خبر عريضة جبناء -معاريف

الساعة 11:00 ص|20 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: البروفيسور آريه الداد

(المضمون: على أعضاء الكنيست من الموالين لبلاد اسرائيل أن يبلغوا نتنياهو بانهم سيصوتون ضد ميزانية الدولة اذا لم يمنع فورا خراب عمونا. القوة في يده. ونتنياهو يفهم جيدا هذه اللغة. عندها فقط سيوجد الحل. في قانون الترتيب أو بطريقة اخرى - المصدر).

 

وقع 25 نائبا من الليكود وبينهم 9 وزراء، على عريضة تدعو رئيس الوزراء الى أن يسن على الفور « قانون الترتيب » الذي يمنع كما يأملون هدم بلدة عمونا وعشرات اضافية من المنازل في بلدات اخرى في يهودا والسامرة.

 

قانون الترتيب نفسه منطقي، جدير وينسجم مع قوانين الاراضي المتبعة في دولة اسرائيل. فالاراضي تصادر في دولة اسرائيل لاغراض عامة مختلفة كالتخطيط والبناء المديني والقروي (من قبل لجان التخطيط والبناء) لاقامة مبانٍ عامة، حدائق، منشآت استجمام ورياضة، طرق، منشآت شركات الكهرباء ومحميات طبيعية. وفي كل هذه الحالات يقرر القانون تعويضا مناسبا لاصحاب الارض المصادرة. مئات العائلات تحتفظ بـسجلات ملكية رسمية على اراض في الكرمل، مثلا، اعلن عنها محميات طبيعية. الارض حتى لم تصادر منهم، وبالتالي فهم لا يستحقون التعويض، ولكنهم لا يمكنهم ان يستخدموا الارض باي شكل لان هكذا تقررت « الحاجات العامة ».

 

ماذا يقول قانون الترتيب؟ اذا اقيمت بلدة مرتبة على ارض، مسجلة في سجلات اراضي يهودا والسامرة على اسم فلان، تصادر الاراضي ويكون اصحابها يستحقون الحصول من الدولة على ارض بقيمة مساوية او اكبر من قيمة الارض الاصلية وعلى مقربة من مكان سكنهم، اضافة

 

الى 50 في المئة تعويض مالي من قيمة الارض. وبالتالي ما الذي ليس عادلا وجديرا هنا؟ فلاقامة مدينة كرمئيل في الجليل صودرت اراض واسعة من عرب القرى المجاورة، لان دولة اسرائيل قررت ان تقيم هناك قبل نحو 50 سنة مدينة يهودية تقطع التواصل السكاني العربي في الجليل. لم أسمع ان النائب بيني بيغن أسمى هذا « سطوا » رغم أن العرب عارضوا ويعارضون حتى اليوم هذه المصادرة ومثلها ويحتجون كل سنة في « يوم الارض » على ذلك.

 

ولكني لم آتي هنا اليوم كي ادافع عن قانون الترتيب، بل كي اصنف النواب والوزراء من الليكود. فالعادة في العالم هي ان المواطنين يوقعون على العرائض كي يصلوا الى الحكومة ليحركوها كي تقوم باعمال معينة. ولكني لم اسمع عن عرائض يوقع عليها أعضاء الحكومة والمشرعون، لانهم هم الحكومة. في ايديهم اودع الجمهور قوة القرار ليس كي يحاولوا ان يتخذوا صورة الجميلين، المحقين، المكافحين، بل كي يفعلوا. لا ان يتحدثوا . لاعضاء الكنيست منذ ولادتهم أياد وأصابع ليس كي يوقعوا على العرائض بل – بقوة الناخب – كي يصوتوا. رئيس الوزراء نتنياهو يعرف هذا تماما. وهو يعرف كل هؤلاء الابطال وجها لوجه. يعرف ان هناك شيئا واحدا عزيزا على قلوبهم اكثر من بلاد اسرائيل وما فيها من بلدات يهودية، الا وهو حكم الليكود. وهم لن يعرضوه للخطر. يوقعون، يطلقون التصريحات الحماسية – ولكن الفعل البسيط الذي يمكنه أن يحسم الخطوة لن يفعلوه. لان من شأنه ان يعرض للخطر الامر الاكثر قدسية الا هو حكم الليكود.

 

ان على أعضاء الكنيست من الموالين لبلاد اسرائيل أن يبلغوا نتنياهو بانهم سيصوتون ضد ميزانية الدولة اذا لم يمنع فورا خراب عمونا. القوة في يده. ونتنياهو يفهم جيدا هذه اللغة. عندها فقط سيوجد الحل. في قانون الترتيب أو بطريقة اخرى. ولكن لما كانوا ليسوا ابطالا، فانهم يوقعون على العرائض. وهكذا كما يأملون، وللاسف الشديد، في أن يظهروا في صورة جميلة في نظر ناخبيهم. يخيل أن الموقعين واثقون بان مؤيديهم اغبياء. والدليل هو أنهم نجحوا في هذا في الانسحاب من سيناء، في اقتلاع غوش قطيف وشمال السامرة، وفي ميجرون. فلماذا يفشل هذا في عمونا.

كلمات دلالية