تحذيرات من التعاطي مع صفحاتهم

خبر « المنسق » على طريق أفيحاي.. دس السم في العسل

الساعة 08:31 ص|18 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

مع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني وخاصة الفيسبوك، حرص الناطقون باسم الاحتلال على إنشاء صفحات خاصة بهم ونشر دعايتهم السوداء للمجتمع في محاولة لتغذية الخلافات الفلسطينية الفلسطينية، وتحسين صورة المجتمع الإسرائيلي من جهة أخرى بعد الجرائم الكبيرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة.

ولوحظ إقبال الكثير من الفلسطينيين على متابعة هذه الصفحات من قبل صحفيين وسياسيين ومثقفين ومواطنين عاديين ، والرد على منشوراتهم بسخرية وكشف أكاذيبهم.

وزاد استخدام الناطقون « الإسرائيليون » لهذه الصفحات خلال الحروب على قطاع غزة، لتبرير قتل الأبرياء الفلسطينيين بالصواريخ الفتاكة، وتحولت الصفحات إلى حرب جديدة بين أصحاب الصفحات والمتابعين وخاصة على صفحة المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية أفيحاي أدرعي، ومن بعده « المنسق » يوآف موردخاي.

مختصون في الشأن « الإسرائيلي »، وصحافيون أجمعوا على ضرورة مقاطعة المواطن الفلسطيني والعربي على متابعة مثل هذه الصفحات، لأن الهدف منها هو الدعاية « الإسرائيلية » وتحسين صورة « إسرائيل »، ويستخدمون أساليب قد يصدقها أصحاب النفوس الضعيفة ومن لا يعرفون حقيقة إسرائيل وجرائمها من الخارج، كمن يدس السم في العسل.

في المقابل، رأى المختصون والصحافيون أن متابعتهم لهذه الصفحات نابع من طبيعة عملهم وليس اعجاباً بالشخصيات أمثال أفحاي أدرعي، ويوآف مردخاي. ولنقد ومعالجة ما ينشروه على صفحاتهم.

المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، قال:« أنه من الطبيعي لأي صحفي أو سياسي أو مثقف متابعة هذه الصفحات للوقوف على كل تصريحات الاحتلال ودعايتهم، ولكن المهم هو أن لا يكون الصحفي ناقلاً للقارئ ما هو موجود دون نقد.

أما الصحفي سلامة معروف مدير المكتب الاعلامي الحكومي في غزة، أوضح، أنه بدأ الاهتمام بمتابعة هذه الصفحات مع الحروب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة، وأثبتت التجربة أن أغلب المتابعين هم من فلسطين وبشكل خاص من قطاع غزة.

وأوضح، أن الصحفي بحكم مهنته يتابع وهذا ما يشفع له،  إلا أن المواطن العادي يجب ان يراجع مسألة التعاطي مع هذه الصفحات والتفاعل معها، حتى ولو كان يرد ويهاجم ما ينشر عليها لأنه يساعد دون أن يدري في الترويج لما تم نشره.

وأشار، إلى أن متابعة هذه الصفحات عليها الكثير من المآخذ والأبعاد الوطنية والأمنية والتأثر بما يروج عليها ، وهناك خشية من تأثر المتابعين بالدعاية الإسرائيلية. اما الصحفيون فإن دوافع المهنة ومتابعتهم للمستجدات هي ما تدفعهم لمتابعة هذه الصفحات.

الصحفي أحمد سعيد، أوضح أن الهدف من هذه الصفحات هو تحسين صورة الاسرائيلي ، معرباً عن أسفه لتفاعل الفلسطينيين مع هذه الصفحات، خاصة وأن هناك الكثير من الذين يتأثرون بما يتم نشره خاصة من غير الفلسطينيين، لأن الفلسطيني يعرف مدى اجرام الاحتلال ولن تنطلي عليه الخدع والأكاذيب.

ورأى أن مقاطعة هذه الصفحات أفضل حتى لا يساهم المواطن بالمساعدة في ترويج الدعاية بطريقة غير مباشرة.

الصحفي محمد النجار، قال: » أنه يتابع هذه الصفحات بحكم عمله للوقوف على آخر الأخبار والتصريحات « الإسرائيلية » المتعلقة بأي حدث معين بالشأن الفلسطيني.

أمام الصحفي فارس يوسف، فرأى أن متابعة صفحات الناطقين باسم الاحتلال من قبل الصحافيين أمر جيد وهو يقع في صلب العمل الصحافي، مستدركاً أن المشكلة هي في النقل غير الواعي عن هذه الصفحات في وسائل الاعلام الفلسطينية. موضحاً أن هناك جانب من المسؤولية الوطنية تجاه ما يمكن نقله والتعاطي معه من صفحات الإعلام « الإسرائيلي »، لأن الإعلام الإسرائيلي والصفحات هي موجهة أولاً عن أخيراً وتتحكم به المؤسسة الأمنية « الإسرائيلية » وتستغله تلك المؤسسة في توتير الشارع وقياس مزاجه تجاه القضايا المختلفة لذا لابد من حضور الوعي والمسؤولية في النقل.

وحث المواطن العادي بأن لا يتعاطى مع الاعلام « الاسرائيلي » لأنه إعلام معادي ويقوم بدور سياسي وحربي تجاه الفلسطينيين.

في ذات السياق، رأى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطالله، أن ارتفاع نسبة متابعة صفحات المتحدثين الاسرائيليين من قبل الصحفيين سببه طبيعة العمل الصحفي وهي نقل الاخبار وليس الإعجاب بهؤلاء المتحدثين.

وأوضح، أن هؤلاء المتحدثين هم أعداء ولا يغير ما ينشروه من موقف الفلسطيني في التحرر من الاحتلال.

خلاصة الأمر أن متابعة المواطنين العاديين لصفحات المتحدثين « الإسرائيليين » يحمل الكثير من المخاطر الأمنية عليهم، الأمر الذي يستدعي منهم أن يعيدوا النظر في متابعتهم والكف عن إعادة ما ينشره أي مسؤول « إسرائيلي » على صفحته.

كلمات دلالية