لقاء في السّفارة الإيرانيّة مع وفد من "حماس"

خبر إيران تصر على وجود « الزهار » ضمن وفد حماس في اللقاء القادم

الساعة 06:38 ص|02 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

لم يكن غريباً حصول ذلك اللقاء، أمس، بين الوفد الديبلوماسي الإيراني من سفارة بيروت وحركة «حماس».

جاء اللقاء بطلب إيراني، وقد حصل استكمالاً للقاء حصل، في تموز الماضي، بين القيادي «الحمساوي» موسى أبو مرزوق ومسؤول إيراني رفيع المستوى.

وعلى جاري العادة، فان كل مسؤول ايراني يزور لبنان، يطلب لقاء مسؤولي «حماس»، كما حصل لدى زيارة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، وقبله مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني حسين شيخ الإسلام.

ثمة ما يطبخ اليوم لتقريب وجهات النظر بين إيران، من جهة، وحركات «الإخوان المسلمين»، من جهة أخرى، كمقدمة للتقريب بين إيران والدول ذات الهوى «الإخواني» كتركيا وقطر وغيرهما.. بالطبع ليس الحوار مع «الإخوان» ما سيحقق هذا الهدف، بل انه سيعزز من رسم الحدود السياسية التحالفية بين طهران وأنقرة وموسكو هذه الايام، إنطلاقاً من المشهد السوري الذي يرجح الايرانيون انه مقبل على حل سياسي يراعي مصالح اللاعبين الكبار.

هذه التطورات الأخيرة شكلت الطبق الدسم للقاء بين الوفد الايراني برئاسة المستشار الأول في السفارة السيد محمد ماجدي، الذي حل ضيفا على رأس وفد إيراني، على مسؤول «حماس» في لبنان علي بركة، بحضور مسؤول العلاقات السياسية في الحركة زياد حسن.

لقاء تأخر لبعض الوقت نتيجة سفر بركة خارج الأراضي اللبنانية، ومهد له قبل أيام القائم بالأعمال الايراني السيد فضلي.

يدرك الجانبان، الإيراني و «الإخواني»، خطورة ما يحدث في المنطقة، خصوصا لناحية تهديد الوحدة الجغرافية للأوطان العربية والاسلامية، بما «يهدد الأمة» ويلائم العدو الاول لها، أي إسرائيل.

وقد انطلق الحديث مما يحدث في فلسطين، ويخشى الفلسطينيون من مخطط إسرائيلي اليوم لمحاولة تصفية القضية الأم للأمة «بالتواطؤ مع بعض الأنظمة العربية». وقد سمع مسؤولو «حماس» كلاماً ايرانيا واضحا ان دعم طهران للحركة لن يتوقف، كما لفلسطين، وان القضية الفلسطينية لا تزال القضية الأولى بالنسبة الى إيران.

والحال ان العلاقة بين طهران و «حركة الإخوان المسلمين» قد اكتسبت دفعا كبيرا من موقف إيراني أخير، اتسم بالجرأة، عبر دعم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان منذ الساعات الاولى لمحاولة الانقلاب عليه.

تنطلق طهران في دعمها لاردوغان من مسلمة لديها ان محاولة الانقلاب على الحكم التركي ليست سوى مؤامرة أميركية لزيادة الشرخ بين شعوب المنطقة في سبيل المضي في مخطط التقسيم على اسس عرقية ودينية، في حروب اهلية لا تنتهي تتغذى من مشهد الحرب الأهلية التركية التي كانت تأملها واشنطن، حسب متابعين للزيارات الإيرانية..

لذا، فإن التقارب بين المكونين الاساسيين على الضفتين الشيعية والسنية في الأمة، يعتبر هدفا حيويا اليوم بالنسبة الى إيران وتركيا، ويؤسس لتعاون مستقبلي بين الجانبين.

تحتل «حماس» موقعا هاما في السياسة الايرانية في المنطقة، لكنها ليست صلة الوصل الوحيدة بين طهران وبعض من تختلف معهم من الدول، بدليل الزيارة التي قام بها لقطر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني.

يأتي دور «حماس» مكملا لتلك الجهود، وتنتظر طهران زيارة وفد «حمساوي» كبير، حيث لا يضع المسؤولون الايرانيون «فيتو» على أي اسم فيه، خصوصا رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الذي التقاه الايرانيون مؤخرا. لكن طهران تصر على اصطحاب «حماس» للقيادي فيها محمود الزهار الذي تكن له القيادة الايرانية تقديرا كبيرا، وهو ما يؤخر الزيارة التي لن تتم قبل فتح معبر رفح، كما تقول مصادر الحركة.

ثمة عمل جدي للتقارب أكثر بين «حماس» وطهران، وهناك زيارات بعيدة عن الأضواء، لكن دون عودة العلاقات الى سابق عهدها، صعوبات تتغذى من الأزمات المذهبية العميقة في المنطقة.

كلمات دلالية