خبر كيف تتجنب « مجانيين السرعة » في غزة؟!

الساعة 11:01 ص|07 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

« عفواً أنا حامل .. هدئ سرعتك ».. بتلك الكلمات استطاعت إحدى السيدات إحراج وإجبار سائق سيارة أُجرة على التخفيف من السرعة الزائدة لمركبته، واضطرت للحديث بهذه الطريقة مع السائق المتسرع لخشيتها من حدوث مالا يحمد عقباه.

وأصبح المواطنون في قطاع غزة يخشون من الركوب في سيارات الأجرة السريعة، نظراً لحوادث الطرق التي وقعت بالآونة الأخيرة، والتي أرجعت شرطة المرور في غزة أسبابها إلى « السرعة الزائدة ».

تجاوز السرعة المحددة على الطرقات يعتبر السبب الأول والرئيسي لوقوع الحوادث المرورية

إن تجاوز السرعة المحددة على الطرقات يعتبر السبب الأول والرئيسي لوقوع الحوادث المرورية، فالسرعة الزائدة تفقد سائق المركبة القدرة على تقدير ظروف الطريق فبعد أن يتعدى السرعة المحددة والمعقولة لا يستطيع السيطرة على مركبته وتتضاعف فرصة وقوع حادث مروري.

وسجل عدد حوادث الطرق في قطاع غزة ارتفاعًا بنسبة 75% خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، فيما بلغ عدد ضحايا حوادث الطرق من منذ بداية (2012) 323 ضحية، منها 51 ضحية وقعت منذ بداية 2016.

وأمام تلك الحالة من السرعة الجنونية لبعض السائقين المتهورين، وجد بعض الركاب طرقاً للتعامل مع السائقين المتسرعين في محاولة منهم للتخفيف من المخاطر التي تنجم عن السرعة، تقول إحدى السيدات « صعدتُ إلى إحدى السيارات العمومية وللأسف وجدت أن السائق متهور ويسير بسرعة جنونية، بداية ترددت خجلاً في طلب تخفيف السرعة، ولكن بعدها تحججت أني حامل وطلبت منه تخفيف السرعة ».

سيدة تخبر السائق بأنها حامل ليهدئ السرعة وآخر هدده بتقديم شكوى لدى شرطة المرور

وتضيف: بعد أن أبلغته أني حامل أضطر خجلاً إلى التخفيف من سرعته، فاعتمدت تلك الحجة للتخفيف من سرعة السائق (..) بعض السائقين متهورين بطريقة غريبة ونخشى على أنفسنا أن نقع ضحية لجنونهم.

أما أسامة فادي (50 عاماً) من خانيونس تفاجأ أثناء ذهابه لرفح أن السائق ليس لديه خبرة كافية في السياقة، وعندما وجده متهوراً ومتسرعاً وكاد أن يقع في أكثر من حادث مروري مروع، طلب منه مازحاً « إذا ما بتعرف تسوق يا عمي خلينا أسوق بدلك »، فطلب منه السائق على الفور أن يسوق بدلاً منه، متحججاً أنه لأول مرة يسوق على الخط بعد حصوله على رخصة السياقة، وبالفعل صعد الراكب مكانه وسار بالعربية إلى المكان الذي يريده.

كما ويضطر بعض المواطنين للطلب بشكلٍ صريح وواضح من السائق بتخفيض السرعة، غير أن غالبيتهم يصطدمون بثقافة عدد من السائقين، وتعنتهم في تخفيف السرعة، بل أن أحدهم قال للراكب « لما يصير لك حاجة تعال وراجعني ».

وبعد سماع المواطن محمد صلاح بالحوادث الأخيرة، كان يشترط على سيارة الطلب التي تنقل زوجته وطفله إلى من بيته إلى بيت أهلها بأن يسلك طرق ترابية وفرعية، لتجنب السرعة الزائدة.

وبالإضافة إلى ذلك يضطر بعض الركاب إلى مغادرة الحافلات، بينما يضطر بعضهم إلى  ملازمة الصمت نظراً لتجنب الحرج وحدوث مشاكل مع السائق.

الخبير والباحث في السلامة المرورية م. فتحي أبو سمرة، أوضح أن السبب الرئيسي لحوادث الطرق هي السرعة الزائدة والمتهورة على الطريق، مشيراً إلى أن الخطورة الأكبر تتمثل في سرعة سيارات النقل خاصة الغير مرخصة للنقل.

وأوضح أبو سمرة لـ« فلسطين اليوم » أن السرعة المتهورة على الطريق تحمل مخاطر عدة منها الموت والإصابة بعاهات مستديمة، نظراً لقوة الحادث الناتج من السرعة الزائدة، مبيناً أن المركبة الملاكي التي تقل الركاب تشكل خطورة كبيرة على الراكب من ناحية قانونية حيث أن التأمين لا يعترف فيهم لسبب وحيد أن السيارة مؤمنة ملاكي وليس عمومي.

خبير بالسلامة المرورية: ضبط السرعة على الطريق في غزة بحاجة إلى مشاركة مجتمعية شاملة

وأشار إلى أن شوارع قطاع غزة من الناحية القانونية يجب أن لا تزيد السرعة فيها عن 80 كم في الساعة حتى على الطرق التي يعتبرها السائق طرق سريعة.

ودعا أبو سمرة إلى إيجاد مشاركة مجتمعية كبيرة والتركيز على أهمية ترسيخ الوعي المروري والسلوك الحضاري لتحقيق معادلة أخلاقية لقيادة السيارة تحمي العقلاء والأبرياء من تهور بعض السائقين.

ونصح أبو سمرة المواطنين بضرورة التصرف السريع حال سرعة السائق منها الطلب المباشر من السائق بتخفيف السرعة، أو طلب النزول من السيارة على الفور مع أخذ الأجرة، وفي حال رفض السائق التخفيف من سرعته ضرورة اخذ تفاصيل السيارة والعمل على تقديم شكوى موثقة لدى شرطة المرور والجهات المعنية.

 

كلمات دلالية