تقترب من نهاية عامها الأول

تحليل تقديرات « اسرائيل » بإمكانية انهاء « انتفاضة القدس » وهم بدده التصعيد الأخير

الساعة 05:50 م|24 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

تقترب انتفاضة القدس التي بدأت نهاية سبتمبر، أيلول من العام الماضي من نهاية عامها الأول، و تشهد تصاعداً في حدة المواجهة مع الاحتلال في مناطق الضفة الغربية و القدس المحتلة، و المناطق الحدودية لقطاع غزة.

و رغم محاولات الاحتلال لاجهاض انتفاضة القدس، سواء من خلال عمليات الاعدام الميدانية التي نفذها ضد الشبان الفلسطينيين، و حملة الاعتقالات التي ارتفعت وتيرتها خلال الأشهر الماضية، أو من خلال عمليات هدم المنازل، و اغلاق المدن و سحب تصاريح العمال، الا أن جيل الانتفاضة الجديد شكل حالة قلق ورعب لكيان الاحتلال، و ذلك ما ظهر جلياً في قدرته على تنفيذ عمليات فدائية تصيب العدو في مقتل، و تصعيد مقاومته ضد اجراءات الاحتلال.

المحلل السياسي، أكرم عطا الله قال إن انتفاضة القدس اندلعت تعبيراً عن حالة اليأس الفلسطيني، بعد هذه المعاناة الطويلة، و بعد أن أغلقت بوابات الأمل كلها في وجه الشباب الفلسطيني، لذلك خرج هذا الجيل ليعبر عن حالة الغضب من استمرار الاحتلال، و من أجل تحريك المياه الراكدة.

و أوضح عطا الله في تصريح لــ« وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » أن سلطات الاحتلال حاولت و بكل الطرق اجهاض هبة الشباب الفلسطيني، و استخدمت كل ما لديها من اجراءات من أجل اخمادها، الا أنها فشلت في ذلك، و هذا ما كان واضحاً في تصريحات المؤسسات الأمنية الاسرائيلية حول حالة العجز التي أصابتها، لافتاً الى أن الانتفاضة ستدخل في مراحل تطور لن يستطيع أحد إخمادها، لأن من أشعلها هم شبان أرادوا نيل حريتهم والتخلص من الاحتلال.

و أشار الى أن المؤسسة الأمنية الاسرائيلية بكل ما تمتلك من قوة، و وحشية في اجراءاتها ضد الفلسطينيين، فإنه لا يمكنها ان توقف تحرك الشباب، و أن ما شهدته الأيام الفائتة من تصعيد في محاولات الشبان لتنفيذ عمليات في عدة مناطق مختلفة من الضفة الغربية، كان دليل على ذلك.

لكنه رأى بأن الانتفاضة في الآونة الاخيرة شهدت تراجعاً، و ذلك لأنها بقيت تحمل الطابع الفردي، و لم تدخل فيها الفصائل الفلسطينية بكل قوتها، و ذلك ما شكل عبئاً عليها.

و حول الخصوصية التي تحملها مدينة الخليل التي شهدت معظم العمليات الفدائية، و خرج منها اغلب المقاومين، قال عطا الله بأن الخليل حالة استثنائية، سجلت اكبر عدد من الشهداء، و أكثر مدينة عانت من الحصار و الاغلاقات، و هي التي لديها الجاهزية أكثر من أي مدينة أخرى لتكون ساحة لتصعيد المقاومة في وجه الاحتلال.

و أكد بأن وجود كبرى المستوطنات الاسرائيلية في قلب الخليل سيبقى عاملاً مهماً في استمرار الانتفاضة، مشيراً الى أن كل عملية قمع و اعتداء وإعدام ميداني سيقابله رد فلسطيني، و اصرار على الاستمرار.

و لفت الى أن شهر أيلول سبتمبر يشهد « أعياد اليهود » التي يقوم المستوطنون خلالها بتصعيد اعتداءاتهم ضد المواطنين و المقدسات الاسلامية، و يقومون بالحجيج الى ما يسمونه « جبل الهيكل »، مما يثير مشاعر الشباب الفلسطيني تجاه هذه الاعتداءات، و ذلك ما يجعل الصدام و التصعيد أمراً طبيعياً.

و بمرور عام على اندلاع الانتفاضة، شكل التصعيد الذي جرى خلال الأيام الماضية جرس تنبيه للاحتلال، بأن العنف سيقابله عنف، و العدوان سيقابله عدوان، و هذا ما دفع ايتان دنغوط، جنرال في جيش الاحتياط الاسرائيلي للاعتراف بأن تراجع حدة العمليات و انخفاض عددها في الضفة الغربية و القدس لا يعني أن الانتفاضة على وشك أن تنتهي.

بينما طالب المحلل العسكري  الاسرائيلي، اليكس فيشمان أن تقر المؤسسة الأمنية بالواقع بأن أحداً لا يمكنه ان يوضح سبب موجة العمليات التي اندلعت خلال الأسبوع الماضي، مشيراً الى أن ما يجري يثبت بأن الهدوء في مناطق الضفة هدوء وهمي يتبعه لهيب يدفع الشباب الفلسطيني للتضحية و تنفيذ عمليات.

 

 

 

 

كلمات دلالية