امتازت حفلات تخرج الطلبة الجامعيين في قطاع غزة هذا العام بطابع خاص، حيث سادت أجواء المزاح والمرح والنهفات المشتركة بين الطلبة وأصدقائهم من خلال رفع يافطات تحمل معاني متعددة، فكلٌ عبر عن فرحته بالطريقة التي يراها مناسبة.
ومن المضحك أن شاباً سَلَم صديقه الخريج الذي يرتدي « روب التخرج » ويضع الطاقية على رأسه، يافطة، وبعد أن رفعها وتصور معها علم أن المكتوب فيها (ضايل العروسة والمهر والشقة والله يستر).
وأخر رفع يافطة مع ابن اخته الخريج قائلاً فيها: (أستاذ أيمن خدها من خالك أبو ربيع بلها واشرب ميتها، غزة زي الجنة فش فيها شغل)، فيما رفعت طالبة أخرى يافطة مكتوب عليها (#عروسة_خريجة) أما خريجة أخرى فرفعت (أنا دكتورة بنت دكتور).
وقد انتشرت بين الطالبات الخريجات يافطة كـ« النار في الهشيم » كتب عليها (أمل -أو أي اسم أخر- أحلى خريجة) وأخرى كتب عليها (ماما خريجة).
وقد نظمت الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية حفلات تخرج لآلاف الطلبة الخريجين، الأمر الذي زاد من أعداد العاطلين عن العمل في الأراضي الفلسطينية وذلك يعود لعدم دراسة وتفهم إدارة الجامعات لاحتياجات سوق العمل ومتطلباته في ظل الحصار والانقسام.
خبير نفسي: اليافطات تحمل رسائل متعددة للجهات الرسمية وتعبر عن حالة اليأس والإحباط
الخبير النفسي مدير التدريب والتعليم في برنامج غزة للصحة النفسية سابقاً الدكتور سمير زقوت أكد أن ما رفعه الطلبة من يافطات خلال حفل التخرج يحمل رسائل متعددة إلى الشعب الفلسطيني والأمة العربية بأن يبحثوا جميعاً عن أفكار وحلول إبداعية لإنقاذ الطلبة من المجهول القادم.
وقال الخبير زقوت: « قطاع غزة منطقة صغيرة مغلقة ومنذ الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني لا يوجد وظائف أو عمل لعشرات الآلاف من خريجي الجامعات والعمال الفلسطينيين ».
وأوضح الخبير زقوت في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم الإخبارية » أن ما رفعه الطلبة من شعارات يدلل على حالة اليأس والإحباط والشعور بالكأبة النفسية التي يعيشونها من هذا الواقع المؤلم حيث أنهم سينضمون إلى طابور العاطلين عن العمل.
وأضاف: « رسالة الطلبة من اليافطات إلى جميع المسؤولين في فلسطين بالعمل السريع لمراجعة متطلبات سوق العمل الفلسطيني ومراجعة برامج الجامعات وتعزيز البرامج التقنية والصناعية في الجامعات، لا نريد للجامعات أن تكرر نفسها كل عام ».
وأشار إلى أن الشركات الغربية التقنية أو الصناعية وخاصة في ألمانيا كلها شركات أنتجها طلبة خريجون من الجامعات لذلك علينا أن ندرس سوق العمل بدقة وبشكل موسع مع كافة المؤسسات الحكومية.
ولفت إلى أن أعداد الخريجين يزداد وهذا يزيد من أعداد العاطلين عن العمل، محذراً « العاطلين عن العمل برميل بارود في المجتمع الفلسطيني فهم يعانون أوضاع نفسية واجتماعية قاسية قد ينتج عنها أشياء لم نتوقعها إن استمر هذا الواقع المؤلم ».