خبر حملة « إسرائيلية » لتحصيل دعم دولي في الأمم المتحدة

فلسطين اليوم

في الوقت الذي تقرر فيه ترتيب مزيد من اللقاءات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وعدد من القادة الأفارقة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، في نيويورك، قام وفد يضم 12 دبلوماسياً من ممثلي دول العالم في المنظمة الدولية بزيارة إلى إسرائيل، قبل أيام، بمبادرة وبتمويل من منظمة أميركية يهودية.

وهدفت الزيارة، التي مولتها ونظمتها « اللجنة الأميركية اليهودية »، بالتعاون مع ممثلية إسرائيل في الأمم المتحدة، إلى محاولة التأثير على توجهات بعض الدول وعلى نظرتها تجاه دولة الاحتلال. كما أن برنامج الجولات المخصصة للوفد الدبلوماسي داخل مناطق ومواقع معينة، من شأنه أن يسهل مهمة تحقيق أهداف الدعاية الإسرائيلية.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، حرص منظمو الزيارة على أن يتناول أعضاء الوفد طعام الغداء الثلاثاء الماضي، في أحد المطاعم في مجمع « شارونا » في قلب تل أبيب، وهو المجمع الذي نفذ فيه مقاومان فلسطينيان عملية إطلاق نار في شهر يونيو/تموز الماضي، ما أسفر عن مقتل وجرح 22 مستوطناً. ونظمت قيادة المنظمة الجنوبية في جيش الاحتلال أول من أمس الأربعاء جولة جوية لأعضاء الوفد باستخدام طائرة مروحية على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل بحجة إطلاعهم على « التحديات الأمنية » التي تتعرض لها إسرائيل هناك. ومن المفترض أن يكون غادر وفد السفراء في الأمم المتحدة أمس الخميس.

وذكرت صحيفة « جيروزالم بوست » في عددها الصادر الثلاثاء، أن زيارة الوفد تأتي في إطار مشروع تنفذه « اللجنة الأميركية اليهودية »، ويهدف إلى شرح مواقف إسرائيل وتحسين مكانتها الدولية عبر تنظيم زيارات لدبلوماسيين يمثلون دولاً في المحافل الدولية. وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع يركز على ممثلي الدول التي يمكن أن تنضم إلى مجلس الأمن كأعضاء غير دائمين، لما لهذه الدول من تأثير كبير على مصير مشاريع القرارات المتعلقة بإسرائيل والصراع مع الفلسطينيين ويناقشها المجلس.

ولفتت الصحيفة إلى أن الوفد الدبلوماسي ضم ممثلي كل من: غينيا الاستوائية، تنزانيا، غينيا، باناما، الأورغواي، صربيا، مولدافيا، بالاو، البوسنة، الهرسك، وجزيرة مارشال. في هذا السياق، نقلت الصحيفة عن ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، الذي رافق الوفد، قوله إنه تم الحرص على يكون ممثل غينيا الاستوائية، ضمن الوفد، لأن هذا البلد من المحتمل أن يخلف مصر في عضوية مجلس الأمن الدولي، على مدى عامي 2018-2019. وأشار سفير دولة الاحتلال في نيويورك إلى أن الأورغواي تحتل حالياً مقعدا غير دائم في مجلس الأمن، مشدداً على أهمية التواصل مع ممثلي الدول في المنظمة الدولية، لا سيما تلك التي يمكن أن تنضم إلى مجلس الأمن بسبب دورها في تمرير أو إحباط القرارات المتعلقة بإسرائيل.

وأوضح دانون، والذي كان قد شغل منصب نائب وزير الحرب الإسرائيلي السابق، والقيادي الليكودي المتطرف، أن هناك أهمية كبيرة لدور« العلاقات الشخصية » مع ممثلي الدول في الأمم المتحدة في خدمة مواقف إسرائيل في المنظمة الأممية. وأضاف: « ممثلو بعض الدول الصغيرة يقررون نمط التصويت في المحافل الدولية حتى بدون الرجوع إلى حكوماتهم، وبعضهم شغل في السابق منصب وزير خارجية، وبالتالي هو لا يشعر أنه يحتاج للرجوع لحكومته »، مشدداً على أهمية التواصل مع ممثلي هذه الدول". وقال إن إسرائيل تولي أهمية خاصة للتواصل مع ممثلي الدول الأفريقية في المحافل الدولية، لا سيما في الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه يحرص على تنظيم برامج مشتركة مع ممثلي عدد من الدول الأفريقية هناك.

إلى ذلك، أعلن في تل أبيب أن نتنياهو سيعقد عدة لقاءات مع رؤساء عدد من الدول الأفريقية على هامش اجتماعات الجمعية العامة المقبلة للأمم المتحدة. ونقلت الإذاعة العبرية يوم الأربعاء عن مصدر في ديوان نتنياهو قوله إن اللقاءات تأتي في إطار اسراتيجية إسرائيل الهادفة إلى تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية والحفاظ على قوة الدفع في العلاقات مع القارة السوداء التي نشأت إثر جولة نتنياهو التي شملت أربع من دولها في يونيو/حزيران الماضي.