خبر لقد خيبتم الأمل -هآرتس

الساعة 10:49 ص|06 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: كان من المفروض أن يتصرف رؤساء حداش ورؤساء الاحزاب العربية الاخرى مع موضوع جنازة بيرس مثلما تصرفوا مع جنازة وعزاء رابين - المصدر).

لقد مرت بضعة ايام على اعلان رئيس حداش والقائمة المشتركة، أيمن عودة، عن مقاطعة جنازة شمعون بيرس. وأنا ما زلت أشعر بالطعم الحامض للخيانة وخيبة الأمل. إن معاينة الفرق بين سلوك قادة حداش بعد موت بيرس وبين سلوكهم بعد موت اسحق رابين، تؤكد على أنهم قد مروا بتغير هو عبارة عن الابتعاد عن فكرة الحزب العربي اليهودي، والاقتراب من جمال زحالقة وحنين الزعبي المعاديين. ومع ذلك فان رد رؤساء السلطات المحلية العربية الذين جاءوا لعزاء عائلة بيرس، يثبت ايضا أن هناك اصوات اخرى لدى العرب في اسرائيل.

بعد قتل رابين كان الحداد في اوساط الجمهور العربي بارز. وعلى رأس العزاء كان زعماء حداش الذين اعتبروه سياسيا يحاول خلق الواقع الذي سعوا اليه على مدى سنوات. وتحدثوا في حينه عن انجازاته وصراعه من اجل السلام، وعن الطريقة التي واجه بها بذور تحريض اليمين الذي عارض اتفاق اوسلو.

عندما انضم حزب حداش الى قائمة المُعزين، عرف جيدا أن رابين كانوا من المقاتلين في حرب 1948، رئيس هيئة الاركان في حرب 1967 وأحد كبار الذين قاموا ببناء قوة اسرائيل. وكل ذلك « غُفر » له عندما قُتل.

 

وماذا عن شمعون بيرس؟ إن مسؤوليته عن عملية اوسلو لم تكن أقل من مسؤولية رابين. فقد مات وهو يجلس كمعارضة لمواقف اليمين، وكمن يحاول اقناع رؤساء الحكم في السعي الى اتفاق سلام كهدف أسمى. لماذا اعتبر أقل اسهاما من رابين؟ لماذا لم يتم ذكر افعاله الصهيونية؟ لماذا تفوق الخلاف وضيق الأفق على ما الامر المفروغ منه؟.

في العام 1995 شعر المواطنون في اسرائيل بالحداد الشعبي في أعقاب القتل الفظيع، لكن الشعب كان منقسما بين من يؤيدون اوسلو ومن يعارضونه. أما الآن فان الاجواء العامة مملوءة بالكراهية لكل ما هو يساري. بيرس الذي كان على مدى سنين ضحية للكراهية والتحريض، تحول في السنوات الاخيرة الى شخص محبوب أكثر، بعد أن أدخل الى منصب رئاسة الدولة مضامين كثيرة

وقدرة على التأثير في العالم. وفي الصراع الجاري اليوم بين القوى التي تشبه الفاشية المتزايدة وبين من يدافعون عن الديمقراطية، كان بيرس عاملا بارزا وعامل اعتدال، وعبر عن مواقفه في أرجاء العالم. في سنواته الاخيرة قام بتجنيد الاموال لصالح التعاون العربي اليهودي. وقد شاهدت الانفعال الذي ظهر على جميع المتواجدين عندما جاء الشباب والشابات من دبورية وتحدثوا عن عظمة الروبوت بمساعدة مركز بيرس للسلام.

من الواضح أنه لم يكن بيرس أو رابين من المحبوبين على الاحزاب العربية، بما في ذلك حداش. فقد كانوا صهاينة عندما آمنوا بالدولة اليهودية الديمقراطية التي تُدار على أساس المساواة. وهم ايضا لم يتأثروا بسحر طلب الاعتراف بالنكبة الفلسطينية. وبالتالي الاعتراف بحق العودة. الفجوة بين موقفهما وبين موقف حداش واضحة جدا. ولكن قول حداش إن بيرس لا يستحق تقديم الاحترام له من ناحيتهم، يثير لدى من يعارضون حكومة نتنياهو الشعور بأن حداش لا يميز بين من يحافظ على الديمقراطية الاسرائيلية وبين من يريد القضاء عليها.

محمد بركة وزملاءه عارضوا الموقف الصهيوني المقبول على اغلبية الاحزاب في البلاد، لكنهم ميزوا بين اليمين المحرض الذي لا يؤمن بالأقليات وبين من يناضل من اجل المساواة في الحقوق ويدافع عن القيم الانسانية الدولية التي تسري على اليهود والعرب.

أنا على يقين من أنه سيكون هناك يهودا وعربا ممن يدافعون عن تصرف حداش. لأن اعضاء الكنيست العرب لا يريدون الانضمام الى الحداد اليهودي على موت قائد هام. ولكن على اعضاء حداش أن يعرفوا بأنني أشعر الآن تجاه القرار بخصوص جنازة بيرس مثل يوسي سريد – الذي قال للفلسطينيين « إبحثوا عني » بعد أن أعرب عرفات عن تأييده لصدام حسين.

 

 

كلمات دلالية