وسط إقبال شحيح

خبر « الأضحى » إنعاش متواصل بعد موسمين قاتلين!

الساعة 09:54 ص|07 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

يُعد شهرا يوليو وأغسطس من أشد الأشهر قسوة على المواطنين في العالم الإسلامي وفلسطين تحديداً، لتزاحم المناسبات والتي لم تجعل للمواطن أي متنفس جسدي أو مادي.. فالجيوب الفارغة أبرز ما يميز هذه الأيام ويترك المواطن في حيرة من أمره بعد أن استحوذ شهر رمضان والفطر وموسم المدارس كل ما بحوزتهم من نقود، ويبقى عيد الأضحى يبحث عن طريق جديدة لإنقاذ نفسه, ويترك نفسهُ للتجار لإنعاشهُ .

الأسواق وفقاً لـ« مراسلنا » أشبه بالفارغة فالباعة يشتكون قلة المشترين, رغم كثرة العروض التي قُدمت لهم خلال الاسبوع الماضي أي منذ انتهاء موسم المدارس والذي شُهد له بأنه من أفضل المواسم التي تشهد اقبالاً من قبل المواطنين منذ سنوات.

البائع أبو محمد قال لـ« فلسطين اليوم » « أعداد المشترين منذ يومين لا يتجاوز ال10 أفراد, حيث أن معظم المشترين وعند شرائهم أي قطعة يردون بالقول العيد الحالي هو عيد »لحم وليس عيد للملابس« .

أبو محمد, قال إنه كان يتوقع هذا المشهد في عيد الأضحى وخاصة أن موسمي المدارس والفطر من أفضل المواسم من ناحية إقبال المواطنين , مبيناً أنه طلب من الجهة الموزعة للملابس بتقليل الملابس الموردة كون أن الشراء لن يكون بالكمية المطلوبة.

وبين التاجر أبو أحمد المدهون في سوق جباليا, أن الأسعار مناسبة للجميع, ورغم كل الأرقام التي كتبتها على أسعار الملابس إلا أن المواطنين يتفرجوا حتى اللحظة دون أي تحرك يذكر وشراء.

وأكد المدهون انه لجأ لأول مرة لطرق جديدة لإجتذاب المواطنين , كأن يقول لهم أدفعوا ما لديكم واكملوا باقي الثمن بعد انتهاء عيد الاضحى , إضافة الى فتح حساب للديون 

وتمنى أن يتحسن الوضع خلال اليومين القادمين , خاصة ان موظفي السلطة تلقوا رواتبهم بالأمس فقط .

ومن جانبها قالت المواطنة سعاد »ام حسن« , »عيد الاضحى فقط عيد لحم وليس عيد ملابس , يكفي ما شريناه من ملابس خلال عيد الفطر والمدارس.

واشارت انها ستقوم بشراء أمور خفيفة ولن تنظر للملابس ابداً كونها اتخذ قراراً بأن الملابس اخدت حقها من مناسبتين سابقتين وكفى.

وأتفق ابو كمال الرأي مع ام ابراهيم , حيث قال عيد الاضحى « لحم وفقط » ولا للملابس , مشيراً انه يقول ذلك امام ابنائه , ولكنه لن يستطيع ان يضحى او يشتري أي شئ , فالاموال التي تلقاها من حكومة غزة قد انتهت ولا يوجد لديه ما يملكه.

وتمنى ان يأتي العيد على الجميع بخير , وان تنتهي كافة الخلافات في مجتمعنا , وان يعم الخير والرزق على الجميع.  

حتى قطاع المواشي ورغم الانخفاض الملموس في أسعار الأضاحي لهذا العام مقارنة بالعام الماضي، فإن الإقبال على شراء الأضاحي جيد ولكن ليس ممتاز ولا يرقى للحد الأدنى من طموح تجار المواشي الذين ينتظرون موسماً استثنائياً بسبب انخفاض الأسعار.

ووصل الانخفاض في كيلو لحم العجول مقارنة بالعام الماضي إلى اكثر من دولار أميركي لكل كيلو واحد، أي بفارق نحو 500 دولار للعجل الواحد، كما وصل الانخفاض في أسعار كيلو الخروف إلى اكثر من دولارين.

التاجر احمد نصر قال أن مربي المواشي وأصحاب المزارع سيكونوا أمام واقع قاس وعصيب اذا لم يتحسن أداء السوق خلال الأيام القادمة خصوصاً مع انخفاض الأسعار وارتفاع أسعار الأعلاف.

عول نصر على حركة الجمعيات والتي اعتادت في سنوات سابقة على بيعها لمئات المواشي , معبراً عن صدمته لاستمرار تواضع حركة الشراء بشكل عام رغم ضيق الموقت المتبقي لحلول العيد.

وأشار نصر إلى أن الاعتماد على شراء المواطنين بالتجزئة امر صعب بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة , حيث يحاول معظم المواطنين شراء الأضحية بالتقسيط , وسط رفض او موافقة التجار.

وقال التاجر ابو سعيد إن انخفاض الأسعار لهذا العام كان استثنائياً وكبيراً بمعنى انه بإمكان المواطن أو المؤسسة شراء عجل كبير الحجم بأقل من ألفي دولار .

وبين ان سعر كيلو العجل الهولندي بلغ 16.5 شيكل مقارنة مع 21 شيكلا العام الماضي فيما انخفض سعر العجل الأوروبي 19 شيكلا مقارنة مع 23 وكذلك انخفض سعر كيلو العجل البلجيكي إلى اقل من 20 شيكلاً مقارنة بـ 26 شيكلا العام الماضي، فيما انخفض سعر الخروف الروماني إلى خمسة دنانير مقارنة مع 7 دنانير العام الماضي.

وبالرغم من قساوة الاوضاع الاقتصادية على قطاع غزة, يحاول المواطنين التعبير عن فرحتهم بعيد الاضحى بطرق مختلفة كلاً وفقا لإمكانياته المادية  .

كلمات دلالية