خبر بين رعاية السفارديم ونار الاشكناز -هآرتس

الساعة 10:52 ص|11 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

بقلم: سلمان مصالحة

(المضمون: الاشكناز يمثلون النار والسفارديم يمثلون الماء. وهما لن يلتقيا أبداً - المصدر).

فتاة تنتمي الى التيار الديني القومي، اسم عائلتها برزيلاي. اثناء خدمتها الوطنية كانت مرشدة رحلات. في رحلة لمدرسة بنات غيئولا في القدس، سألنها الطالبات اذا كان « برزيلاي » هو عبرنة لـ « آيزنبرغ ». لماذا آيزنبرغ؟ سألت، يمكن أنني سفاردية؟ لا يعقل، قالت لها احدى البنات، هل أنت طبيعية، سفاردية، لا. أمي تقول إن من تتزوج من سفاردي فهي ليست عقلانية.

 

أصداء لهذا الموقف السائد يتم سماعها ايضا في الوسط الذي يهتم بتعريف الاشكنازيين على السفارديم من اجل الزواج. تقول فتاة: « لقد سمعت مؤخرا عن عدة حالات للزواج المختلط، اشكنازي مع سفاردية وبالعكس... في نقاش مع صديقاتي تحدثنا عن ذلك وقلنا... عندما يتوزج اشكنازي سفاردية أو العكس فانه يوجد هنا فشل يتم اخفاءه. وهذا لا يعني أنني اؤيد هذا القول، لكن هذا هو الرأي السائد. هل تؤيدون وساطة الاشكناز والسفارديم من اجل الزواج أم لا تؤيدون؟ لا أتحدث عن سفاردية مطلقة تتبنى العقلية السفاردية الواضحة، بل أتحدث عن فتيات سفارديات يصبحن اشكنازيات ويحببن العقلية الاشكنازية ويظهرن مثل الاشكنازيات » (من « داخل الغرف »).

 

في اللقاء بين « العقلية السفاردية الواضحة » – بكلمات اخرى: بين الثقافة العرقية الاخرى، لنسميها العربية – وبين « العقلية الاشكنازية الواضحة » – لنسميها الغربية، يحدث احتكاك ثقافي، حيث من الصعب جسر الهوة. العداء الذي يغلي في الاعماق يبحث عن مخرج من اجل الاندفاع. وحين يحدث الشرخ من خلال قول أو سلوك فانه يطفو على السطح.

 

أشعر بسعادة كبيرة من النقاش المنفعل بين الاشكناز والسفارديم. وكمن يشاهد من الجانب الجاليتين الوهميتين، أنا أنظر الى الضربات اللفظية المتبادلة. هناك شيء يرضي النفس عند رؤية المحبة المتبادلة التي تُصب تحت كل تغريدة جديدة.

 

في الشرخ الثقافي الاشكنازي – السفاردي لا يوجد جديد. ما ظهر في الاونة الاخيرة على السطح يوجد عميقا في النفوس منذ الازمان الغابرة.

 

وعن الفرق بين الاشكناز والسفارديم، تحدث أحد رجال الدين الكبار من اصل سفاردي في القرن الثامن عشر. وكما قال مران هحيدا، فان الاشكناز يتشددون في الاحكام لأنهم يعكسون البطولة. والسفارديم يخففون ذلك لأنهم يعكسون الرعاية والرحمة.

 

الرعاية السفاردية مثل المياه التي تتسلل الى الاعماق في الوقت الذي تعتبر فيه البطولة الاشكنازية مثل النار التي تلتهم وتعلو. وقد قال عوفاديا يوسف في أحد دروسه: « الاشكناز مدروعة دشمالا » – أي، الاشكناز هم ذراع اليسار.

 

هذا ما يحدث تحت الارض. عندما يحتج أحد ما على هذا التقسيم بين « الرعاية » السفاردية وبين « النار » الاشكنازية ويتوجه للحصول على تفسير، يجيبه الحاخام بهذا الشكل: « أنت تتحدث عن المزايا الخارجية وأما حيدا فيتحدث عن المزايا الداخلية. لن أطيل كي لا أضر بأحد. ولكن في العداء مع السفارديم، صحيح أنه يصرخ. ولكن بعد ذلك يقوم بعمل مصالحة. ولدى الاشكناز هو يحارب بلباقة، لكن العداء قد يستمر فترة طويلة، وقد يأتي الانتقام باردا » (انظروا « يهدوت نت »).

 

إذا، لا يوجد أي تواصل بين مبدأ النار ومبدأ الماء. إنهما متناقضان. وها هي نظرية الانقسام العرقي الثقافي على قدم واحدة.

كلمات دلالية