أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تصر على ضرورة إجراء تحقيق موضوعي في حادث قصف قافلة المساعدات الإنسانية قرب بلدة أورم الكبرى في محيط حلب.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده عقب إلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الجمعة 23 سبتمبر/أيلول، إنه طلب من « زملائه » ضمان إمكانية الوصول إلى مكان الحادث من أجل تحقيق « نزيه وشفاف ».
وأضاف لافروف مع ذلك أنه « من الصعب جدا تحديد نوع الأسلحة التي استخدمت لاستهداف (القافلة) »، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تكون الضربة ناجمة عن قنبلة جوية أو قذائف مدفعية.
وفي هذا السياق أعاد لافروف إلى الأذهان أن إحدى المجموعات المسلحة في سوريا هددت منذ شهر بقصف قافلات المساعدات الإنسانية بحلب.
كما لفت وزير الخارجية الروسي إلى أن نظيره الأمريكي جون كيري أكد له مصلحة الولايات المتحدة في « تحديد الحقيقة » حول حادث قصف القافلة.
وشدد وزير الخارجية الروسي على أن روسيا لم تتحدث أبدا عن خطة « ب » حول التسوية السورية، لأنه « لا حل عسكريا للأزمة » في البلاد.
وأضاف لافروف أن نظيره الأمريكي جون كيري أيضا مقتنع بهذا الأمر.
كما أفاد لافروف، في الوقت ذاته، بأن « بعض أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا منعوا تعزيز هذا المبدأ بجملة واحدة » خلال الاجتماع الذي عقد في نيويورك أمس الخميس.
من جهة اخرى، أكد وزير الخارجية الروسي أن المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد يعتبر انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي.
وقال لافروف: « لا يمكننا صرف النظر عن تقويض مجموعة من ممثلي سوريا لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحدد بكل وضوح عملية وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة ».
ودعا الوزير إلى التمسك بقرار مجلس الأمن بدلا من الإصغاء إلى رغبات بعض الأطراف المتفاوضة. وتابع: « هذه المجموعة تقول إنها لن تشارك في المفاوضات ما لم يتقرر مصير الأسد، وهو انتهاك سافر للمبادئ المثبتة في نص قرار مجلس الأمن الدولي ».
كما أكد لافروف المساعدة الروسية القانونية التي قدمتها موسكو لدمشق أسهمت في عدم انهيار الدولة السورية.
وأعلن لافروف أن روسيا مستعدة لوضع خريطة مفصلة لمواقع تنظيم « جبهة النصرة » في سوريا لوضع حد لأي غموض حول تموضعات إرهابيي « النصرة » وتجنب الامتعاض كلما يصيب صاروخ (تابع للجيش الروسي) مواقع « النصرة ».
كما اعتبر الوزير الروسي أن المسائل المتعلقة بمدة نظام الهدنة وضمانات عدم انتهاكها، يجب تركها لمناقشات العسكريين، مشدداً على أن واشنطن تتجه في طريق خاطئ لإجراء المفاوضات بتغيير الشروط.
وقال لافروف مجدداً إنه سيتم الإعلان عن وقف إطلاق نار دائم بمجرد أن يتم الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الهدنة لن تشمل « جبهة النصرة ».
وأكد لافروف أن الجيش السوري لا يزال القوة الأكثر فعالية التي تحارب الإرهاب في البلاد، رغم كل المساعدات التي يتسلمها « أصدقاء بعض اللاعبين » في المعارضة السورية المسلحة.
وفي وقت سابق من الجمعة أكد لافروف أنه لا يمكن تسوية الأزمة في سوريا دون القضاء على داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وفي كلمة ألقاها من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال لافروف إن قمع داعش وجبهة النصرة ومجموعات متطرفة منسجمة معها هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية وما يرافقها من وضع إنساني مؤسف. وأكد « إنه مفتاح لتعزيز نظام وقف الأعمال القتالية وتحقيق المصالحة الوطنية ».
وأضاف أنه لا يجوز « التباطؤ في بدء المفاوضات السورية السورية من دون شروط مسبقة »، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وذكر الوزير الروسي بهذا الصدد أن « التقويض السافر للعملية السياسية من قبل بعض ممثلي المعارضة في الخارج مع تساهل رعاتهم ينعكس سلبيا على سمعة الأمم المتحدة ويحمل على التفكير في أن يكون سبب ذلك في السعي إلى خلق ذريعة لمحاولة تغيير النظام (في سوريا) ».
من جهة أخرى، أكد لافروف على أن « الاستجابة لمطالبة الأمم المتحدة حول الفصل بين ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة والإرهابيين أمر بالغ الأهمية »، معيدا إلى الأذهان أن المسؤولية الخاصة تتحملها في هذا المجال الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الذين ترعاهم واشنطن.
وتابع لافروف: « إن رفض القيام بذلك أو العجز عنه في الظروف الحالية يعززان الشبهات حول إرادة (بعض الأطراف) إنقاذ تنظيم جبهة النصرة ».
كما أشار لافروف إلى أن هذا الأمر يدل على أن خطط تغيير النظام في سوريا لا تزال قائمة.