خبر طلاب مدارس « الأونروا » في مخيم جنين ينقلون مقاعدهم إلى الشارع

الساعة 02:26 م|07 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

صعّد طلبة من مخيم جنين احتجاجاتهم على سياسة التقلصيات التي تمارسها وكالة الغوث الدولية « الأونروا »، ونقلوا مقاعدهم من داخل صفوف مدارسهم التي تتبع للوكالة في المخيم إلى مدخله الرئيسي.

ولم تستثنِ « الأونروا » مدارسها من سياسة التقلصيات التي جوبهت باعتصامات واضرابات على مدار الايام الماضية، لكن بعد فشل الاحتجاجات تبنى طلاب المخيم مبادرة جديدة، فخرجوا للشوارع حاملين حقائبهم وشكلوا مجموعه من الصفوف أمام ميدان العودة، تعبيراً عن رفضهم لقرار وكالة الغوث الدولية تقليص عدد الشُّعب، مما يؤدي لارتفاع عدد الطلبة في الصف الواحد، ويؤثر سلباً على دراستهم ومستواهم التعليمي، ويحرمهم من حقوقهم التي كفلها لهم القانون داخل غرف الصف.

وبادر مجلس الآباء واللجنة الشعبية في المخيم لدعم الطلبة والتنديد بممارسات الوكالة التي تستمر في سياسة التقلصيات بحق الشعب الفلسطيني.

قرار ظالم ومدمر

بدات المشكلة في مدارس الوكالة، كما يفيد رئيس مجلس الآباء في المخيم، محمود خريوش منذ اسبوع، عندما قررت تقليص الشعب المدرسية لطلاب صفوف الخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع، وتقليص عدد المدرسين وعدم توظيف كادر تعليمي جديد.

يصف خريوش القرار بأنه « ظالم ومدمر ولا يراعي ظروف وواقع معاناة وحياة غالبية طلاب اللاجئين »، مضيفا، « معظم طلاب المخيم يعانون من ظروف اقتصادية صعبة، إضافة لتأثيرات نفسية خارجية، وبحاجة إلى مرشدين نفسيين بهذه المدارس، لأن معظم أولياء أمور الطلاب بين أسير وشهيد وجريح، وتأتي الوكالة لتزيد من الضغط والارهاق عليهم بزيادة عدد الطلاب داخل الشعب ».

ويوضح خريوش، ان الوكالة سارعت لاصدار القرار وتنفيذه دون الوقوف على نتائجه وآثاره الخطيرة، وطبقت عملية النقل وتقليص عدد الشعب المدرسية فوراً، فارتفع عدد الطلاب في الصف من 35 إلى أكثر من 45 طالبا.

وأضاف، « مدة الحصة 45 دقيقة، وعدد الطلاب 45، أي أن لكل طالب دقيقة واحدة تعليمية في كل حصة، وفي حال تعب أي طالب سيذهب من الحصة 5 دقائق على الأقل ويبقى 40 دقيقة، وهذا لا يكفي لتعم الفائدة على طلاب الصف خلال الحصة الواحدة ».

وتابع، « وفق القانون، يمنح كل طالب مساحة في الصف تبلغ متر و25 سم ، لكن حالياً لا تتجاوز 50 سم ».

وأشار خريوش إلى أن ضيق المساحات المدرسية يعمل على حرمان الطالب من حرية الحركة، كما يؤدي إلى حدوث عنف بين الطلبة، ويؤدي الاكتظاظ أيضا إلى ضغط المعلم وفقدانه السيطرة على العدد الكبير في الصف.

وإلى جانب كل ذلك، فإن الوكالة أقدمت على نقل معلمتين من المخيم لمدارسها في قباطية ورمانة، رغم النقص في الكادر التعليمي لمادة اللغة الانجليزية، موضحا، ان معلمة واحدة تتولى مهمة تعليم هذا المساق لمدرستي الذكور والإناث.

الدراسة في الشوارع

« نحن طلاب علم ونريد ان نتعلم داخل الصفوف بظروف مناسبة، وخروجنا للشوارع رسالة للمسؤولين عنوانها نريد ان نتعلم حتى في الشارع ». هذا ما قاله الطالب في الصف الخامس موسى محمود قانوح، معتبرا أن الوكالة « دمرت كل شيء من خلال توزيع جميع الطلاب على الصفوف ».

وقال إنه لم يتمكن من توجيه الأسئلة للمعلم حول ما لم يفهمه مع زملائه، مضيفا، « اصلاً عندما كان الصف عادي كنا نعاني، فكيف عندما نتحول لسردين، 45 طالب مقابل 45 دقيقة، فأي قانون يجيز ذلك؟ ».

في الاعتصام، حمل الطالب أدهم محمد السعدي (10 سنوات) لافتة كتب عليها: « لا تحولوا الصف لقن دجاج ». يقول: « الصفوف مضغوطة وهناك اكتظاظ ولا يتوفر مراوح، وتطبيق القرار سيمنع الطالب من حرية الحركة والنقاش ولن يكون مجال للمشاركة، اصبحنا نشعر اننا نعيش في قن دجاج، عدا عن تفريقنا كطلاب واصدقاء ».

فيما يعلق الطالب مهدي عبد الرحمن السعدي قائلا: « احنا صغار؛ لكننا كبرنا وقادرين نفهم القصة، الوكالة لا تريد أن يكون هناك عدد كبير من الطلاب الذين يتعلمون، وهذا تجهيل للأجيال ». ويضيف، « هذا يتطلب منا وقفة جادة بجانب المعلم لكي ننصره كونه هو من يعلمنا ويصقل شخصيتنا ».

وانضم أهالي الطلبة لأبنائهم في اليوم الرابع من الفعاليات الاحتجاجية. وأعرب المواطن عماد اغبارية عن قلقه الشديد إزاء ما يحصل من تقليص للخدمات من قبل « الأونروا »، خاصة فيما يتعلق بدمج الصفوف وتقليص عددها مما له آثار سلبية على الطلاب، بحيث لا يستطيعون أخذ حقهم في الحصة الدراسية والمساحة المتاحة للحركة داخل الصف الواحد.

وشدد على أهمية تدخل الجهات المختصة لحل الأزمة التي حلت باللاجئين الفلسطينيين، وسبقها تقليص الخدمات الصحية والطوارئ.

أما الأسير المحرر محمود خالد، وهو والد 3 طلاب، فقد اعتبر قرارات الوكالة « سياسة مبرمجة تنسجم ومخططات ومشاريع الاحتلال المعادية »، قائلا: « كل المؤسسات الدولية تتساوق مع الاحتلال وتنفذ مخططاته، الصليب الاحمر قرر تقليص زيارات المعتقلين بذريعة التمويل، والوكالة بعدما سلبت كل حقوقنا تستهدف اليوم عملية التعليم، الامل الوحيد المتبقي لنا ».

واضاف، « الجميع متآمر، ولا فرق بين من يهدم منازلنا ويغلق مدارسنا ويعتقل ابناءنا، وبين من يقلص التموين ويحرم المساعدات ويقلص الصفوف والمعلمين ».

كلمات دلالية