خبر « حذف آيات قرآنية وتغيير هوية القدس » يقلب الاردن

الساعة 06:07 ص|01 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

 

بدت مفارقة غير محسوبة بالنسبة للحكومة والسلطة الأردنية التي اجتهدت بنشاط لإقصاء الإخوان المسلمين عن نقابة المعلمين، أن يقود نقيب المعلمين الجديد باسل فريحات – وهو شخصية تميل إلى التيار القومي واليساري المناهض للإخوان المسلمين – عمليا الاعتراضات «العنيفة» التي توسعت مؤخرا في المملكة ضد «تعديلات المناهج».

فريحات خطب محذرا من المساس بالمناهج على بوابة وزارة التربية والتعليم.

لاحقا لم يعترض الرجل على مبادرات فروع النقابة في المحافظات حين أشرفت على ظاهرة نادرة جدا قوامها «إحراق المناهج» بعد تعديل بعضها لتخفيف «جرعة التدين ونصوص الكراهية» فيها كما قال داعية إصلاح المناهج الدكتور ذوقان عبيدات.

النقابة التي استنفرت أجهزة الدولة ووزارة التربية والتعليم لتغليبها على التيار الإخواني وانتشالها من أحضان الحركة الإسلامية هي التي تقوم اليوم بفعاليات ذات طابع جماهيري ضد ما يسمى بتعديل المناهج.

في معان وعمان وجرش وقف معلمون مع تلاميذ وأولياء أمور وهم يصفقون للمناهج التي تحرق مطالبين بإقالة الوزير الدكتور محمد الذنيبات أهم من قاد هذا القطاع في العشرين عاما الماضية.

الأساتذة وبينهم أعضاء مجالس النقابة التي كانت أصلا من منتجات الربيع العربي ابتكروا هتافهم المستجد حينما علا صوتهم «احتجاج… احتجاج… ما راح ندرس هالمنهاج».

تلك ليست حالة احتجاج شعبية بل أقرب للعصيان الإداري بقيادة طاقم النقابة الذي دعمت السلطة فوزه في آخر انتخابات احتفلت بها الحكومة، لأنها نجحت في إقصاء الإخوان المسلمين ليكتشف المعنيون في أزمة المناهج بأن المسألة أعقد.

بكل حال «يتمرد» معلمون إداريا داخل بعض المدارس الحكومية على المنهاج المعدل، فيقيمون الصلاة جماعيا للطلاب ويزيدون من تلقاء أنفسهم من حصص الدين واللغة العربية ويرفضون تعليم المنهاج المعدل.

تلك حالة لم تكن متوقعة حتى في خيال الوزير النشط والمحتار محمد الذنيبات، والرسالة المرجعية الأهم كانت بالسياق تدعم ـ عن بعد – خيارات الوزير الذنيبات الذي يطالب الشارع التعليمي اليوم باستقالته، فوسط هذا الصخب احتفظ الرجل بمنصبه الوزاري الرفيع نائبا لرئيس الحكومة الجديدة.

«تثبيت» الذنيبات بمنصبه في حكومة جديدة يعني أن الدولة المركزية ببساطة تدعم تعديل المنهاج، وهو ما يعرفه النقيب فريحات ورفاقه.

وبيان المعلمين يتحدث بالتراجع عن جميع التحريفات والتشويهات التي أصابت المناهج الوطنية ومحاسبة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم محمد الذنيبات والفريق الذي عبث بالمناهج».

اعتصام المعلمين تحت عنوان «وقفة وطن… عشان ابني وابنك» وتهديدهم مباشر بالإضراب واليافطات المرفوعة رفضت «اجتثاث» الآيات القرآنية من المناهج، والعبث بها وتشويهها، وضياع الهوية الوطنية والدينية في المناهج المعدلة، مشددين على أن هناك فرقا بين تطوير المناهج وقتلها.

القصة لا أحد يعلم بعد من أين انطلقت، وقد بدأت مع اعتراضات الخبير العبيدات على وجود نصوص تحرض على «الكراهية» والتشدد الديني بالتوازي مع خطاب شهير للملكة رانيا العبد الله في مؤتمر لإدارة الموارد البشرية عرضت فيه مفاجآت لتقييم المناهج وسلبيتها.

بعد الجملة الاعتراضية الشهيرة والجريئة للملكة وزعت الطبعة الجديدة من الكتب المدرسية، وأعلن حزب جبهة العمل الإسلامي رفضه في بيان فتح نيران النقاش والجدل لسحب آيات قرآنية وأحاديث نبوية من منهج اللغة العربية.

تفاعل النقاش الجماهيري لاحقا وتحدثت عشرات البيانات عن استبدال صورة امرأة محجبة بأخرى بدون غطاء رأس في المنهاج، وعن شطب العديد من القصص التراثية الدينية، وعن تغيير صور نساء لرجال في كتب الصفوف الأولى، وتقليص عدد حصص منهاج التربية الإسلامية وحتى عن تغيير في هوية مدينة القدس.

لاحتواء الجدل شكّل الذنيبات لجنة من علماء للنظر بالكتب المدرسية الجديدة، وحاول عبثا احتواء القصة بدون نجاح قبل دخول نقابة المعلمين على الخط والتلويح بالإضراب المفتوح.

 

كلمات دلالية