بالصور مواطن غزي لم يجد سوى البحر ليسكنه بعد طرده من شقة بالإيجار

فلسطين اليوم

لم يجد المواطن محمود علام البالغ من العمر 42 عاماً، أمامه سوى شاطئ بحر خانيونس جنوب قطاع غزة؛ ليصبح له ولأطفاله الـ5 مأوى ومسكناً لهم بعدما تم طرده من الشقة التي كان يسكن فيها لكثرة الديون المستحقة عليها.

"المواطن علام" الذي افترش شاطئ البحر والتحف السماء، يعمل "سائق أجرة" يحصل على ثلث المبلغ الذي يجنيه خلال يومٍ كامل من عمله فلا يستطيع أن يُطعم أطفاله الصغار وأن يستأجر شقة أو يشتري الملابس وعفش البيت في نفس الوقت.

تنقل علام منذ 11 عاماً بين 8 شقق سكنية كان يُطرد من بعضها لعدم تمكنه من سداد المستحقات عليها، ويمتنع من السكن في البعض الأخر لأنها لا تصلح لسكن الحيوانات خاصة في فصل الشتاء أو فصل الصيف.

 قصة المواطن علام مشاكل أسرية لضيق البيت العائلي

بدأت قصة المواطن علام كما يرويها لمراسل "فلسطين اليوم"، في منزل العائلة الذي تبلغ مساحته نحو 80 متراً فقط يحتوى على غرفتين وحمام ومطبخ يسكن بداخله (والدته مع أخته، وأخاه متزوج يسكن على سطح المنزل المتهالك)، اشتد الخلاف الأُسري، كما كل أسرة تعاني من ضيق في المأوى.

وبعدما اشتد الخلاف قرر علام مغادرة منزل العائلة الذي لا يتسع سوى لشخصين فقط، وقبل أن يغادر قالت له والدته: "إلى بطلع من البيت مالو رجعة"، واشتد حزن محمود بعدما سمع كلام والدته، لكن إصراره على المغادرة لهدف منع  تطور الخلاف داخل الأسرة خشية من أن اتصل الأمور لشيء مكروه.

ومنذ ذلك الحدث و "علام" يستأجر الشقق السكنية ويغادرها بعد فترة من الزمن لعدم قدرته على دفع الإجار، لكن الحال زاد تعقيداً لدى "علام" منذ 3 سنوات، حينما استأجر شقة سكنية في منطقة "جورة العقاد" بخانيونس.

وقال "علام": "استأجرت شقة بمبلغ 300شيقل إضافة إلى دفع الكهرباء والماء وهذه مشكلة الشقة فأنا بالعافية أتمكن من توفير أجر الشقة خاصة وأني أعمل سائق أجرة عند الناس يعني يوم بشتغل وعشرة لاء بحجة أن صاحب السيارة يحتاجها".

وأضاف: "بعدما تراكم الإيجار أصبحت البلدية وشركة الكهرباء تُطالب صاحب الشقة بتسديد الفاتورة حينها قام صاحب الشقة بطردي لأنني أصبحت عبئاً عليه".

يتسأل ماذا بعد الشقة هل عملي سيكفي للعفش أم لإطعام أطفالي؟

وتابع قوله: "لم أجد أمامي سوى شاطئ البحر سأعيش بدون أجار، لكن المشكلة زدت عندما رفضت عائلة زوجتي أن تسمح لابنتهم السكن على شاطئ البحر ولم ولن أستطيع أن أمنعها من العودة إلى منزل أهلها فهذا حقها".

ورغم لجوئه إلى شاطئ البحر إلا أن الديون والإيجار يلحق به قائلاً: "عندما كنت أعتني بأطفالي وأجلب لهم ما يروي ريقهم ويشبع بطنهم فاجأني صاحب الشقة وطالبني بحق الكهرباء والماء والذي يقدر بـ 1500شيقل فمن أين لي هذا المبلغ؟؟؟".

وعن مطالبه قال: "أنا لا أطلب شيء من العباد لكني أطلب من رب العباد الرحمة والستر والعافية والرزق"، مضيفاً: "حتى لو تبرع فاعلي الخير بشقة لي فكيف سأعيش بداخلها دون عفش فما أملكه اليوم من عفش هلك ودُمر نتيجة تنقلاتي من شقة إلى أخرى".

ويعاني المواطن علام من غضروف في ظهره وتنفخات في قدميه نتيجة جلوسه على كرسي السيارة لكنه لم يجري أي عملية لعدم توفر الأموال.

وأكثر شيء يمكن أن يطلبه المواطن "علام" توفير عمل مناسب لإطعام أطفاله وسترهم خاصة أن لديه ثلاثة إناث ومن الذكور اثنين.