في ذكرى انطلاقة الجهاد والذكرى الأولى للانتفاضة

بالفيديو القيادي السعدي: الانتفاضة هي الطريق الأصوب للخلاص من آثار أوسلو التدميرية

الساعة 10:52 ص|02 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ بسام السعدي، اليوم الأحد، أن الانتفاضة هي الطريق الأصوب للخلاص من كل آثار أوسلو التدميرية، وهي الخيار الأفضل لتصحيح بوصلة النضال وقاعدة الوحدة والإجماع الفلسطيني، نحو تشكيل البرنامج المشترك لقوى المقاومة وهي الكفيلة بإعادة القضية الفلسطينية للشارع العربي والإسلامي.

جاء ذلك، خلال كلمة له من مدينة جنين بالضفة المحتلة، للمشاركين في المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي انطلقت من ميدان فلسطين في الذكرى الأولى لانتفاضة القدس المباركة، التي نظمتها حركة الجهاد الإسلامي، وشاركت فيها قوى وفصائل وطنية وإسلامية.

ودعا السعدي، أبناء شعبنا وفصائله للتوافق على برنامج وطني يرتكز على المقاومة لدحر الاحتلال، وتفكيك الاستيطان، وإنهاء الانقسام، داعياً السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية للتوقف عن ملاحقة المقاومين، ووقف التنسيق الأمني الذي يخدم العدو بالدرجة الأولى.

كما أكد السعدي على مشروعية الخطوات النضالية التي يخوضها أسرانا الأحرار، مشدداً على أن المقاومة الفلسطينية لن تدخر جهداً لكسر قيودهم وتحريرهم، مُذكراً الأمة العربية والإسلامية، أن القدس والمقدسات وفلسطين هي أمانة في أعناقهم.

وحيا السعدي، كافة فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الحبيب، وأرواح الشهداء على امتداد تاريخ مقاومة الشعب الأبي الفلسطيني، والحركة الأسيرة.

وفيما يلي نص الكلمة:

أهلنا في غزة هاشم.. غزة الصمود والتحدي .. أيها القابضون على جمرتي الدين والوطن

يامن نستمد من صبركم المنقطع النظير العزة والكرامة..

أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم على امتداد هذا الوطن الجريح وفي الشتات وفي كل مكان،

تحلُ علينا في هذه الأيام ذكريات عطرة، ذكرى انتفاضة الأقصى الباسلة، وذكرى اغتيال الشهيد فتحي الشقاقي، وذكرى معركة الشجاعية المجيدة، ومرور عام على انتفاضة القدس المباركة.

انتفاضة الأقصى الباسلة جرعت العدو الصهيوني الألم والمرارة فكانت العمليات الاستشهادية التي ردت الصاع صاعين، ولقنَت العدو درساَ لن ينساه أبداً، ومهدت بمعاركها وصمودها في مخيم جنين ونابلس وباقي مدن الضفة الغربية، لمعارك أكبر في الاقليم كحرب 2006 في لبنان وحروب غزة التي جاءت تباعاً في 2008/ 2009/2012/2014 تلك المعارك التي أثبتت ولأول مرة على أرضنا الفلسطينية، أنه بالإمكان هزيمة جيش الاحتلال.

نعم لقد خاضت الضفة الغربية وغزة الباسلة، معركة الصمود والتحدي في وجه الاحتلال الغاشم، ومازالت المسيرة مستمرة، ومازال المجاهدون قابضين على الزناد ينتظرون يوم المنازلة الكبرى مع هذا العدو المتغطرس، تلك المنازلة التي ستكون « ان شاء الله » بمثابة ملحمة تاريخية لها ما بعدها.

شعبنا الفلسطيني، في الضفة الغربية أيها الأحباب، لم يمت ولن يموت بإذن الله، بل هو جمر تحت الرماد، رماد الاحتلال ورماد التنسيق الأمني، يشتعل بين الفينة والأخرى رغم كل المحاولات لثنيه عن طريق مقاومة الاحتلال، فشعبنا في الضفة ينتقل من انتفاضة لأخرى، ومن مواجهة لأخرى، ومن خندق إلى آخر لم يرفع الراية، ولم يستسلم ولن يستسلم بإذن الله، فمازال هذا الشعب يواصل المسيرة، مسيرة معركة الشجاعية في سنة 1987، معركة البطولة والفداء، المعركة التي فتحت شرارة رئيسية من شرارات انتفاضة عام 1987، وهي المعركة التي تطورت على محور الزمن لتكون معركة الشجاعية الكبرى في عام 2014.

في الشجاعية الأولى، تبدت الإرادة والتصميم على مقاومة الاحتلال، واستشهد أبطال المعركة وقُتل من قُتل من الصهاينة، وفي الشجاعية الثانية انهار لواء جولاني بأكمله، هذه المعارك هي زرعُ القادة العظام المبادرين، إنها معركة الشقاقي والياسين وأبي جهاد.

لقد نهض القائد الكبير فتحي الشقاقي في وقتٍ مبكر لبعث العمل المسلح، مُدركاً ضرورة النزولِ لهذا الميدان، فكانت معركة الشجاعية الأولى مثالاً على هذا النهوض فكانت نبراساً ودليلاً للطريق وعلامة على الدم.

أيها الأخوة، تتداخل الأحداث بعضها مع بعض، فانتفاضة 1987 وماسبقها ومهد لها انتفاضة الأقصى وما بينهما من عمليات استشهادية على مدار التسعينات، وصولاً لانتفاضة القدس.

كما تتداخل هذه الانتفاضات والأحداث والعمليات مع ذكريات القادة الذين قضوا على درب الشهداء.

كلمتنا اليوم لهؤلاء القادة، كلمتنا اليوم للقائد الشهيد فتحي الشقاقي: لتهنأ روحك عند ربك فها هو شعبنا الفلسطيني، يواصل السيرة والمسيرة في الضفة وغزة، ففي الضفةِ تستمر حرب السكاكين والدهس من كل أطياف الشعب الذي يأبى الضيم، وفي غزةَ تحشد المقاومة وتراكم من القوة استعداداً للمنازلة الكبرى.

الله أكبر،

لقد أصبح الحجر رصاصة وأصبحت الرصاصة قنبلة، وأصبحت القنبلة قذيفة، والقذيفة صاروخاً وصار للمقاومةِ جيشٌ فوقَ الأرضِ وتحت الأرضِ يرابط في الميدان وعلى الثغور يشتبك مع العدو مواجهةً ومن تحت الأرض، وخلف الخطوط، ويأسر من جنوده أمام ناظريه ويضطر هذا العدو إلى التراجع، ليهنأ القادة الكبار والعظام وهم عند ربهم، بهذه النتيجة التي سعوا من أجلها وعملوا لها ليل نهار.

أصبح الحلم حقيقة وصارت تترجم في الميدان،

لايسعنا اليوم إلا أن نُطير التحية العطرة لروحك الخالدة أيها القائد العظيم البطل فتحي الشقاقي لقد قضيت شهيداً على يد الصهاينة الذين تبجح رئيس وزرائهم مُبدياً عدم الأسف من عاصمة عربية، ولإن كان استشهادُك على يد الصهاينة يُشكل فخراً، لايدانيه فخراً، فإن مقتل رابين على يد متطرف منهم وكلهم متطرفون تُشكل فضيحة بكل المقاييس.

 شتان شتان بين الروحين وموتين، لقد ذهب رابين بخزيه وعاره، أما أنت فقد صنعت الحياة بموتك واستشهادك.

الله أكبر،

الناس جميعاً يموتون وتختلف الأسباب، ولكن الناسَ لا يرتفعون هذا الارتفاع ولا ينتصرون هذا الانتصار ولا يتحررون هذا التحرر، ولا ينطلقون هذا الانطلاق إلى ذاك الأفق، إنما اختيار الله وتكريمه، لفئة كريمة من عباده تشارك الناس في الموت وتنفرد دون كثيرٍ منهم بالمجد في الملأ الأعلى، وفي دنيا الناس.

أما شريك رابين في الجريمة وهو بيرس فقد هلك في هذه الأيام، وقد تسابق بعض العرب على رثائه، والحديث في شمائله، فهناك من بكى منهم، وهناك من قال عنه طبت حياً وميتا، هناك من عزى في موته، وهناك من شارك في جنازته، هؤلاء جميعاً يسيرون في الطريق الخاطئ، وضد إرادة شعبهم، ويبقى القادة وزرعهم الذي أثمر على أرض فلسطين.

« ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله »

أيها الأخوة،

في هذا الموقف وفي هذا الزمن الأمريكي الصهيوني الذي يُحاصر أبناء شعبنا وأمتنا، نؤكدُ على التالي:

إن الانتفاضة هي الطريق الأصوب والأكسر للخلاص من كل آثار أوسلو التدميرية التي شغلتنا عن مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات، وهي الخيار الأفضل لتصحيح بوصلة النضال وهي قاعدة الوحدة والإجماع الفلسطيني، نحو تشكيل البرنامج المشترك لقوى المقاومة وهي الكفيلة بإعادة القضية الفلسطينية للشارع العربي والإسلامي بعيداً عن التنازع والانقسام الداخلي الذي ارتكز عليه البعض للتخلي عن فلسطين للأسف الشديد.

لذا ندعو من موقعنا هذا أبناء شعبنا وفصائله للتوافق على برنامج وطني يرتكز على المقاومة لدحر الاحتلال، وتفكيك الاستيطان، وإنهاء الانقسام، كما ندعو السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية للتوقف عن ملاحقة المقاومين، ووقف التنسيق الأمني الذي يخدم العدو بالدرجة الأولى.

ونؤكد على مشروعية الخطوات النضالية التي يخوضها أسرانا الأحرار، والمقاومة الفلسطينية لن تدخر جهداً لكسر قيودهم وتحريرهم، ولا ننسى أن نُذكر الأمة العربية والإسلامية، أن القدس والمقدسات وفلسطين هي أمانة في أعناقهم.

وفي الختام، نوجه التحية لكل التحية لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الحبيب، كتائب القسام، وسرايا القدس، وكتائب أبو علي مصطفى، وكتائب المقاومة الوطنية، وألوية الناصر وكل المجاهدين المرابطين.

كل التحية لأرواح شهداءنا على امتداد تاريخ مقاومة الشعب الأبي الفلسطيني، الشهيد عزالدين القسام ورفاقه، وعبد القادر الحسيني، وأبو عمار، والياسين، والشقاقي وأبو علي مصطفى والطوالبة والعياش، ومحمد الشيخ وأبو الوليد الدحدوح، ومفجري انتفاضة القدس ضياء التلاحمة ومهند حلبي والشهيد ياسر حمدوني شهيد الحركة الأسيرة، وكل شهداء الحركة الأسيرة، وكل شهداء شعبنا.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

والحرية لأسرانا

إنه لجهاد نصر واستشهاد 

 

 

 

كلمات دلالية