خبر الولايات المتحدة: اختبار القيادة اليهودية... اسرائيل اليوم

الساعة 10:16 ص|08 أغسطس 2016

بقلم

(المضمون: اعضاء بارزون في القيادة اليهودية في الولايات المتحدة اصبحوا مشاركين في حملة كلينتون الانتخابية، الامر الذي سيضر بالتأثير اليهودي السياسي في المستقبل - المصدر).

أوجدت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة أجواء غير مسبوقة من الفوضى السياسية. المرشحان غير محبوبين من قبل الناخبين وكثير من المواطنين أعلنوا أنهم لا يريدون التصويت. يهود الولايات المتحدة يوجدون في دوامة. والكثير من قادتهم لم يسمعوا صوتهم عندما أساء اوباما لاسرائيل، لكن يبدو أنهم لا يضبطون أنفسهم في كل ما يتعلق بالهجوم على المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

« الايباك » هي التي مهدت الطريق عندما تحدثت عن عدم الحزبية كهدف بدل أن يكون وسيلة للدعاية من اجل اسرائيل. وهذا الامر تأكد حينما امتنعت عن التمييز بين اعضاء الكونغرس الذين أيدوا الاتفاق النووي مع ايران وبين من عارضوه. وبهذا تحولت الى نمر من ورق. ومثل اغلبية اليهود، الجزء الاكبر من مؤيدي ايباك هم ديمقراطيون ويؤيدون الحزب، الذي في صفوفه عنصر ضد اسرائيل آخذ في الازدياد. وبدلا من تشجيع الاعضاء للتظاهر ضد جهود ابعاد الحزب عن اسرائيل في ذروة الجدل حول الموضوع الايراني، فان مدير عام ايباك، هفارد كور، قال إن المنظمة واوباما يتقاطعان في الاهداف وأن هناك « فوارق استراتيجية ». وبهذا أكد على نكران الواقع السياسي المسيطر لدى معظم الاعضاء. وايضا طلبت ايباك كبح « الاعلان الجمهوري » الذي أيد اسرائيل بقوة، وهذا للتأكيد على الفوارق بين الاحزاب بخصوص اسرائيل والكشف عن خدعة اللاحزبية.

الامر الذي عمل على تأجيج الوضع هو أن اعضاء بارزين في قيادة يهود امريكا، اصبحوا يتدخلون بشكل رسمي في الحملة الانتخابية لكلينتون. هذا قد يضر بالتأثير السياسي اليهودي في المستقبل، حيث سيشعر الديمقراطيون أن التأييد اليهودي مضمون وسيتجاهلون مخاوفهم فيما يتعلق باسرائيل. ايضا اذا تم انتخاب كلينتون فسيكون لها جمهور ناخبين معارض لاسرائيل، ونائب رئيس يحظى بتأييد الـ « جي ستريت ».

من ناحية اخرى ما زال الكثيرون غير واثقين من موقف ترامب من اسرائيل. وهناك من يعتبرونه صداميا وفظا وغير مناسب لمنصب الرئيس. لكن الاتهام بأنه لاسامي هو فضيحة. صحيح أن اوباما كان يجب عليه التنديد بديفيد ديوك وخط كلوكاس كلان. ولكن هل اتهمت منظمات يهودية من التيار المركزي اوباما باللاسامية لأنه استمع الى خطابات الراهب غرايما ريت على مدى عقدين. هل استنكروا تبادل القبلات بين هيلاري كلينتون وسهى عرفات بعد أن قيل لها إن الاسرائيليين يسممون الآبار أو الرد المؤدب حول سيطرة ماكس بلومنتال؟.

التدخل اللامسؤول وصل من جونثان غرينبلت، مدير عام إي.دي.ال، والذي حسب رأيي لا يفهم أنه لم يعد يعمل في خدمة اوباما. تلميحه بأن ترامب استخدم صور لاسامية حينما استخدم النجمة التي تشبه نجمة داود في الهجمة السياسية، هو شيء لا يستحق الحديث عنه. اقوال غرينبلت حول المؤتمر الجمهوري، الذي صدر عنه اعلان غير مسبوق في صالح اسرائيل، هي فضيحة بشكل أكبر. للأسف أن غرينبلت استنكر الحزب لأنه لا يؤيد حل الدولتين ولا يوجد لـ إي.دي.ال أي تفويض لاستنكار حزب مؤيد لاسرائيل، وعلى المؤيدين التظاهر ضد هذا السلوك.

جهات مثل الايباك يجب أن تبدأ بالشرح لاعضائها الديمقراطيين بأن الحزب الديمقراطي أمام حملة مصممة من قبل جهات داخلية معادية لاسرائيل. يجب تشجيعهم على الاحتجاج. واذا لم ينجح الامر فيجب القيام بالخيارات الصحيحة.

القادة اليهود المسؤولين يجب عليهم التوحد ويصيغوا استراتيجية تضمن أن الجالية اليهودية تبقى محايدة في كل المواضيع التي لا تتعلق باسرائيل. على ايباك والجهات اليهودية الاخرى الاعلان بأنها ستميز بين الاصدقاء الحقيقيين وبين اولئك الذين لا يقفون الى جانب اسرائيل عند الحاجة. القادة اليهود يوجدون الآن على شفا الهاوية. واذا فشلوا الآن فان هذا سيكون انعطافة حيوية في تراجع التأثير اليهودي في الولايات المتحدة.

كلمات دلالية