزة الأمنية كانت على خلفية مشاركته في المسيرات تنظمها الحركة حينا وتلبية لدعوات شبابية حينا أخرى وكلها تتعلق بمناصرة الأسرى أو دعوات شبابية إجتماعية، وتابع:« هناك استهداف واضح لنا على خلفية انتمائنا للحركة، حتى إن بعض المسيرات التي أُعتقلت بعدها كان يشارك فيها مسؤولين في السلطة، ولكن الأجهزة الأمنية تدعي بإن مشاركتنا تأتي تغطية للقيام بنشاطات للحركة فقط ».

وحذر يوسف من إستمرار هذه الإعتداءات وقال:« على الأجهزة الأمنية أن تحافظ على علاقة طيبة من الجهاد الإسلامي كي لا نصل لمرحلة يقوم فيها كوادر الحركة بخرق قرار القيادة والقيام بالصدام معها ».

القيادي خضر عدنان أيضا كان ممن اعتقلوا لدى الأجهزة الأمنية، قال إنه أعتقل11 مرة، كان لا يسأل فيها عن شئ إلا عن الحركة وعلاقته بقيادة الحركة، مما يشير بوضوح إلى استهداف الحركة، وقال إن الأمر بات يتعدى الاستدعاء والاعتقال إلى التهديد بالقتل، مشيرا إلى أن هناك قيادات في الأجهزة الأمنية تحرض عليه وهذا التحريض يمكن أن يقود لفعل مادي أكبر.

وتابع عدنان:« لم تتوقف الإعتقالات منذ قدوم السلطة ضد أفراد الحركة ولكن في الفترة الأخيرة تصاعدت هذه الملاحقة في محاولة لوقف كل نشاطات الحركة حتى رفع رايتها ».

وبحسب عدنان فإن الخلاف بين الحركة والسلطة ممثله مع أجهزتها، ليس مع راية مرفوعة وإنما مع فكر وأيدولوجيا الحركة التي توجه فعلها نحو الإحتلال فقط، وتابع:« وصل الأمر من قبل الأجهزة الأمنية الضغط على الاهالي لمنع أبنائهم من المشاركة في فعاليات الحركة ».

وعن رد الحركة على هذه الإعتداءات يقول عدنان:« أدبيات الحركة واضحة بعدم توجيه أي جهد باتجاه أي تصعيد فلسطيني فلسطيني، وقد يكون ذلك ما جعل الأجهزة الأمنية تتغول علينا أكثر، والرد من قبلنا سيكون بمزيد من الصمود والبقاء على الارض دون أيه صدام ولن نسمح  بحظر الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة ».

إذن لماذا هذه الملاحقة إذا كانت الجهاد الإسلامي تنأى عن الدخول بصراعات مع السلطة على المستوى السياسي والرسمي؟، يجيب عدنان:« صحيح إن هناك تركيز على الحركة، إلا أن الأمر لا يتعلق بها فقط، وإنما الاستهداف لكل من يسعى للعمل المقاوم ضد الإحتلال ».

ورغم إن قيادات الحركة تؤكد موقفها الرافض للصدام مع السلطة، إلا إنه من الصعب التنبؤ بردة فعل الحركة في حال استمرار ملاحقة كوادرها والسعي لحظر عملها بالكامل في الضفة الغربية.

كلمات دلالية