تقرير « العيدية » تسبب حرجاً للكثير من الرجال وتجبرهم على التزام بيوتهم

الساعة 05:25 م|13 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

تسببت « العيدية » في إحراج الكثير من المواطنين وأجبرتهم على المكوث في منازلهم، لأنهم لا يملكون المال لتقديمه لأرحامهم، واكتفوا بالعيدية على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك. وعلل العديد ممن لم يخرجوا لزيارة أقاربهم في يوم العيد، بأنهم اعتادوا على مدار سنوات طويلة بتقديم العيدية في يوم العيد، وان الزيارة بدون عيدية ستسبب لهم حرجاً.

وكان المجتمع الغزي يحرص على خروج الأشقاء وأبناء العم معاً في أول أيام العيد لزيارة الأقارب إلا أن الظروف الاقتصادية جعلت اقتصار الجماعات على الأشقاء فحسب، ومنهم من يلتزم بيته حرجاً لعدم توفر العيدية معه.

ومن جهة أخرى، اعتمد الكثير من المواطنين على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك بتقديم التهاني لأقاربهم وأصدقائهم، واتخذوا منه وسيلة للتهرب من الزيارات للمنازل.

وفي هذا السياق، أكد المواطن يوسف عبدالرحمن لمراسلنا، أنه كان يخرج وأشقاؤه الخمسة وأبناء عمه لزيارة الأقارب في أيام العيد، وتقلص العدد تدريجياً الى الأشقاء فقط، ومن ثم اصبح لا يخرج الا هو وشقيق آخر له. معللاً ذلك، أن الظروف الاقتصادية جعلت من أبناء عمه وأشقائه عدم القدرة على زيارة الأقارب لعدم قدرته على العيدية، ويجدوا في الزيارة بدون عيدية احراجاً لهم.

وقال:« رغم حديثي الكثير معهم ومحاولة إقناعهم بأن العيدية ليست شيئاً أساسياً والأهم هو زيارة صلة الأرحام إلا أنهم لم يستطيعوا أن يواجهوا الواقع لأنهم كانوا معتادين على العيدية.

وأضاف، أن شقيقاته منزعجات من عدم خروج اشقائهن في العيد بسبب العيدية، وكل ما يطلبنه هو زيارتهم وأنهن يدركن ويستوعبن أن الظروف الاقتصادية على الجميع صعبة.

وفي نفس السياق، أوضح المواطن محمد حمد 49 عاماً، ويعمل عاملاً في قطاع البناء أنه وجد بعد تعطله عن العمل في اسرائيل عام 2003 إحراجاً في زيارة شقيقاته دون أن يعيدهن، ولكن وبعد زيادة وعيه في المساجد بأن زيارة الرحم أولى من العيدية جرأ نفسه وأصبح الأمر عادياً بالنسبة له. وقال: » أن الظروف على الجميع صعبة وشقيقاته يقدرن زيارته بدون عيدية.

وأضاف، أن زيارته لشقيقاته أو عيد له بدون عيدية كان صعباً عليه لدرجة أنه وهو يتعذر من شقيقاته كان وجه ينقلب إلى احمرار من شدة الحرج. وأن ما خفف عنه رد شقيقاته عليه ومراعاتهن لظروفه.

أما حازم ابراهيم، فأصر على موقفه بالتزام البيت في العيد لأنه لا يملك في جيبه ما يستر أبناءه، وقال:« من الصعب على نفسي أن ازور شقيقتي ولا أعيدها في يوم العيد، علماً أنني كنت معتاداً على العيدية. وأضاف، حاولت مع نفسي وأن أكسر الحاجز النفسي إلا أنني لم أستطع وأجد في الأمر حرجاً كبيراً في غنى عنه.

وأوضح أنه يزور شقيقاته في أيام عيد المناسبات بشكل طبيعي، وان شقيقاته يعلمن سبب عدم زيارته لهن في العيد.

وأكد أنه على تواصل دائم مع صلة رحمه وأقاربه على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، حتى أنه لا يستطيع الاتصال هاتفياً بالجميع ولذلك يجد في الفيسبوك وسيلة غير مكلفة وتؤدي الغرض.

ولجأت بعض العائلات إلى جمع جميع أفراد العائلة من الرجال في مكان واسع للمعايدة على بعضهم البعض، لاقتصار زيارات العيد على صلة الأرحام فقط.

يشار، إلى أن قطاع غزة قبل قدوم السلطة الفلسطينية إلى الوطن كان يبلغ تعداد سكانه نحو 700 الف نسمة، وكانوا يحرصون على علاقات اجتماعية حتى أن العائلة تزور جميع من يحمل اسمها في يوم العيد، أما اليوم يبلغ تعداد سكانه 1.93 الف مواطن، وأصبحت العلاقات الاجتماعية في تراجع منذ بداية انتفاضة القدس وتوقف آلاف العمال عن العمل في »إسرائيل" وارتفاع نسبة الفقر والبطالة في القطاع.

كلمات دلالية