المحافل الدولية لم تُحرك ساكناً

تقرير بأي ذنب أُسكتت السنابل و أخواتها؟

الساعة 04:58 م|03 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

صعدت سلطات الاحتلال من انتهاكاتها ضد الإعلام الفلسطيني، منذ اندلاع انتفاضة القدس، و قيّدت حرية الصحافة بالقوانين والإجراءات التعسفية، التي تفرضها، وأغلق مؤسسات إعلامية بالقوة، في محاولة منها لطمس جرائمها التي تُرتكب صباح مساء و تستهدف كل ما هو فلسطيني على الأرض.

و تمحور الاستهداف الاسرائيلي حول ملاحقات واعتداءات وقمع وتنكيل وإطلاق نار، واقتحام ومصادرة معدات وإغلاق واحتجاز واستدعاء واعتقال وتقييد حرية، طالت العديد من المؤسسات الاعلامية و الاعلاميين العاملين فيها، حيث اعتقلت قوات الاحتلال خلال انتفاضة القدس العشرات من العاملين في وسائل الاعلام الفلسطينية المختلفة، كما أغلقت نحو 4 مؤسسات صحفية في مدينة الخليل لوحدها، كان آخرها الهجوم الوحشي على إذاعة « السنابل » في بلدة دورا، و تحطيم محتوياتها و اعتقال الطاقم الاعلامي فيها.

تلك الإجراءات الاسرائيلية العنصرية تأتي ترجمة لتوجيهات وتصريحات المستوى السياسي الاسرائيلي الذي دعا صراحة إلى محاربة كافة وسائل الإعلام بذريعة التحريض.

و قد أعربت العديد من المؤسسات الاعلامية و الصحفيين عن تنديدهم بجرائم الاحتلال المتواصلة، و التي تستهدف الاعلام الفلسطيني، مؤكدين بأن الاعتداء على وسائل الاعلام يأتي ضمن سياسة التحريض الإسرائيلي المتواصل على الإعلام الذي يعمل على نقل الحقيقة، و فضح ممارسات الاحتلال و نقلها الى العالم.

و قالوا في أحاديث منفصلة لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » بأن الاحتلال يستهدف الإعلام الفلسطيني لأنه يقوم بدوره في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ويعزز صموده، في ظل الهجمة المستمرة التي تستهدف المؤسسات الإعلامية، من قبل حكومة الاحتلال، التي تضرب بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية التي كفلت حرية العمل الصحفي، والحق في التعبير عن الرأي.

من ناحيته دعا رئيس تحرير وكالة فلسطين اليوم الاخبارية، صالح المصري، المؤسسات الدولية التي تعنى بحقوق الصحفيين بضرورة التحرك للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه تجاه الصحفيين الفلسطينيين، لاسيما وأن كافة المواثيق والأعراف الدولية سمحت لهم بحرية التنقل والتغطية ونقل الاخبار بحرية دون أي ضغوط.

 و طالب المصري بالعمل على الإفراج عن الصحفيين والاعلاميين العاملين في الاذاعات دون تهمة تنسب لهم، مع ضمان حرية الرأي والتعبير المكفولة لهم وفق القوانين الدولية، مطالباً المؤسسات والهيئات والنقابات العربية، لاسيما اتحاد الاذاعات العربية واتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين ومؤسسة مراسلون بلا حدود لتقديم الدعم والمساعدة للإذاعات الفلسطينية التي تعاني جراء الحصار الإسرائيلي، والضغط على الاحتلال من أجل اعادة افتتاح المؤسسات المغلفة، و التي كان آخرها اذاعة السنابل، والافراج عن العاملين فيها.

كما طالب بضمان حرية الحركة والتنقل للعاملين في الإذاعات الفلسطينية بما يؤهلهم للقيام بواجبهم المهني والإعلامي في التغطية الصحفية وتلقي الدورات وحضور المؤتمرات الدولية .

بدوره أوضح الصحفي حسن الرجوب، من مدينة الخليل بأن ما جرى مع إذاعة السنابل يأتي بعد ساعات من إطلاق بلدية دورا حملة #أنعش_ ضميرك عبر أثيرها، والتي تستهدف إعادة بناء منزلي الأسيرين محمد ابريوش ورائد المسالمة.

و أضاف الرجوب قائلاً: « على الرغم من أنّ الاحتلال أغلق عدداً من الإذاعات في الخليل خلال أحداث »انتفاضة القدس« ، إلا أنّ ما شهدناه مع السنابل كان أشد، حيث جرى اعتقال الطاقم كاملا، في سابقة خطيرة، وهذا يبدو في إطار محاولات الرّدع للإعلام الفلسطيني ».

و قال: « إن الأوساط الأمنية الإسرائيلية تعمل على تطوير نوعية الاستهداف، بطريقة تستهدف في النهاية إجهاض التوجهات الإعلامية الوطنية، والقضاء على الطابع الوطني للإعلام الفلسطيني وبالتحديد الإذاعات، التي باتت مصدرا للمواطن المحلي لمتابعة تفاصيل الاقتحامات اليومية في مدن وقرى الضّفة الغربية وخاصّة تغطيات راديو السنابل لتطورات الحملة التي استهدفت مدينة دورا خلال مطاردة واستشهاد الشهيد محمد الفقيه وما تلاها من حملات متواصلة، وهي تبث من مدينة دورا وكانت تفتح موجات التغطية المفتوحة طيلة ساعات الليل تزامنا مع الاقتحامات والمداهمات ».

و تابع يقول: « أمام هذه الاعتداءات المتواصلة، فإنه على نقابة الصحفيين الفلسطينيين والجهات الحقوقية أن تمارس دورها الحقيقي على الأرض في فضح انتهاكات الاحتلال خاصة بعد أن انضمت النقابة مؤخرا للكثير من المحافل الصحفية الدولية ».

منسقة مركز بيرزيت لتطوير الإعلام، سامية الزبيدي بدورها قالت بأن الاحتلال الاسرائيلي دأب على تكميم أفواه الصحافيين، وقمع الاعلاميين عن التغطية الصحافية لأعماله الاجرامية، لانه يدرك أهمية الصورة والخبر الصحفي في صناعة الرأي العام العالمي تجاه هذا الصراع التاريخي.

و أشارت الى أن قوات الاحتلال حرصت منذ بدء هبة الاقصى على « اخراس » الاصوات الاعلامية بأشكال مختلفة، سواء بالتذرع بتهم التحريض، لإغلاق هذه المؤسسات أو اعتقال شخوصها، أو تحطيم معداتها، علاوة على عرقلة التغطية الاعلامية نفسها.

وأضافت: « نحن في قطاع غزة كان لنا نصيب من هذه الاجراءات خلال الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على قطاع غزة، حيث أول ما تحرص عليه آلة الاحتلال هو تعطيل الصوت والصورة الفلسطينية عن الوصول الى العالم والى الجمهور المحلي ».

و لفتت الى أن موقف المنظمات الدولية الحقوقية منها والسياسية كالعادة لا يرتقي لحجم الجرائم التي ترتكبها « اسرائيل » بحق الشعب الفلسطيني ومؤسساته، خصوصا مع انهماك هذه المؤسسات والمنظمات في مناطق مستعرة في العالم خصوصاً العربي منه، وهو ما جعل القضية الفلسطينية وتفاصيلها اقل اهمية بالنسبة لها.

و بإغلاق إذاعة السنابل في الخليل الأسبوع الماضي يرتفع عدد الإذاعات التي تم إغلاقها من قبل سلطات الاحتلال منذ انتفاضة القدس، أي ما يقارب عشر شهور ماضية إلى (4) إذاعات فلسطينية، بعد إغلاقها إذاعات في الخليل (منبر الحرية، دريم، إذاعة الخليل) ومصادرة وتدمير معظم محتوياتها، كما وجهت سلطات الاحتلال تهديدات بإغلاق وايقاف بث 5 مؤسسات أخرى (4 إذاعات « راديو ناس » التي تبث من جنين، وإذاعة (ون اف ام) التي تبث من الخليل، إذاعة الريف في دورا بالخليل، راديو الريف في الداخل المحتل، وتلفزيون وطن من الخليل، بذريعة بث عبارات تحريضية ضد جيش الاحتلال.

كما تعتقل سلطات الاحتلال في سجونها (25) صحفياً بذرائع مختلفة، بينهم سبعة أسرى قيد الاعتقال الإداري، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.

 

كلمات دلالية