انتشر نبأ « شاؤول انهار عند مشاهدة جنازة والده » في النار كالهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية حتى الإسرائيلية منها، كون القضية تهم بالدرجة الأولى المجتمع الفلسطيني وخاصة أهالي الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات عدة.
وعلى الرغم من أن النبأ مصدره غير معلوم ولم يكن بشكل رسمي إلا أنه قد يُشكل حالة ضاغطة لعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة ضد حكومة بنيامين نتنياهو وقد يُحرك عجلة المفاوضات بين المقاومة والاحتلال.
وكانت وكالة « صفا » قد نقلت عن مصدر خاص بها، أن أرون شاؤول انهار عند مشاهدته جنازة والده« الذي توفي قبل أيام بشكل مفاجئ، ما يعطي إشارة على أن أرون شاؤول حيٌ يرزق.
محللان أكدا أنه لا يمكن الاعتماد على المصادر غير الرسمي في مثل هذه الملفات الحساسة والشائكة إلا أنها تعتبر وسيلة ضاغطة على حكومة وجيش الاحتلال من حيث ضرب مصداقيتهم لدى الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
المحلل أبو شنب: لا يمكن الاعتماد على التسريبات طالما لم تصدر من مصدر رسمي
المحلل السياسي حمزة أبو شنب أكد، أن ملف الجندي الإسرائيلي أرون شاؤول الأسير لدى كتائب القسام شائك وغير واضح المعالم ولا يمكن الاعتماد على الرواية الإسرائيلية أو التسريبات الفلسطينية طالما لم تُصدر بشكل رسمي من الجهة الأسرة.
وقال أبو شنب في تصريح خاص لـ »فلسطين اليوم« : التسريبات سواء الفلسطينية أو الإسرائيلية تبقى معطيات أو مؤشرات ودلائل ليست رسمية، والملف فيه الكثير من الأسرار والمفاجآت بخلاف ملف غلعاد شاليط ».
وأضاف: التسريبات تأتي في إطار المفاوضات عبر الإعلام وقد يكون لحرق المعلومات فائدة كبيرة من خلال تشكيل حالة ضاغطة من أهالي الأسرى الإسرائيليين للضغط على حكومتهم بهدف التسريع بإجراء صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية على غرار صفقة شاليط.
محلل: الحديث عن صفقة مبكر والمقاومة ليست في عجلة من أمرها
وأشار المحلل السياسي، أن التسريبات التي تُصدرها المقاومة تعتمد عليها عائلات الأسرى الإسرائيليين بشكل كبير وهذا ظاهراً في أحاديثهم للإعلام الإسرائيلي وما تصريح والدة شاؤول ببعيد عندما قالت: أقول وبكل ثقة إن ابني حي، استنادًا لما قالته حماس لي، أو بحسب التقارير التي سلموني إياها« .
ويرى أبو شنب، أن الوقت مبكراً للحديث عن صفقة تبادل بشكل حقيقي بين المقاومة والاحتلال لأسباب متعددة »أولها أن حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو ووزير حربه أفغدور ليبرمان ليست في عجلة من أمرهما لعقد صفقة تبادل« ، وثانيها أن المخابرات الإسرائيلية تعمل ليل نهار لجمع المعلومات الأمنية لتحديد مقدار الخسائر التي قد تترتب على عقد صفقة التبادل، إضافة إلى عدم وجود حراك ضاغط »إسرائيلياً« على حكومة نتنياهو ».
ولفت إلى أن المقاومة الفلسطينية أيضاً ليست في عجلة من أمرها وهي تتبع سياسة تنقيط المعلومات بهدف استمرار تحرك الملف للضغط على حكومة الاحتلال.
خبير عسكري: التسريبات رغم عدم صدورها رسمياً إلا أنها تضرب مصداقية جهاز الاستخبارات الإسرائيلي
من جهته أكد الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، ان هذه التسريبات لها تداعيات سلبية كبيرة على مصداقية جهاز الاستخبارات والحكومة الإسرائيلية التي تتمسك بموقفها بأن شاؤول قتل في الحرب وليس حياً وهي تحاول أن تقنع عائلة شاؤول بأنه قتل.
وقال الخبير الشرقاوي في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم »: هذه التسريبات من شأنها أن تُعلي ثمن شاؤول أرون في أي مفاوضات بين المقاومة والاحتلال إضافة إلى انها ستدفع الإسرائيليين بشكل (متعجل) لتحريك وإنهاء الملف.
وأضاف: إن موت والد شاؤول لها تداعيات كبيرة مستقبلاً على بنيامين نتنياهو ووزير حربه، الإسرائيليون سيُحملون قادة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن وفاة والد شاؤول الذي مات بشكل مفاجئ.
وأشار إلى أن تسريبات كهذه تنعكس بالسلب على الجبهة الداخلية الإسرائيلية وتدفعهم لعدم الأخذ برواية جيش الاحتلال التي يُصيبها الضباب.
أبو عبيدة: قضية جنود العدو حساسة ومعقدة وتحظى باهتمام قادة القسام
من جهته أكد الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام « أبو عبيدة » في تصريحات إعلامية، بأن قضية جنود العدو الأسرى لدى المقاومة هي قضية حساسة ومعقدة وهي تحظى باهتمام قيادة القسام.
وقال أبو عبيدة: إنّ هذا الملف على قدر كبير من الأهمية والحساسية والتعقيد، وله استحقاقات وأثمان، وهذه القضية هي معركة مفتوحة مع العدو بمستويات مختلفة، وبالتالي فهي ليست مجالاً للتكهنات أو التداول الإعلامي غير المحسوب« .
وأضاف: هذه القضية تحظى بمتابعة قيادة القسام عن كثب، وهي تديرها بعيداً عن الأنظار بكل مسئولية واقتدار ».
وكانت كتائب القسام، أعلنت مساء 20 يوليو 2014 أسرها الجندي أرون خلال عملية شرق حي التفاح شمال شرق مدينة غزة إبان العدوان البري؛ لكن جيش الاحتلال أعلن عن مقتله.
وفي الأول من أغسطس من عام 2014، أعلن جيش الاحتلال فقد الاتصال بضابط يدعى هدار جولدن في رفح جنوب قطاع غزة، وأعلنت القسام حينها أنها فقدت الاتصال بمجموعتها المقاتلة التي أسرته.