خبر ليفتح ملف النكبة- هآرتس

الساعة 11:12 ص|22 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

ليفتح ملف النكبة- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

تتخذ دولة اسرائيل سياسة ليبرالية جدا في كل ما يتعلق بكشف الوثائق الرسمية، بما فيها محاضر جلسات الحكومة. وتوجد دولة ليبرالية اقل منها، وتوجد ليبرالية أكثر منها. ففتح الوثائق حيوي للبحث في التاريخ؛ ومعرفة الماضي وفهمه هما حق وواجب لكل شعب، وهما حيويان لمنع الاخطاء في المستقبل. وعليه فينبغي التعاطي بقلق مع قرار تمديد الحصانة على بحث طلبه دافيد بن غوريون في بداية الستينيات كي يثبت بان اسرائيل غير مذنبة في نشوء مشكلة اللاجئين في 1947 – 1948. هذا قرار بائس وخطير.

هو بائس، لان كل من هو معني بذلك لن يجد صعوبة في ايجاد شهادات على أن الجيش الاسرائيلي انشغل بتهريب السكان العرب في حرب الاستقلال؛ قسم كبير من المعلومات في هذا الشأن توجد في وثائق اسرائيلية رسمية مفتوحة للبحث في ارشيف الدولة، في ارشيف الجيش الاسرائيلي وفي ارشيفات اخرى. بعض من الشهادات تأتي من بن غوريون نفسه، الذي رأى بعينيه بعض افعال التهريب. وفي يوميات بن غوريون وفي وثائق كثيرة توجد شهادات حول جرائم حرب ارتكبها جنود الجيش الاسرائيلي، بما في ذلك اعمال قتل، اغتصاب، سلب ونهب. والقرار بتمديد الحصانة على الوثيقة التي طلب رؤيتها المؤرخ د. شاي حزكاني، يمكنه فقط ان يؤكد الادعاء بان اسرائيل تخفي جرائم حرب اخرى، قد تكون أكثر رعبا من تلك التي سمح حتى الان بنشرها.

يتصرف السياسيون والموظفون في هذا الشأن وكأن لهم احتكار على التاريخ. فسياسة كشف وثائق الدولة تستند عمليا على أساس الفرضية بان الحصانة هي الامر العادي بينما فتح

الملفات هو امتياز: لا ينشرون الا ما لا يخفون. ولا يشرك في عملية الكشف المؤرخين، الذين يمثلون حق الجمهور وواجبه في معرفة الحقيقة. وفي المحاكم أيضا يميلون في الغالب الى اسناد الحصانة.

لقد بدأت محاولة اخفاء طرد العرب في الزمن الحقيقي، مع اعمال الطرد نفسها، بداية كجزء من السياسة الخارجية. والافتراض، الذي ليس غير معقول، كان ان الصورة الاخلاقية لاسرائيل حيوية لدخولها الى اسرة الشعوب ولقدرتها على تلقي المساعدة العسكرية، الاقتصادية والسياسية، التي كانت حيوية لوجودها. ومع السنين تطورت ذاكرة النكبة لتصبح عاملا مركزيا من عوامل الهوية الفلسطينية؛ ويرى الكثير من الاسرائيليين فيها تهديدا على هويتهم وعلى حق اسرائيل في الوجود أيضا. وللتغلب على ذلك يجب مواجهة الحقيقة. لا يمكن أن نعرف اذا كان الفلسطينيون سيوافقون في أي مرة من المرات على أن يتلقوا من اسرائيل اعترافا بمسؤوليتها او حتى اعتذارا تاريخيا، في ظل جهد صادق لاصلاح الظلم الذي احيق بهم قدر الامكان. مهما يكن من أمر، في هذه الاثناء توجد محاولة لنفي النكبة تشجيعا للاحتلال وخنق كل فرصة للسلام. من الصعب التحرر من الانطباع بان هذا هو هدف الحصانة.

كلمات دلالية