ستضمن الافراج عن آلاف الأسرى

تقرير خبير: غليان في الشارع « الاسرائيلي » وصفقة التبادل بدأت مسارها الحقيقي

الساعة 05:17 م|04 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

تسود حالة من الغليان في الشارع الاسرائيلي،جراء تصاعد الفعاليات الاحتجاجية التي تقوم بها عائلات جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة خلال الايام الماضية، و التي ازدادت حدتها بعد اتفاق المصالحة بين « اسرائيل » و تركيا، و الذي لم يتضمن مطالب عائلات هؤلاء الجنود بعدم توقيع الاتفاق إن لم يشمل الافراج عن ابنائهم.

و بدى هذا التصاعد في الاحتجاجات من خلال الفعاليات و المؤتمرات التي تعقدها عائلات هؤلاء الجنود، و التي كان آخرها تصريح والدة الجندي الأسير « شاؤول آرون » الذي قالت فيه إن لديها معلومات تؤكد بأن ابنها على قيد الحياة، خلافاً لما أكده جيش الاحتلال و وسائل الاعلام العبرية.

وكانت حكومة الاحتلال أعلنت أن آرون قتل خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وأنها تطالب حماس بتسليم جثمانه، إلى جانب « جثمان » الجندي المفقود في غزة هدار جولدن، وذلك كوسيلة ضغط على حركة حماس التي تحتجز عدداً من الجنود في قطاع غزة، منهم من أُسر خلال عدوان 2014 و منهم من تم أسره بعد العدوان.

وأضافت والدة الجندي الأسير في تصريحها الذي اعتبر برأي المراقبين بأن مفاجأة:« إن الدلائل التي سلمها الجيش للعائلة لا تثبت أنه قتل في المعركة، و أن أمرًا واحدًا مؤكد لديها هو أن ابنها كان على قيد الحياة عندما أُسِر، مؤكدة على أنها تملك أدلة ستقدمها في الوقت المناسب.

وأضافت والدته: »بكل ثقة ابني حي، استنادًا لما قالته حماس لي أو حسب التقارير التي سلموني إياها« دون أن توضح كيف وصلتها تلك المعلومات،متهمة جيش الاحتلال بالوقوع في فشل كبير خلال المعركة التي أسر بها ابنها، وأن نتنياهو يرفض الاعتراف بذلك علنًا.

و يرى مراقبون بأن ازدياد حجم الضغط و الاحتجاجات في الشارع الاسرائيلي، تثبت بأن الشارع الاسرائيلي و عائلات المفقودين بدأت تفقد صبرها، بسبب تجاهل حكومة الاحتلال لقضية ابنائهم، ما سيشكل عامل ضغط سيعجل في تحقيق صفقة تبادل جديدة، تضمن الحرية لآلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

من ناحيته قال الكاتب و المختص بالشأن الاسرائيلي، د. عمر جعارة بأن صفقة تبادل للأسرى بدأت مسارها الحقيقي، و ستضمن قريباً الافراج عن آلاف الاسرى الفلسطينيين، لا سيما و أن الاسرائيليون يتحدثون في اعلامهم عن أسرى و مفقودين و جثث، و أنه كلما ازداد الضغط الذي يمارسه الشارع الاسرائيلي و عائلات المفقودين، فنحن نقترب أكثر من انجاز صفقة تبادل، و يسرع بتحقيقها بكل يقين.

و أوضح جعارة في حديث لـــ »وكالة فلسطين اليوم الاخبارية« أنه في »اسرائيل« لم يتوقعوا أن تصمد الخيمة التي نصبت من قبل عوائل الأسرى،و ألا يكون هناك ضغط عليها، بل إن ما جرى هو العكس، حيث توافد الى الخيمة وزراء في حكومة الاحتلال، و شخصيات بارزة، و رئيس و اعضاء الكنيست، و عزموا ألا يعودوا الا بعودة ابنائهم من قطاع غزة »، مشيراً الى أن هذا يشكل عامل ضغط حقيقي على حكومة نتانياهو للاتفاق مع المقاومة في غزة، و خصوصاً أن المجتمع الاسرائيلي يتحسس من قضية وجود أسرى و مفقودين من ابنائه في يد المقاومة.

و حول تصريح « زهافا شاؤول » الأخير حول مصير ابنها قال جعارة: « إن جيش الاحتلال و اعلامه اكدوا مراراً بأن شاؤول ميت، و قاموا بزيارات عديدة لعائلته، في محاولة لاقناعهم بأن ابنهم ميتاً و لم يعرف قبره،و لكن ان ثبتت المعلومات التي صرحت بها والدته، فهذا سيثبت بأن الاعلام الاسرائيلي كاذب، و ربما يعطل تحقيق صفقة تبادل أو يؤجلها ».

و أضاف: « إن الاسرائيليين يعلمون ما بيد المقاومة في غزة، و هناك أسماء و قوائم لمن دخلوا الى القطاع، و قد ادركت حكومة الاحتلال بأنه لا مفر من الاتفاق مع المقاومة و عقد صفقة تبادل، و ذلك ما دفعها لإلغاء بروتوكول “هنيبعل” والذي يهدف لمنع أسر جندي حتى لو أدى لخطورة على حياته تصل إلى قتله، حيث أن هذا الأمر مخالف للأعراف العسكرية في العالم، و أنه بإلغاء هنيبغل فهذا يعني يقيناً بأن الصفقة أخذت مسارها الحقيقي ».

و حول القانون المطروح الذي تقدم به عضو الكنيست اليعزر شتيرن، النائب عن حزب “هناك مستقبل” (يش عتيد)، و طالب في ديباجته بألا يتم الإفراج عن أكثر من معتقل فلسطيني واحد مقابل أسير “إسرائيلي” والا يتم الإفراج عن أسرى أحياء مقابل جثث “إسرائيلية” محتجزة لدى الجانب الآخر، قال الخبير جعارة: « إن هذا القانون تم رفضه منذ عهد رابين و شارون وصولاً الى نتانياهو، و هذا ما جرى في صفقة شاليط، و تم تحرير الاف الاسرى رغم الشروط التي وضعتها حكومة الاحتلال و لم تستطع تمريرها بسبب اصرار المقاومة على مطالبها ».

و لفت الى أن القانون كان بالأصل يضم شروطاً من بينها تبادل أسير حي بأسير حي واحد فقط، و في حد أقصى 10 أسرى مقابل جندي واحد، بالاضافة الى تشديد العقوبات و الاجراءات على الاسرى الفلسطينيين، و لكن هذه الشروط كانت محل انتقاد حكومات الاحتلال المتعاقية حتى نتانياهو، ما يدل على ان « اسرائيل » بات لديها اعتقاد جازم بأنها لن تستطيع اعادة أسراها الا بالموافقة على شروط المقاومة.

 

 

 

 

 

كلمات دلالية