خبر في ذكرى الجهاد الاسلامي وفتحي الشقاقي..!!.. اكرم عطا الله

الساعة 07:59 ص|04 أكتوبر 2016


منذ سنوات وأنا أتحين الفرصة للكتابة عن حركة الجهاد الاسلامي في ذكرى انطلاقتها، وفي كل مرة تداهمنا الأحداث وتتراجع الفكرة لصالح هموم أصبحت تحيط بنا من كل حدب وصوب، ولا أجد مثل غيري من الزملاء الكتاب حرجاً بالكتابة عن هذه الحركة التي أعتقد أنها تحظى باحترامهم جميعاً، فالكاتب يتردد عندما يكتب عن أحزاب السلطة لكن الجهاد الاسلامي بعيداً عنها ذلك فلا وظائف ولا امتيازات ولا وزارات ولا معابر، هو فقير من كل ذلك ولا يوزع امتيازات.

كثير من الكتاب يختلفون مثلي في عديد من القضايا مع حركة الجهاد الاسلامي ولكن لا يختلف أحد على فائض الطهرانية والأخلاق لدى هذا التنظيم المتواضع في كل شيء سوى الدم الذي نثره غزيراً في كل المعارك، لا يمكن إلا أن يقف احتراماً أمام هذه القوة الفلسطينية والتي وضعت أمامنا معادلة نادرة في ذروة الصراع على السلطة بين الأخوة الألداء معادلة « استعدادها لدفع كل شيء في المغارم وتراجعها بلا شيء في المغانم »، انه التنظيم الذي يدفع ولا يأخذ.

الأبرز في هذه الحركة هي اللحظة التاريخية التي أدت لانطلاقتها وهي لحظة التقطها المؤسس فتحي الشقاقي كانت ظروف الاستقطاب الدولي حينها قد بلغت ذروتها بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي الذي اجتاحت قواته كابول عاصمة أفغانستان ما أثار خشية لدى واشنطن باقتراب موسكو من مصادر النفط التي تسيطر عليها في الخليج ، فتجندت للحرب لكن لم يكن باستطاعتها أن تدخل في مواجهة مباشرة، لذى جرى استخدام الاسلاميين في المنطقة العربية وغيرها لقتال الروس تحت شعار حرب « الاسلام ضد الالحاد » هذا ما كشف عنه الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل في الكتيب الذي نشره بعنوان « واشنطن تؤذن للجهاد في كابول » كانت خطة الولايات المتحدة محكمة توزع المهمات على دول عربية قال هيكل أن تلك الدول اندفعت عندما وجدت أن حرباً من هذا النوع ستعفيها عن سؤال تحرير القدس، فهي تقاتل دفاعاً عن الاسلام وقد وضعت لهذه الحرب كما جاء في الكتيب موازنة بلغت ألف مليون دولار في حينه وفتحت الأنظمة العربية مراكز للتطوع للدفاع عن الاسلام في كابول.

ماكنة الدعاية كانت هائلة بما يشبه غسيل الأدمغة وأصبحت فعلاً كابول أهم من القدس وأصبح الجهاد هناك أعلى درجة من الجهاد في فلسطين هنا التقط فتحي الشقاقي اللحظة وهو يرى زملاءه في التيارات الاسلامية وهم يفقدون البوصلة ويخوضون حرباً بالوكالة لصالح الولايات المتحدة ليصرخ في وجوههم جميعاً « فلسطين هي القضية المركزية » هنا تجسدت الوطنية الفلسطينية لدى الشقاقي وأصبحت جزء من تكوين هذه الحركة وظلت فلسطين هي القضية المركزية لدى حركة الجهاد التي نأت بنفسها عن كل أحداث الاقليم بتوازن ظل محافظاً على صورتها الوطنية.

اِن حركة الجهاد الاسلامي هي الجسرالذي أراد أن يربط بين التيار الاسلامي والوطنية الفلسطينية عندما اتضح مبكراً أن التباعد أكثر مما يجب وأكثر مما يتطلبه المشروع الفلسطيني، انها الحركة التي قامت بتوطين الاسلام في فلسطين في لحظة تاريخية حاسمة ولازالت تلعب هذا الدور حتى في أشد لحظات الانقسام والتشظي بالرغم من أن كل محاولاتها مع باقي القوى باءت بالفشل لأن ممكنات الانقسام أكبر من قوة ممانعته ولأن عالم المصالح الحزبية أكثر طغياناً على القرار من عالم المصالح الوطنية لم تحقق الحركة تقدماً على هذا الصعيد.

في الأول من أكتوبر تكون حركة الجهاد الاسلامي أمام مناسبتين، مناسبة الانطلاقة ومناسبة اغتيال المؤسس وهي مناسبات تستدعي منا أن نقول كلمة يستحقها هذا التنظيم وذلك المؤسس، بالأمس طلب مني الصديق الأستاذ ممتاز مرتجى الذي يحرر مجلة شهرية تابعة لحركة الجهاد الاسلامي أن أكتب خمسة أسطر عن الدكتور فتحي الشقاقي قلت له ولماذا خمسة أسطر فللشهداء دين أكبر بكثير حتى من مقال، فليكن يا صديقي مقال بحق هذا الرجل وحركته التي تحظى بالتقدير...!!!

كلمات دلالية