خبر ميري ريغف ارتكبت خطأ كبيرا -هآرتس

الساعة 10:56 ص|27 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: ايريس ليعال

 (المضمون: إن استهداف الفنانين من قبل الوزيرة ميري ريغف عمل على توحيدهم ضدها. وبدل أن أن تضمن مكانها في قمة الهرم السياسي أصبحت مجرد حمقاء تلعب دورا ثانويا على المنصة - المصدر).

ليس هناك شيء مفيد للحياة الروحية مثل المعارضة. لذلك حدث أمر جيد لجالية المبدعين في البلاد، بعد سنوات طويلة من الصراع المتبادل على فتات الاعتراف الاكاديمي والانتقادي والنشر والجوائز وحب الجمهور. إنهم يتوحدون ضد عدو مشترك: ميري ريغف، التي هي الثور الغاضب وقطعة القماش الحمراء ايضا. لم يسبق أن شاهد الجمهور عروض الاحتراق الذاتي الأكثر اشتعالا. والأمر الغريب أنه كلما ضربت بأقدامها كلما شعرت بالاهانة القومية، مع كل تصريح علني والتهديد بالاقتطاع من الميزانيات كلما سارع الفنانون الى التوحد ضدها.

قلبي يتفطر عليها. فقد فشلت فشلا ذريعا على طول الطريق التي كان من المفروض أن يأخذها الى المكانة والدور الرفيع بالفعل. وبدل ذلك ضمنت لنفسها قائمة طويلة من الاهانات العلنية في المراسيم وتأييد نتنياهو العميق مع كل سقوط، الذي في نهايته تظهر أمام الشعب مع بيضة على الوجه. لأن الصدّيقين كما هو معروف يقوم الآخرون بالعمل بدلا منهم. وميري ريغف التي كان يمكن أن تهدد كل شخصية رفيعة في الحزب، هي امرأة جميلة ولها نظرة جريئة مصممة مملوءة بالطاقة، وكانت تستطيع الحصول على الدور الرئيس في كل دراما جيدة، تحصل اليوم على اقتراحات بلعب دور ثانوي في نفس الكوميديا من المستوى الثاني: حمقاء.

الخسارة أمام الفنانين، بحق يا سيدة ريغف؟ هل قمت بتصفح كتب التاريخ قبل أن تقرري انتهاج هذه الاستراتيجية اللامعة؟ لو كنت تركتيننا لحالنا لكنا أعددنا السهام من اجل غرسها في دمى بعضنا البعض. في وقت السلام ليس فقط أننا غير متكاتفين، إننا نظهر الجرأة المدنية المتقدة فقط عندما يهدد شخص ما مصالحنا الخاصة والشعور الدافيء الذي يمكننا التعبير عنه نحو غيرنا.

الآن ولأول مرة يحتج الناشرون بشكل لا يقبل التأويل. ما نحبه أكثر من أنفسنا، وبشكل أدق لأننا نحب أنفسنا، فاننا نهتم بحرية التعبير الخاصة بنا. الناشر الاسرائيلي الذي يتعرض للمطاردة والضغط الاقتصادي، ماذا لديه في حياته؟ كيف سيقنع أبناءه بخياره المهني الذي يفرض عليه – في الفترة الأكثر مادية منذ زوال البرجوازية في القرن التاسع عشر – نمط حياة يمكن تسميته بنظرة مؤيدة بأنه يزداد خطورة ولا يقدم أي شيء؟.

إنه سيقول لأبنائه إنه يمكن طرح سؤال الاختيار من داخل القصة التوراتية الكبيرة، الفداء، والقول إنه مثل أبو الأمة ابراهيم. إن الخيار الوحيد أمامنا هو التضامن والقول « ها أنا » أو التملص وفقدان اللسان الى الأبد. لذلك فان الشاعر، الكاتب، المصور والموسيقي – هذه ليست اختيارات مهنية، بل رسالة – توحيد الكلمات، القراءة والدعوة.

لذلك نحن الذين ننهض في الفجر وندير صراع مع الشياطين والأرواح، نحن الذين نكتوي يوميا ونحن أكثر المتضررين، بدون ملح أيتها الوزيرة. وحول قرارك الاهتمام بالامر الذي هو في أعماق أنفسنا، سنرد بكلمات امرأة جميلة اخرى: خطأ كبير.

كلمات دلالية