مع انطلاق العام الدراسي الجديد

تقرير الدروس الخصوصية في غزة.. برستيج اجتماعي وثقافي

الساعة 06:31 م|28 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، يتهافت الآباء والأمهات إلى تسجيل أبنائهم وبناتهم في المؤسسات التعليمية الخاصة بـ« الدروس الخصوصية »، ليزيحوا عن كاهلهم عناء وجهد تدريسهم، بعضهم يعزي السبب لصعوبة التعلم لدى أبنائهم، والبعض الأخر يشير بأصابع الاتهام إلى المعلم .

وأصبحت الدروس الخصوصية والتي انتشرت في الآونة الأخيرة جزء لا يتجزأ لدى معظم الطلبة، لكي يجتازوا الفصل الدراسي بنجاح، خاصة طلاب المرحلة الثانوية العامة ، والذين يعدون العدة لمواجهة التحدي الأكبر، لأن الثانوية العامة  تشكل مصدر قلق، ونقطة تحول فيصلية في حياتهم.

الطالب « علاء ماضي » في المرحلة الثانوية، لجأ للدروس الخصوصية منذ بداية الإجازة الصيفية، ليتقوى في مادة اللغة الإنجليزية والرياضيات، مشيراً إلى أنه امتلك معلومات كثيرة قبل بداية العام الدراسي .

ويضيف علاء: « سجلت في المؤسسة لأنني أعلم جيداً أن المدرسة لن تعطيني حقي بالكامل في التعليم في جميع المواد، فبالكاد يستطيع أن يشرح الأستاذ الدرس بشكل مفصل، كما أن الدروس الخصوصية تحفزني للمذاكرة وتساعدني في مهامي وواجباتي. »

وقالت الطالبة إسراء فياض في الفرع العلمي: « سمح لي والدي بأخذ الدروس الخصوصية، لشعوره بالقلق والخوف في هذه المرحلة لأنها مهمة جداً وتختلف عن المراحل الأخرى، مضيفة أن ثقل العبء الدراسي في المادة الواحدة يدفع المعلم إلى الإسراع في الشرح مما يؤدي إلى شعور الطلاب بعدم الفهم .

وتابعت أن والدها وعدها بإكمال تعليمها في الخارج مع أخيها، والذي سبقها قبل عامين في إحدى الجامعات المصرية » .

أما والد الطالب « عدنان البيوك »، قال أن مستوى ابنه التعليمي متوسط ولا يجد وقتاً لمتابعة أبنائه يومياً، لذلك لجأت إلى إرسال أبنائي إلى المعلم الخصوصي.

وبين أنه وبعد تلقي أحد أبنائه دروس التقوية، قد ارتفع معدله التراكمي بشكل ملحوظ، ما يجعلني مستمراً في إرساله في بداية كل عام إلى مؤسسة تعليمية أو مدرس خاص .

وللحديث في هذا الجانب، أوضح المختص في شؤون التعليم محمد الحطاب، لـ« وكالة فلسطين اليوم »: أن الدروس  الخصوصية أصبحت جزء من الثقافة العامة، ولا مفر منها للطلبة، خاصة طلاب التوجيهي، بالإضافة إلى أنها تحوز على اهتمام الأهالي بشكل كبير .

 ويرى الحطاب، أن الدروس الخصوصية أصبحت من الضروريات ونوع من البرستيج الاجتماعي، كما أنها دخلت في الاعتبارات الاجتماعية والثقافية .

وأكد الحطاب، أن المنهج الجديد يحتاج لمهارات تعليمية عالية لدى المعلمين، مؤكداً في الوقت ذاته إلى وجود ضعف في أداء بعض المعلمين وعدم كفاءتهم، فيضطر الأهل لإرسال أبناءهم إلى المؤسسات والمراكز التعليمية، كما أن تكدس الطلاب في الصفوف أثر على مستوى التحصيل العلمي لديهم .

وأضاف أن الوزارة قد طرحت في وقت سابق تخصيص وقت بعد الدوام في مدارسها لدروس التقوية، إلا أنها نجحت ولكن بنسبة غير متوقعة كما في الحسبان .

وحول الحلول والبدائل، والتي يمكنها أن تحد من ظاهرة الدروس الخصوصية، أوضح الحطاب لـ« وكالة فلسطين اليوم » أن ما تقوم به بعض الإذاعات المحلية وعبر الفيسبوك قد لاقت استحساناً كبيراً من قبل الطلبة والأهالي خاصة فئة الفقراء والبسطاء والذين لا تسعفهم ظروفهم لإرسال أبنائهم للمؤسسات التعليمية.

وتحرص وزارة التربية والتعليم على التصدي لظاهرة الدروس الخصوصية، وإيجاد بدائل مناسبة بتوفير تعليم إضافي في الفترة المسائية داخل المؤسسات التعليمية من خلال مجموعة من المعلمين المتميزين في المواد الدراسية المختلفة.

كلمات دلالية