خبر « سلطعون البحر »..يتحمل الصياد « لدغته » ليتخلص من شراك « ظروفه »

الساعة 07:15 ص|05 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

مع كل صباح وعلى جانبي الشاطئ، يبدأ الصياد « كامل بكر » بتخليص أعداد كبيرة من « السلطعونات » أو ماتعرف بـ« أبو جلمبو » من شباكه، خشية أن تلدغه أو تمزق شباك الصيد « الغزل » بمقصاتها الحادة والمؤلمة ؛ وكأنه يقوم بتخليص حياته من شراك الظروف الصعبة التي تسود قطاع غزة بسبب الحصار المفروض عليه منذ عشر سنوات.

فسلطعون البحر صاحب المذاق اللذيذ يتميز بصعوبة التعامل معه من قبل الغالبية العظمى من المواطنين حيث يحتاج إلى شفافية عالية في استخراجه من الشباك، وأيضا في أكله حيث تكثر أشواكه القوية والحادة، بالإضافة إلى عضائضه الحادة.

الصياد « بكر » والذي يجد من موسم السلطعون انفراجاً في حين، وحين أخرى لا يتمنى اصطياده ، بسبب تذبذب إقبال الناس عليها وتعرض شباك الصيد للتلف، يوضح لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن إصلاح الشباك أو تغييرها يحتاج لما يقارب من 300_500 شيكل.

وعن أسعار هذه « السلطعونات » فيشير بكر إلى أن الصندوق الواحد منها تبلغ قيمتها ما بين « 30 – 50 شيكلاً »، حيث يقبل الشباب على شرائه بكثرة، وهي الفئة الأكثر اهتماماً بها، حيث يتجمع الشبان حولها بعد شويها خاصةً.

ورغم احتواء السلطعون على فوائد كثيرة تفيد جسم الإنسان أكثر من الأسماك الأخرى، ويفضل الناس تناول هذا النوع إلا أن اقبالهم خلال الأيام الأخيرة كان ضعيفاً أمام التكلفة الباهظة للصيادين والتجار والتي قد تمثل خسارة كبيرة لهم في حال إعدام البيع.

ويرجع البائع « محمود حمو » من سكان مدينة غزة السبب خلال حديثه لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » إلى الدخل المحدود وانتشار الفقر والبطالة وذلك بسبب قلة الامكانيات وعدم توفر فرص عمل وانعدام مقومات الحياة في قطاع غزة.

أما زميله البائع « محمد » الذي كان يضع بعناية ما لديه من « سلطعونات » داخل صندوق بلاستيكي، فقد كان رده على سؤال عن حال السوق، وكأنه يواسي نفسه بعد انتصاف النهار وعدم تمكنه من بيع ما لديه حتى ذلك الوقت.

يوضح « محمد » لــ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن الوضع صعب للغاية والناس يترددون على الحسبة دون أن يقوموا بشراء شيء، فيؤدي ذلك لتلف الكمية إذا لم تباع.

صمت محمد قليلاً ليكمل شريكه في البيع « علي أبو الريش » ما بدأه زميله بأن عدم وجود ما يحفظ السرطانات فيه هو السبب الرئيسي لقيام التجار بالتخلص من الكميات التي لديهم في نهاية اليوم؛ داعياً الحكومة بتوفير الكهرباء والمقومات التي تساعد على حفظ السلطعون لوقت أطول لتجنب الخسارة على حد قوله.

البائع « أبو الريش » كان يعمل في الحدادة ويحصل على دخل مناسب خلال يومه وبسبب الحصار وعدم توفر المعدات اللازمة اضطر للبحث عن عمل بديل للحصول على قوت يومه ويعينه على تحمل متاعب الحياة.

و« للسلطعونات » فوائد صحية قيمة حيث أن لحمها لا يحتوي على الكثير من السعرات الحرارية ، ومفيد للغاية لمن يريد القيام بالرجيم لتخفيف الوزن ، كما تحتوي هذه الوجبة على الأوميجا 3 التي تحافظ على القلب وعدم تسديد الشرايين ، لأن لحمها يقلل من نسبة الكوليسترول في الدم .

ويبقى موسم السلطعون كغيره من مواسم صيد الأسماك يسوده حالة من التذبذب فيأمل الصيادون انفراجاً خلال الأيام القادمة .



سلطعون3

سلطعون2

سلطعون1

سلطعون4

كلمات دلالية