خبر روسيا والسعودية توقعان اتفاق تعاون قد يكبح انتاج النفط

الساعة 07:55 م|05 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

وقعت السعودية وروسيا اتفاقا اليوم الاثنين، من أجل التعاون في سوق النفط، وقالتا إنهما لن تأخذا إجراء فوريا ولكن قد تكبحان الإنتاج في المستقبل، وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار بقوة على أمل أن يعمل أكبر منتجين في العالم سويا لمعالجة تخمة المعروض العالمي من الخام.

ووقع الاتفاق وزيرا الطاقة السعودية والروسي في الصين على هامش قمة مجموعة العشرين بعد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن البلدين يتجهان نحو شراكة استراتيجية في مجال الطاقة، وان مستوى الثقة المرتفع سيسمح لهما بمواجهة التحديات العالمية. وقال نظيره السعودي خالد الفالح إن الاتفاق سيشجع المنتجين الآخرين على التعاون.

وقفزت أسعار النفط نحو خمسة بالمئة قبيل المؤتمر الصحفي لوزيري الطاقة الروسي والسعودي ثم قلصت مكاسبها إلى اثنين بالمئة بحلول الساعة 1130 بتوقيت جرينتش حيث لم يتمخض الاتفاق عن إجراء فوري.

وقال الفالح « ليس هناك حاجة الآن لتجميد الإنتاج... لدينا الوقت لاتخاذ مثل هذا القرار.

»تجميد الإنتاج أحد الاحتمالات المفضلة لكن ذلك لا يعني أنه يجب أن يحدث اليوم على وجه التحديد.«

ورغم أن بيان اليوم لم يتضمن إجراءات فإنه تطور مهم في العلاقة بين روسيا والسعودية. وتخوض الدولتان حربا بالوكالة في سوريا وترى موسكو نفسها حليفا كبيرا لإيران الخصم اللدود للمملكة في الشرق الأوسط.

تعقد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مباحثات غير رسمية في الجزائر في وقت لاحق هذا الشهر، ومن المقرر أن تجتمع بشكل رسمي في فيينا في نوفمبر/ تشرين الثاني.

ودعا عدد من منتجي أوبك إلى تثبيت الإنتاج لكبح تخمة المعروض التي زادت بفعل إمدادات الخام مرتفع التكلفة من منتجين آخرين مثل شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وأضر انهيار أسعار النفط في العامين الأخيرين بميزانيات منتجين كبار مثل روسيا والسعودية، وأدى إلى اضطرابات وتوترات اجتماعية لدى منتجين أصغر مثل فنزويلا ونيجيريا.

ولمحت السعودية أكبر منتج في أوبك إلى رغبتها بالتعاون في الوقت الذي تواجه فيه ضغوطا على ميزانيتها، وتسعى لطرح جزء من شركة النفط الوطنية أرامكو السعودية في البورصة.

وأي اتفاق بين أوبك وروسيا غير العضو في المنظمة سيكون الأول من نوعه منذ 15 عاما، عندما اتفقت موسكو على خفض الإنتاج مع المنظمة في بداية الألفية لكن روسيا لم تلتزم قط بتعهداتها.

وقال نوفاك إنه يرحب بطرح أفكار عن الفترة المقترحة لتثبيت الإنتاج إذا قررت الدول المنتجة ذلك.

وفي حالة الاتفاق على تجميد الإنتاج عند مستويات أوائل 2015 فسيعني ذلك ضرورة خفض الإنتاج حيث أن معظم المنتجين ومن بينهم السعودية وروسيا والعراق وإيران زادوا إنتاجهم بشكل كبير منذ ذلك الحين. وقال نوفاك إن مسألة خفض الإنتاج ربما تناقش أيضا. وفي ابريل/ نيسان كانت روسيا مستعدة لتثبيت الإنتاج مع أوبك لكن المباحثات انهارت بعدما قالت الرياض إنها لن تقبل بالاتفاق إلا إذا شاركت فيه إيران ثالث أكبر منتج للخام في أوبك.

وتقول إيران إنها تحتاج لاستعادة حصتها السوقية التي فقدتها خلال سنوات العقوبات الغربية التي رفعت عنها في يناير/ كانون الثاني.

وقال بوتين الأسبوع الماضي إن اتفاقا جديدا بشأن إنتاج النفط قد يتضمن بعض التنازلات فيما يخص الإنتاج الإيراني.

ونقلت وكالة تاس للأنباء عن نوفاك قوله اليوم »نعتقد أن هناك مزيدا من التأخر في استعادة التوازن في سوق النفط... وبالتأكيد فإن الإجراءات المشتركة التي درسناها في بداية العام ومن بينها التجميد ربما تجعل موعد استعادة الأسواق لتوازنها أكثر قربا.

« نحن مستعدون إذا إتخذ مثل هذا القرار للانضمام إلى (تجميد الإنتاج). »

وانهارت أسعار النفط لتهبط إلى 27 دولارا للبرميل في وقت سابق من هذا العام مقارنة مع 115 دولارا في منتصف 2014 لكنها تعافت بعد ذلك إلى نحو 50 دولارا للبرميل.

وقال الفالح « تتحسن السوق ونلحظ أن الأسعار تعكس ذلك (التحسن).. سيساعد قرار منسق وملائم وجماعي بشأن الإنتاج على إحداث التوازن وخفض المخزونات في الوقت الأنسب. »

كلمات دلالية