خبر صحيفة خليجية: دحلان يعود لـ« فتح » في خطوة أولى.. والرئاسة خطوة ثانية

الساعة 03:05 م|02 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

قطعت التحركات واللقاءات التي تُجريها عواصم عربية، شوطاً كبيراً في إعادة تفعيل ما يسمى ملف « إعادة وحدة حركة فتح »، الذي يُركز على تحريك مياه المصالحة الراكدة بين رئيس حركة فتح محمود عباس، والقيادي الهارب المفصول من الحركة محمد دحلان.

إذ شهدت القاهرة وعمان خلال الأيام الماضية لقاءات مكثفة مع وفد خماسي من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، ضم اللواء توفيق الطيراوي، اللواء جبريل رجوب، محمد اشتيه، صخر بسيسو، عزام الأحمد؛ لبحثت كيفية إصلاح حركة فتح، واستغلال التحرك العربي الجديد لإعادة دحلان بعد خلاف كبير استمر لسنوات مع عباس.

وفي الفترة الأخيرة، ظهرت عدة مؤشرات إيجابية تنبئ بفرصة كبيرة لنجاح جهود إعادة لملمة صفوف فتح، وهو مطلب لطالما نادت به قوى إقليمية في مقدمتها مصر والأردن، لكن حدة الخلافات الداخلية جعلته مطلباً « صعب المنال ».

عودة دحلان اقتربت

أحد أعضاء الوفد الخماسي الموجود في القاهرة حالياً، كشف أن الوفد عقد أكثر من 5 لقاءات مع مسؤولين مصريين استمرت ساعات طويلة؛ لبحث كيفية إعادة « ترتيب البيت الفتحاوي » الداخلي، وإزالة أي عقبات تعترض هذا الطريق.

وأكد أن المباحثات التي تجري في القاهرة ركزت في كيفية تحريك مياه المصالحة الراكدة بين محمود عباس ومحمد دحلان منذ سنوات، وتفعيل هذا الملف بصورة جدية بناءً على مبادرة عربية واضحة، تساعد على فتح صفحة جديدة بين الرجلين.

ولم يُخف القيادي الفتحاوي الاهتمام المصري الكبير في إعادة دحلان لحركة فتح من جديد، قائلاً: « هناك جهود كبيرة تبذلها مصر منذ شهور طويلة، لتحقيق المصالحة بين عباس ودحلان، وأعتقد أن عودة دحلان للحركة من جديد مصلحة مصرية بحتة ».

وذكر أن « مصر أبلغتنا رسمياً خلال اللقاءات الماضية أن »إعادة ترتيب بيت فتح الداخلي« يكون بإزالة كل الخلافات بين أعضائها، وعودة دحلان للحركة ليمارس عمله بصورة طبيعية، دون أي تدخلات ومناكفات داخلية ».

وأضاف: « أعتقد أن جهود مصر هذه المرة ستنجح، وأتوقع أن يتم إزالة كل الخلافات بين عباس ودحلان مهما كانت حدتها، وتنازل عباس عن كل شروطه لمصالحة دحلان، وفتح صفحة جديدة بين الرجلين في غضون أسابيع قليلة فقط ».

وكشف أن الوفد الخماسي الفتحاوي سيتوجه خلال أيام إلى العاصمة الأردنية عمان، للقاء المسؤولين الأردنيين لبحث ملفي « إعادة وحدة فتح، وعودة دحلان »، مؤكداً وجود تنسيق كبير بين القاهرة وعمان في رعاية الملفين.

ورداً على سؤال « الخليج أونلاين »: هل كان الجهد العربي لإعادة دحلان على الساحة الفلسطينية، يهدف ليكون خليفة عباس القادم، قال: « عباس لا يريد الترشح لولاية رئاسية جديدة، وفي حال فكر دحلان في خوض الانتخابات الرئاسية فهو حق له ، وأعتقد أن الظروف العربية والإقليمية مهيأة لذلك ».

ولعل من أبرز المؤشرات الإيجابية التي خرجت وتؤكد قرب المصالحة بين عباس ودحلان، ما كشف عنه الثلاثاء 30/ 9، نقلاً عن مسؤول فلسطيني قال إنه تم إرسال كشف بأسماء 13 قيادياً من « التيار الإصلاحي » لدحلان، لإعادتهم لصفوف حركة فتح، وأن قوائم فتح في الانتخابات المحلية، التي قدمت للجنة الانتخابات المركزية، تمت بالتوافق ما بين تيار دحلان وتيار عباس.

وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن جهود عربية لإنجاز مصالحة فتحاوية بين دحلان وعباس، ومصالحة فلسطينية، كجزء من خطة أكبر تشمل التطبيع بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي.

وفي وقت سابق، أعرب كل من عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، عن ترحيبهما ببيان اللجنة المركزية لحركة فتح.

تخبط فتحاوي

ورغم اللقاءات التي تجري في القاهرة وعمان، وحققت تقدماً بحسب تصريحات من قيادات فتح، فإن عضو المجس الثوري لحركة فتح، بلال النتشة، لا يزال ينفي وجود أي مبادرات عربية من أجل إتمام المصالحة بين عباس ودحلان.

وقال النتشة، كل ما ينشر في هذا السياق غير صحيح، وإن الجهود العربية « الأردنية-المصرية » فقط تركز على وحدة الحركة الداخلية، دون أي تدخل بملف دحلان وإعادته للحركة مجدداً.

وأوضح أن الدول العربية تحترم القرارات الفلسطينية، ومن بينها فصل دحلان من حركة فتح، وأن كل من فصل من الحركة لن يعود لها أبداً مهما كانت الضغوط.

في حين أقر القيادي في حركة فتح والعضو في مجلسها الثوري، يحيى رباح، بالتحركات المصرية والأردنية لإعادة دحلان للحركة من جديد، وممارسة ضغوط كبيرة على عباس في هذا الملف.

وأكد رباح أن « التحركات العربية الأخيرة، وخاصة من قبل مصر والأردن، لا تزال متواصلة، ولكن موقف فتح بهذا الجانب، وخاصة في ملف دحلان، لا يزال ثابتاً ولن يتغير ».

وبخلاف تصريحات المسؤولين في فتح الموجودين في القاهرة، توقع رباح أن تفشل الجهود العربية في إعادة دحلان للحركة مجدداً، عازياً ذلك إلى أن من « فصل من الحركة لن يعود لها » أبداً، وأن عباس لن يتنازل عن شروطه للمصالحة.

وأعطى اجتماع اللجنة المركزية الأخير أملاً في قرب وضع حد للانقسامات التي تعصف بالحركة، حيث شدد في بيان عقب نهاية مداولاته، على أهمية وحدة فتح، داعياً إلى ضرورة النظر في تظلمات الأعضاء المفصولين.

وفي مايو/ أيار 2011، صدر قرار من اللجنة المركزية لحركة فتح بفصل دحلان من عضوية الحركة، وتحويله إلى النائب العام بتهمة الفساد المالي وقضايا القتل، وعلى إثر ذلك تعمق الخلاف بين دحلان وعباس، رافقته موجة من التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات بينهما، رغم سعي مصر ودول أخرى لوضع حد لهذا الخلاف.

كلمات دلالية