خبر نتنياهو بين كلينتون وترامب: رزمة وعود وتهافت على « صوت اليهود »

الساعة 06:13 ص|27 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

عاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من جولته الأميركية التي اجتمع فيها مع الرئيس الحالي باراك أوباما والمرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون. وخلافاً لمقابلاته السابقة مع أوباما، لم يصطدم نتنياهو هذه المرة علناً معه، وبدا كأن الرجلين استوعبا أن اللقاء وداعي. وبدا واضحاً أن نتنياهو تمتع أكثر باللقاء مع المرشحين للرئاسة، اللذين حاولا الظهور بمظهر من يتبنى مواقف نتنياهو.

وبحسب تقديرات إسرائيلية، فإنه إذا أفلح أي من المرشحين، بعد فوزه، في تحقيق جزء من الوعود التي أغدقها على نتنياهو، فإن العلاقات بين الدولتين ستشهد اندفاعة كبيرة مقارنة بما شهدته العلاقات مع إدارة أوباما. وقد خرج كل من ترامب وكلينتون عن طورهما في التشديد على دعمهما للسياسة الإسرائيلية. وليس خافياً على أحد أنه مع تقارب المرشحين في الاستطلاعات، يغدو التكالب على الصوت اليهودي أشد، خصوصاً في ولايات محددة مثل فلوريدا وبنسلفانيا وأوهايو، يتمتعون فيها بنسبة جيدة.

فترامب، الذي كان معادياً بشدة لمبدأ تقديم المساعدات للدول الأجنبية، أبلغ نتنياهو أنه يعتبر المعونة العسكرية لإسرائيل «استثماراً ممتازاً» لمصلحة أميركا. وطالب بأن تدفع دول حلف «الناتو» أموالاً لأميركا مقابل حمايتها لها، وأنه سيفحص المعونات العسكرية للدول الأجنبية وفق هذا المبدأ.

وتحدث ترامب عن «العلاقات التي لا يمكن قطعها» بين الدولتين. ولم يتوقف ترامب عند هذا الحد، بل أعلن أنه يعد بالاعتراف بالقدس «عاصمة غير مقسمة لدولة إسرائيل»، خلافاً للسياسة الأميركية القائمة والمعلنة منذ إعلان الدولة العبرية في العام 1948. وقد تعهد ترامب لنتنياهو بأن يعترف بالقدس كالعاصمة الموحدة لإسرائيل، إذا ما انتخب رئيساً للولايات المتحدة. وبحسب بيان طاقم ترامب، فإنه «اعترف بحقيقة أن القدس هي العاصمة الخالدة للشعب اليهودي على مدى 3 آلاف سنة».

وأيد ترامب موقف نتنياهو بأنه لا يمكن تحقيق السلام مع الفلسطينيين قبل أن يتخلوا عن العنف ضدها. ومعروف أن ترامب كان أعلن تأييده للاستيطان الإسرائيلي ورفضه لسياسة إدارة أوباما تجاه الموضوع. وجاء في بيان المرشح الجمهوري بأنه تحت إدارة ترامب ستجري الولايات المتحدة مع إسرائيل «تعاوناً استراتيجياً، تكنولوجياً وعسكرياً غير مسبوق، السيد ترامب يعترف بإسرائيل كشريك حيوي للولايات المتحدة في حربها العالمية ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف».

وقال ناطق بلسان كلينتون إنها «تعارض كل جهد تبذله جهات ليست طرفاً في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لفرض حل للنزاع، خصوصاً عبر مجلس الأمن الدولي». ومعروف أن مثل هذا الكلام يروق لنتنياهو، الذي يرفض ليس فقط المبادرة الفرنسية، بل أيضاً أي تحرك من جانب الرئيس باراك أوباما، الذي يشاع أن إدارته تدرس خط تكريس تراث له عبر بيان رئاسي أو موقف في مجلس الأمن. ويخشى نتنياهو بشدة أن ينهي أوباما ولايته بإعلان مبادئ إدارته لحل النزاع على أساس العودة لحدود 67، مع تعديلات وتبادل أراض واعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية.

وقال بلاغ الناطق بلسان كلينتون إن إسرائيل «قوية وآمنة» ضرورية للولايات المتحدة، لأن الدولتين تتشاركان مصالح استراتيجية وقيما مشتركة كالديموقراطية والمساواة والتسامح والتعددية. ولذلك فإن التزام كلينتون تجاه إسرائيل «صلب»، وهي تطمح إلى تحسين العلاقات في ولايتها.

ومع ذلك، ثمة في إسرائيل من يحذرون من أن تصريحات المرشحين تختلف عن مواقفهم عندما يجلسون في البيت الأبيض. وذهب البعض إلى حد القول إن مكانة إسرائيل والصوت اليهودي تراجعا في أميركا، وإن الدليل على ذلك أن هذه أول مرة لا يزور فيها مرشحا الرئاسة الديموقراطي والجمهوري إسرائيل قبل الانتخابات.

كلمات دلالية