تفادياً للحرج الاجتماعي

خبر غزيون يفكرون بالهروب من « العيدية » بسبب « الفَلسْ »

الساعة 08:42 م|11 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

ينتظرُ الأطفال عيدية عيد الأضحى المبارك بعد أن ينتهي الجميع من صلاة العيد، إلا أن هذه العيدية اصبحت تثقل كاهل بعض الأسر التي تجد حرجا في دفعها بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، الأمر الذي يدفع بعض الفئات الضعيفة اقتصاديا لعدم زيارة الأقارب وصلة الرحم في العيد.

وتعد « العيدية » أحد أهم ملامح ووسائل احتفالات العيد في الدول العربية والإسلامية منذ بداية الإسلام، وتعتبر احد أهم الموروثات الثقافية العربية الإسلامية التي ما زالت حاصرة بقوة في عديد المجتمعات، غير أنها أصبحت تشكل حرجاً اجتماعيا لدى كثيراً من الغزيين الذين لا يتمكنون من تقديمها لأقاربهم.

يقول محمد أحمد لـ« فلسطين اليوم » « انا موظف قطاع خاص وراتبي متواضع للغاية، بالكاد استطعت تلبية متطلبات العيد لأسرتي، ولم يبق معي من راتب شهر أغسطس شيء، لذلك أفكر أن لا أذهب لمعايدة أقاربي هذا العيد لتفادي حرج عدم تقديم العيدية، خاصة أن أشقائي يقدمون العيدية لأقاربي ».

وأضاف أحمد « فكرت في الاستدانة لمعايدة أقاربي، غير أني تراجعت بسبب تراكم الديون عليَّ ».

ويوضح أن العيدية تكلفه حوالي 200 دولار امريكي، مشيراً إلى أنه يقدم العيدية لأخواته وبناتهن وبنات الاخوة وحماته وزوجته وابنائه ووالدته.

ويعاني قطاع غزة من الفقر والبطالة حيث بلغت نسبة البطالة 41% حتى الربع الأول لعام 2016م وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وهي نسبة تعتبر من الأعلى عالميًا.

ويقول آخر « في كل عيد أقدم العيدية لأولادي وأخواتي وبنات أخواتي وعماتي وبنات إخوتي وزوجتي وحماتي، ولكن هذا العيد ما باليد حيلة لذلك لا أفكر في معايدة أحد تفادياً للحرج ».

ويوضح أن الكثير من أقاربه يعذرونه على وضعه الاقتصادي الصعب، غير أنه يشعر بالحرج لعدم تقديم العيدية.

اما محمد السرسك فينوي تقليص قيمة العيديات المادية في عيد الأضحى المبارك، مبرراً أن حالته المادية صعبة للغاية، خاصة أنه من موظفي حكومة غزة الذين يتلقون نسبة لا تتجاوز النصف من راتبهم في كل شهر.

ويضيف: أحرص في كل عام على تأدية صلة الرحم ومعايدة الأقارب ولكن عيد الأضحى هذا العام يأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة ويأتي بعد موسم عيد الفطر وبدء السنة الدراسية.

يقول الدكتور ماهر الحولي عميد كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية إن « العيدية في أصلها عبارة عن هدية لقول الرسول »تهادوا تحابوا« لأنها تقرب القلوب من بعضها البعض وتؤلف وتحبب ».

ماهر الحولي: لا يجوز أن تقف العيدية عند غير المستطيع حجر عثرة أمام صلة الرحم

 وأكد الحولي أنه لا يجوز أن تقف العيدية عند غير المستطيع حجر عثرة أمام صلة الرحم أو زيارة العيد ويجب على الناس أن تعذر بعضها البعض مشددا انه من لا يستطيع تقديم العيدية يجب أن لا يمتنع عن صلة رحمه بعدم مقدرته على تقديم العيدية.

وأشار الحولي انه جرت العادة لدى الناس في الأعياد أن يتهادوا سواء كانت هدايا نقدية أو أي أمر آخر مستدركا أن حكمها الشرعي هو « الاستحباب » وليس الوجوب.

والعيديه كلمة عربية منسوبة إلى العيد، بمعنى العطاء أو العطف وترجع هذه العادة الى عصر المماليك، فكان السلطان المملوكي يصرف راتباً بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه وكان اسمها الجامكية

كلمات دلالية