يعمل محمد العواودة منذ أكثر من 40 عاما في حرفة الرسم بالرمل في البلدة القديمة من مدينة الخليل، هذه المهنة التي تعملها في الأردن وأدخلها لمدينة الخليل، تعد من المهن الحرفية التي تتميز بها المدينة، عبر عشرات السنين.
وبحسب العواودة فإن هذه الحرفة من أكثر الحرف المربحة في الأردن، نظرا لإنتعاش السياحة فيها، ولكن بالمقارنة بالخليل التي تتعرض لإغلاق وحصار، فإن الأمر لا يعدو بالنسبة له مصدرا متواضعا للرزق.
ومحل العواودة لا يبعد سوى أمتار عن البوابة الإلكترونية التي أقامتها « إسرائيل » على أبواب الحرم الإبراهيمي لتتحكم في دخول الفلسطينيين إلى الحرم، وهو ما يؤثر سلبا على عدد الزوار للحرم والبلدة القديمة وبالتالي على المتسوقين من محل العواودة وغيره من المحلات المنتشرة على طرفي الزقاق والتي تبيع الخزف والزجاج والمطرزات والحلقوم والملبن والدبس وغيرها من المنتجات الحرفية التي أشتهرت بها المدينة منذ مئات السنوات.
كثير من أصحاب هذه المحال أنتقل مع الوقت وتشديد إجراءات الإحتلال على البلدة القديمة إلى خارج البلدة القديمة، فيما أضطر آخرون لإغلاقها بالكامل.
وعلى الرغم من هذا الحال يأمل العواوده وغيره من الحرفين بتغيره بعد إعلان مدينة الخليل المدينة الحرفية العالمية للعام 2016، بعد ترشيح من تجمع الحرف التراثية السياحية ووزارة السياحة الفلسطينية، بحيث يتم تسليط الضوء على المدينة وحرفها التراثية وزيادة السياحة الخارجية والمحلية إليها، وبالتالي إنتعاش الأوضاع الإقتصادية.
محمد الشريف صاحب ورشة صناعة الفخار على بعد إمتار من إحدى المستوطنات المقامة على أبواب البلدة القديمة، يقول إن تراجعا كبيرا على عمل ورشته بسبب الأوضاع الأمنية في المدينة. هذه الورشه التي ورثها عن أبيه وجده وكانت تشغل أكثر من ثمانية عمال، لم يبق يعمل فيها سواه حيث يقوم بفتحها ساعتين يوميا وصناعه عدد محدود من الأسجرة « سراج ».
ويتابع الشريف:« هذه الورشة عمرها 140 عاما، وأخشى أن تغلق وينتهي العمل فيها بعدي، فأبنائي جميعا تعلموا على الدولاب وصناعة الفخار إلا إن تردي الوضع الإقتصادي جعلهم يبحثون عن عمل بعيدا في الخارج ».
ويسعى الحرفيين لإستغلال هذا الحدث بربطه رواية تاريخها بتاريخ المدينة والمكان وما تعرضت له من ممارسات إحتلالية وردا على الرواية الصهيونية على مستوى العالم بإحقية الفلسطينيين في هذه الأرض، كما يقول بدر التميمي رئيس تجمع الحرف التراثية السياحية بالخليل.
وتابع التميمي:« من خلال هذا الحدث نأمل أن يتم تسلط الضوء على المدينة، وتحديدا البلدة القديمة التي أنطلقت كل الحرف منها، والتي تعاني من تغول إستيطاني ومحاولة لتهويدها عبر فرض الرواية اليهودية عليها ».
وبحسب التميمي فإن 14 حرفة معتمدة لديهم في الخليل، في حين تمت المنافسة على أربعة حرف رئيسية هي صناعة الخزف والزجاج والفخار ودباغة الجلود، ويعمل في هذه الحرف نحو 300 حرفي في 69 مشغلاً".