انتظروها بفارغ الصبر

تقرير غزة: لحوم الأضاحي تُدخل الفرحة لبيوتٍ أعياها « الفقر و العوز »

الساعة 04:58 م|12 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

تنتظر الكثير من العائلات المستورة في قطاع غزة يوم عيد الأضحى بفارغ الصبر، حتى يتسنى لها الحصول على ما يتم توزيعه من الجيران أو الأقارب أو المؤسسات الخيرية من لحوم الأضاحي، التي حرموا من شرائها طوال العام، بسبب الأوضاع الاقتصادية، و حالة الفقر و البطالة التي تزداد يوماً بعد يوم في القطاع المحاصر منذ ما يزيد عن 10 أعوام.

فالكثير من هذه العائلات لا تجد لديها من المال لتشتري كيلو واحد من اللحم الطازج خلال العام، بسبب ارتفاع اسعار اللحوم، ما جعلها تستغني عن أكلها الا من لحوم الأضاحي التي تحصل عليها من المضحين المقتدرين من الاقارب و المؤسسات.

« أم بلال »،45 عاماً و أم لثمانية أبناء، و زوجها عاطل عن العمل تقول لمراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » إن شراء اللحوم الطازجة مكلف جداً، و لا تستطيع توفيرها لعائلتها، و تضطر لاستبدال اللحوم بأكلات أخرى غنية بالبروتينات، مثل العدس و غيره.

و أوضحت بأن سعر كيلو اللحم في القطاع بلغ 50 شيكل، و هذا يفوق مستوى الحياة التي يعيشونها، لأن زوجها عاطل عن العمل، و أن عائلتها تعيش على المساعدات التي تحصل عليها من الجمعيات و المؤسسات الخيرية.

و عبرت عن فرحتها في يوم عيد الأضحى ، لأن أبنائها يستطيعون أكل اللحوم التي حرموا من أكلها طوال العام، مشيرة الى أنه يدخل بيتها في العيد ما يزيد عن 7 كيلو من اللحوم، و هذا يكفي لعائلتها لتعيش فرحة الأضحى و العيد مثل غيرهم، فتقدمها لهم بالطرق التي يشتهونها.

حال المواطنة « أم بلال » لا يختلف عن حال عائلة المواطن « أبو يوسف » الذي حرمه الحصار و اغلاق المعابر من عمله في أحد المصانع في مناطق الـ 48، حيث عبر عن حزنه الشديد لأنه لم يستطع شراء ما يلزم عائلته من اللحم طوال أيام العام.

و أوضح « أبو يوسف » بأنه في السابق كان يشتري الأضحية و يقوم بتوزيعها على المحتاجين و الأقارب، و لكنه اليوم لا يستطيع أن يشتري اللحم ليطعم عائلته، و ينتظرون يوم الأضحى على أحر من الجمر ، فتغمرهم السعادة بما يحصلون عليه من لحوم الأضاحي التي يتلقونها من الجيران و الاقارب.

من جانبه، أشار المواطن « أبو أحمد »، إلى أن عيد الأضحى يأتى هذا العام والناس فى حال اقتصادية يرثى لها، متسائلا كيف لهؤلاء أن يحتفلوا بالعيد فى ظل الإغلاق والفقر والعوز الشديد؟؟.

و قال و الحزن يبدو على محياه: « لم تدخل اللحوم بيتنا منذ أشهر، و أنا عاطل عن العمل لأنني لا أقوى على العمل، و لا استطيع توفير ما تحتاجه عائلتي من مستلزمات للعيد ».

و تابع قائلاً: « عندى سبعة أطفال، و أشعر بالذنب تجاههم لأني لا استطيع أن أدخل الفرحة على قلوبهم حتى في يوم العيد، سوى ما يأتينا من لحوم من المضحين في الحي، أو الجمعيات الخيرية ».

و على الرغم من انخفاض أسعار الأضاحي، الا أن أسواق المواشي شهدت ركوداً ملحوظاً هذا العام، بسبب سوء الوضع الاقتصادي العام في قطاع غزة.

واشتكى أصحاب مزارع العجول عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي لهذا العام، عازين سبب ركود أسواق الأضاحي رغم توفرها بكثرة في السوق، الى ضيق الحالة المادية للمواطنين في القطاع، الذي يشهد ارتفاعاً في نسبة البطالة التي بلغت معدلات غير مسبوقة، حيث أن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت 41.7% مقابل 18.3% في الضفة الغربية.

و أكدوا بأن هناك سبب آخر لعزوف المواطنين عن شراء الأضاحي لهذا العام، هو أن عيد الأضحى يأتي بعد مناسبات عديدة استنزفت ميزانيات الأسر الغزية « شهر رمضان، و عيد الفطر، و موسم المدارس ».

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية