بالـــعربــي..

محدث بالفيديو والصور « اسرائيل » ستخترق الفلسطينيين عبر « السوشيال ميديا »

الساعة 06:10 م|11 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

يحاول الاحتلال الاسرائيلي أن يجعل من مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للحصول على المعلومات، و ترويج روايته الكاذبة من خلال تشكيل وحدة للتواصل مع المجتمع الفلسطيني، و مد جسور الانفتاح عليه، و تجاوز الكثير من العقبات التي تواجهه من خلال الشبكة العنكبوتية، و لا سيما و أن هذه المواقع اثبتت نجاحها في كثير من المجالات، حيث أصبح الشباب هم المحرك الرئيسي لها.

و في محاولة منه للتأثير على الفلسطينيين واختراق الرأي العام في الضفة الغربية وقطاع غزة، أنشأ جيش الاحتلال هذه الوحدة التابعة لقسم « الإعلام الجديد » (نيو ميديا) في الجيش، و التي تعمل على كتابة ونشر مضامين باللغة العربية تستهدف الفلسطينيين، دون اللجوء للقنوات الرسمية مثل الارتباط المدني والعسكري أو السلطة الفلسطينية ومؤسساتها.

ونقل المراسل العسكري في موقع 'واللا'، أمير بوحبوط، عن منسق أعمال جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الجنرال يوآف مردخاي، قوله إن هذه الوحدة ستضم خبراء في الإعلام المكتوب والمرئي وخبراء في شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد.

وستعمل الوحدة على بث الدعاية الإسرائيلية باللغة العربية عن طريق فيديوهات وأفلام وثائقية قصيرة ورسائل نصية ومنشورات وصور.

و رأى مراقبون بأن هذه الوحدة ستتضمن ضباطاً من خبراء علم النفس في جيش الاحتلال، لكي تصطاد فرائسها من الشباب الفلسطيني، و ذلك من خلال التعرف على احواله من خلال ما يكتبه، و اختراق المجتمع الفلسطيني و اسقاطه في ظل عجز اجهزته عن ايجاد عناصر استخباراتية بين الفلسطينيين على أرض الواقع.

الخبير الاستراتيجي، اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي قال بأن « اسرائيل » تعمل و بكل الوسائل على تحطيم معنويات الشعب الفلسطيني، و قيمه في ظل الوضع اللامجتمعي الذي يعيشه، و حالة الفراغ التي تسيطر عليه، مشيراً الى أن الاحتلال يستغل هذا الوضع المأساوي الذي نعيشه من أجل اختراق المجتمع، و لا سيما جيل الشباب لاسقاطهم للعمل لصالحه.

و حذر الشرقاوي في حديث لــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » من أن تغييب المجتمع الفلسطيني من قبل قيادته سيجعل من مهمة الاحتلال هذه مهمة سهلة، و سينجح في مخططه، مضيفاً بأنه على القيادة الفلسطينية بأن تسلك سلوكاً وطنياً، من أجل تدارك حجم المخطط الاسرائيلي، و إلا فعليها أن تنعى نفسها لانها ستفقدالثقة الشعبية بها.

و أكد بأنه على الشباب أن يأخذ زمام المبادرة، و أن يؤطر نفسه و يكون في الطليعة، و أن يبدأ طوره من الجامعات لكي يتصدى لهذه السياسة الاسرائيلية التي تحاول النيل من تماسك مجتمعه و تحطيمه من خلال عدة قنوات منها « التنسيق الأمني »، و « السوشيال ميديا »، و غيرها من الوسائل الأخرى.

بدوره قلل المحلل السياسي، أكرم عطا الله من أهمية هذه الوحدة التي يسعى الاحتلال لتشكيلها، مؤكداً أن الاعلان عن هذه الوحدة أمر مثير للاستغراب، لان هذا الاسلوب ليس جديداً على الاحتلال، و أن الشعب الفلسطيني يعلم جيداً بأن المشكلة تكمن في الاحتلال و ليست في خطابه، مشيراً الى أن المواطن الفلسطيني و خصوصاً جيل الشباب يعي مخططات الاحتلال جيداً و لا يقبل أن يعيش تحت سيطرته.

و أضاف في حديث لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » بأن « اسرائيل » تعتقد بأن الانتفاضة و النضال الفلسطيني سببه المواطن الفلسطيني، و لذلك تحاول التواصل مع المجتمع مباشرة من أجل الترويج لروايتها الكاذبة، لافتاً الى المواطن الفلسطيني قد يسمع روايات العالم كله، لكن هناك قرار فلسطيني متعلق بتكذيب الرواية الاسرائيلية و فضحها.

و حول ما اذا كانت هذه الخطوة مقدمة لفك الارتباط مع الفلسطينيين، و التي أعلن جيش الاحتلال من خلالها عن اصدار نحو 8000 تصريح للعمال الفلسطينيين دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية، استبعد عطا الله أن تكون هذه الخطوة لها علاقة بتجاوز السلطة بقدر ما هي محاولة منه لتصدير روايته لاقناع المواطن الفلسطيني، مؤكداً بأن هذا المشروع فاشل من أوله و لن يجدي لـــ « اسرائيل » نفعاً.

و لفت الى أنه على الاعلام الفلسطيني ان يكون أكثر مصداقية في نقل المعلومات تجاه شعبه، محذراً من خطورة اخفاء المعلومات و أن تصبح « اسرائيل » مصدراً لها، داعياً لتوظيف الاعلام الفلسطيني من أجل تقديم المعلومة الصحيحة لشعبنا.

 

كلمات دلالية