بالصور تعرف على اسرارها.. « حفظ الجلود » حرفة قديمة في غزة تنحصرُ في عائلتين

الساعة 01:47 م|19 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

يبدأ في اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك تجار الجلود في قطاع غزة بشراء وجمع جلود الأضاحي من الجزارين والذباحين لمعالجتها وتخزينها؛ وهي مرحلة ما قبل تصديرها للخارج حيث مصانع الدباغة.

وانحصرت حرفة حفظ وتخزين الجلود في قطاع غزة بعائلتين؛ وهما عائلة الشوا من مدينة غزة، وعائلة عفانة من بيت حانون، وتحافظ العائلتان على تلك الحرفة التي توارثوها عن أجدادهم منذ عام 1943.

ويوفر عيد الأضحى المبارك ما نسبته 90% من الجلود التي يشتريها التجار طيلة العام، وعلى الرغم من أن ذلك الموسم يوفر الكثير منها إلا أن التجار يخشون شراء كميات كبيرة خشية عرقلة قوات الاحتلال تصدير الجلود من قطاع غزة.

حرفة حفظ الجلود انحصرت بعائلتين وهما عائلة الشوا وعائلة عفانة وتحافظ العائلتان على تلك الحرفة التي توارثوها عن أجدادهم منذ عام 1943

وتمر عملية حفظ وتخزين الجلود بمراحل عدة قبل تصديرها إلى مصانع الدباغة، وأول مرحلة في هذه الحرفة التي لا يتقنها إلا قلة هي مرحلة ُ الشراء، ويشترط الحاج محمد نمر رُبين الشوا أحد كبار تجار الجلود على باعة الجلود أن يكون الجلد كامل غير ناقص ولا مثقوب ولم يتعرض لتهتك أثناء عملية الذبح.

حرفة حفظ وتخزين الجلود توفر مصدر دخل لعدد من العائلات في قطاع غزة

وتبلغ سعر الجلدة الواحدة التي يشتريها التجار من الجزارين والمضحين حوالي 30 شيكل إلى 35 شيكل، والمحدد الرئيسي لسعر الجلد هو جودته وصلاحيته.

ثاني تلك الشروط التي يشترطها الشوا على باعة الجلود هو صلاحية الجلد من ناحية الجودة، وأن لا يكون قد مرَّ عليه وقت كبير منذ لحظة الذبح والسلخ، خشية من تعفن الجلد وتحلله.

 وبعد عملية الشراء تبدأ المرحلة الثانية من مراحل حفظ وتخزين الجلود، يقول الشوا « بعد شراء الجلد يتم إزالة طبقة اللحم والدهن الملتصقة بالجلود عبر آلات ومعدات يدوية، مضيفاً »بعد إزالة الدهون واللحم الملتصق بالجلود يتم تصفية الجلد من الماء وما علق به من آثار الذبح« .

حفظ وتخزين الجلود يمر بمراحل عدة لتكون الجلود جاهزة للتصدير إلى مصانع الدباغة

وتبدأ المرحلة الثالثة بخلط كميات كبيرة من الملح الخشن مع مواد حافظة، وترش الخلطة مباشرةً على الجلود، بعد ذلك بأيامٍ قليلة يتم وضع الخلطة من جديد ونشر الجلود، وتعتبر المرحلة الثالثة من أهم المراحل، وفقاً للحاج الشوا.

بعد وضع الملح والمادة الحافظة تكون الجلود محفوظة من عملية التحلل والتعفن والفساد لمدة تزيد عن العامين، وبذلك تكون الجلود جاهزة للتصدير إلى مصانع الدباغة والتي تمر بمراحل متعددة قبل استخدامها في صناعه الأحذية والأحزمة والقفازات والمعاطف والقبعات وحقائب اليد إضافة إلى منتجات أخرى عديدة.

ويشير الشوا إلى أن موسم عيد الأضحى وفَّرَ لتجار الجلود في قطاع غزة حوالي 3500 جلدة، لافتاً إلى أن الكمية التي اشتراها التجار قليلة مقارنة ما كانوا يشترونه قبل حصار قطاع غزة عام 2007، ويرجع الشوا مخاوف التجار من شراء كل جلود الأضاحي في قطاع غزة من عرقلة قوات الاحتلال لعملية التصدير.

الاحتلال يسمح لأول مرة منذ 10 أعوام بتصدير الجلود من غزة إلى الضفة المحتلة

وسمحت قوات الاحتلال في تاريخ 30 اغسطس 2016 لتجار الجلود في قطاع غزة بتصدير جلود البقر إلى الخارج، لأول مرة منذ فرضها الحصار الإسرائيلي الجائر عام 2007.

ويستذكر الشوا كيف توارث تلك الحرفة عن أجداده، يقول »تربيتُ أنا وأشقائي على تلك الحرفة التي بدأها أجدادنا منذ عام 1943، أذكر أنهم كانوا يستخدمون طرقاً بدائية في حفظ وتخزين الجلود، وكان الطليان يشترون الكميات الموجودة في مخازننا« .

وحرفة حفظ وتخزين الجلود كغيرها من المهن والحرف في قطاع غزة التي شهدت أوقات ازدهار وأوقات ضعف »مرت الحرفة بأوقات نمو وذلك ابان الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يستورد كميات كبيرة من جلود الأبقار، وشهدت بدايات السلطة عام 1993 انتعاشة قوية، ومرت كذلك بأوقاتٍ عصيبة أشدها منذ فرض الحصار على غزة عام 2007« ،  قول الشوا.

وتكبد الشوا خسائر اقتصادية كبيرة بسبب الحصار، والحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، مبيناً أنه اتلف 30 الف جلدة، وتعرضت مخازنه في قرية خور زنون شرق جباليا للقصف عام 2006، وللتدمير الكلي في عام 2011، مشيراً إلى أن خسائره بلغت حوالي 350 الف دولار أمريكي.

ولفت الشوا إلى أنه تعرض لمضايقات من بلدية غزة التي أصرَّت عليه إغلاق مخازنه في منطقة ساحة الشوا لإحداثها »مكرهة صحية« ، مشيراً إلى أن الشكاوى المقدمة في بلدية غزة من جيران المخازن كيدية.

ويفضل تجار الجلود والمستوردون شراء جلود البهائم من فصيلة الذكور لأسباب عدة أولها تميز جلود الذكور بالسماكة والمتانة والقوة عن جلود الإناث.

ولا يوجد في قطاع غزة مصانع لدباغة الجلود لأسباب عدة يرويها الشوا الذي تقدم بطلبٍ رسمي منذ سنوات عدة والذي قوبل بالرفض »ترفض الوزارات المعنية إنشاء مصانع دباغة في غزة لإمكانية تسرب مواد كيميائية تستخدم في عملة الدباغة إلى المياه الجوفية، خاصة أن الماه الجوفية في قطاع غزة قريبة من وجه الأرض".

لا يوجد في قطاع غزة مصانع لدباغة الجلود لأسباب تتعلق بصحة البيئة

وأشار إلى أن الدول التي تسمح بإنشاء مصانع للدباغة تعتمد طرقاً ووسائل علمية للتخلص من تلك المواد ونفايات المصانع، وهي بحاجة إلى إمكانيات مادية كبيرة لا يستطيع تجار غزة تحملها.

وتحتل منطقة البحر الأبيض المتوسط المركز الخامس عالمياً في جودة الجلود من ناحية القوة والمتانة وطريقة التخزين والحفظ.

وتستخدم الجلود المدبوغة في صناعه الأحذية والأحزمة والقفازات والمعاطف والقبعات وحقائب اليد إضافة إلى منتجات أخرى عديدة.

 وعرفت الجزيرة العربية حرفة الدباغة منذ مئات السنين، وكانت تتم في المنازل، ولبّت هذه الحرفة الكثير من حاجات العرب في العصر الجاهلي، في مساكنهم ولباسهم ونعالهم وآنية مائهم وطعامهم وأسلحتهم ورحال مطاياهم، وكانت مصدر الخامات التي استعملها الخرّازون والأساكفة صنّاع النعال، حتى كادت الدباغة والخرازة والسكافة ان تكون حرفة واحدة.



تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008730)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008732)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008731)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008729)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008728)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008727)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008726)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008725)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008724)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008723)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008722)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008720)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008719)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008718)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008716)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008717)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(1)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008715)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008713)‬ ‫‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(1)‬

تجار غزيون يجمعون جلود الأضاحي  ‫(30008714)‬ ‫‬

 

كلمات دلالية