تقرير الاعدام للاشتباه!!

الساعة 08:50 م|16 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

منذ بدء انتفاضة القدس بوجه الاحتلال في مطلع أكتوبر/تشرين الأوّل 2015، واصل جيش الاحتلال سياسته العدوانية المعتادة بحقّ الفلسطينيّين في محاولة لكسر ارادتهم، كهدم منازل عوائل الشهداء، اعتقال ذويهم ومطاردتهم وإعدام كلّ من يُشتبه به أنه « ينوي » تنفيذ عمليّة.

الاعدام دون محاكمة.. نهج اتبعته « اسرائيل » منذ سنوات طويلة، و القتل على الحاجز لا يحتاج لأكثر من قرار جندي اسرائيلي يريد ان يقتل، و ذلك دليل على ان جيش الاحتلال  الاسرائيلي فيما يتعلق بعمليات الاعدام ينفذ القتل بسبق اصرار، ما يلزم بأن يُحمل هذا الملف الى المحكمة الجنائية الدولية كباقي الملفات.

و في آخر جرائم « الاعدام للاشتباه »، التي تقترفها قوات الاحتلال بحق الشبان الفلسطينيين، استشهد 4 فلسطينيين اليوم الجمعة، 16/9/2016 في كل من الخليل و القدس المحتلة، و ذلك بذريعة أنهم حاولوا تنفيذ عمليات دهس أو طعن جنود.

اللواء المتقاعد، و الخبير العسكري، يوسف الشرقاوي أكد بأن هذه الاعدامات الميدانية التي يقوم بها جيش الاحتلال بحق الشباب الفلسطيني يأتي ضمن سلسلة عمليات سابقة هدفها اجهاض الانتفاضة التي تشتعل جذوتها من جديد، بعد أن خفتت لبعض الوقت.

و أشار الشرقاوي في حديث لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » الى أن هناك تصميم واضح من قبل الشباب الفلسطيني، على مواصلة الانتفاضة، بعد أن ضاق ذرعاً بممارسات الاحتلال و السلطة معاً، و انسداد الافق أمامه.

و أوضح بأن غطرسة الاحتلال و الاعدامات الميدانية التي يقوم بها، من شأنها أن تؤجج الصراع، متوقعاً أن تشهد الأيام المقبلة تصعيداً جديداً في المقاومة، بعد التصعيد الذي شهدته مناطق الضفة الغربية اليوم، مؤكداً بأن الضغط النفسي الذي يعيشه الشباب، و انعدام الأفق أمامه عامل مهم من شأنه أن يدفعهم لتصعيد مقاومتهم في وجه الاحتلال، و خصوصاً نحن نعيش اليوم ذكرى اتفاق اوسلو الذي لم يحقق لهم أي تسوية، و لم يجلب لهم أي حقوق، بل كان هدفه اعدام الشعب الفلسطيني.

و تابع يقول: « أي فعل له رد فعل، و الدم يجلب الدم، و العنف يتبعه عنف، و الشباب الفلسطيني لن يستسلم أمام ممارسات الاحتلال، و ممارسات السلطة أيضاً، فهناك مضربين عن الطعام في سجون الاحتلال يتعرضون لاعدام مبرمج و متعمد في وضح النهار، و العالم لم يحرك ساكناً تجاه قضيتهم ».

و وصف ما يجري مع الأسرى المضربين في سجون الاحتلال بأنه أكبر اعدام علني على شاشة التلفاز، و على مرأى العالم أجمع.

و قال اللواء الشرقاوي بأن الشباب الفلسطيني بات لديه وعي أكثر من أي وقت مضى بخيار الانتفاضة، بعدما عجزت قيادته عن تحقيق أي افق له، معتبراً أن جيل الشباب هو جيل صيانة القضية الفلسطينية.

و لفت الى أن جرائم الاحتلال اليومية من اعدامات و استيطان و محاولات كسر ارادة الأسرى المضربين، تستدعي أوسع استنفار فلسطيني، لا سيما من التنظيمات و الفصائل الفلسطينية، بعد أن عجزت السلطة الفلسطينية عن تحمل مسؤولياتها تجاه شعبها، بل شكلت قوة دعم للاحتلال في عدوانه على شعبنا، في إشارة لما جرى اليوم من قمع لمسيرة تساند الأسرى في جنين و اعتقال للمشاركين فيها من قبل الأجهزة الأمنية، مؤكداً بأن التظاهر حق مكفول لدى المواطنين، و ليس للسلطة أي حق في منعهم.

 

 

 

كلمات دلالية