خبر الحكومة تتطلع على نظام « توجيهي » الجديد

الساعة 11:43 ص|02 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

اطّلع مجلس الوزراء على المقترح الجديد المقدم من وزارة التربية والتعليم العالي بشأن نظام امتحان الثانوية العامة « التوجيهي »، الذي يهدف إلى زيادة مرونة الامتحان من خلال زيادة الخيارات والفرص الممنوحة للطالب، وإحداث التوازن بين نسب الطلبة الملتحقين بالفروع التعليمية المختلفة، ولفتح نافذة لتعديل أسس القبول في مؤسسات التعليم العالي لتشمل تشجيع الطلبة على الريادة والإبداع والتميز في المدرسة، والتخفيف من حالة القلق التي تصاحب الطلبة المتقدمين لامتحان الثانوية العامة وأولياء أمورهم، والتحول التدريجي نحو نظام يركز على الإنجاز والمرونة، وتعزيز قدرة الطلبة على حل المشاكل أكثر من التركيز على الحفظ والاستظهار، وتوظيف أكبر للتكنولوجيا في عمليات التسجيل والجلوس للامتحان وإعلان نتائجه.

وأكد المجلس خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها في مدينة رام الله اليوم الثلاثاء، برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، استمرار إجراء مشاورات معمقة مع كافة الأطراف ذات العلاقة للوصول إلى إجماع وطني حول صيغة نهائية للنظام الجديد، إيمانا بحق المواطن بالمشاركة في صنع القرار في القضايا الحساسة والحيوية، وبما يساهم في تطوير نظام التعليم والمسيرة التعليمية في فلسطين.

وأطلع الحمد الله، أعضاء المجلس على نتائج زيارته والوفد المرافق إلى المملكة الأردنية الهاشمية، واجتماعه بنظيره الأردني هاني الملقي وعدد من المسؤولين الأردنيين، حيث قدم له في مستهل اللقاء التهاني والتبريكات على الثقة التي منحها له الملك عبد الله الثاني بتكليفه لتشكيل الحكومة الأردنية الجديدة، متمنيا له ولأعضاء حكومته التوفيق في هذه المهمة الوطنية، وللأردن وشعبها الشقيق دوام التقدم والازدهار، ونقل تحيات الرئيس محمود عباس إلى الملك عبد الله الثاني وإلى الحكومة والشعب الأردني الشقيق، معبرا عن تقديره العميق وتقدير شعبنا الفلسطيني وقيادته للموقف الأردني الثابت والداعم دوما لشعبنا وقضيته العادلة، وكان آخر هذه المواقف ما تضمنه خطاب الملك الذي ألقاه رئيس الوزراء الأردني خلال مؤتمر القمة العربية، الذي عقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط الأسبوع الماضي، من دعم قوي وواضح للقضية الفلسطينية، كما ثمّن الموقف والدور الثابت الذي يقوم به الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني في رعاية المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وحمايتها وصيانتها.

وأكد رئيس الوزراء، لنظيره الأردني، حرص الحكومة الفلسطينية على تعزيز وتطوير العلاقات مع المملكة الأردنية الشقيقة في مختلف المجالات، والتنسيق المستمر في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل التصدي للتصعيد الإسرائيلي، خاصة تجاه مدينة القدس، لا سيما سياسات وحملات الاستيطان وهدم البيوت والاعتقالات والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى حشد الدعم اللازم لإنجاح الجهود الدولية، خاصة الفرنسية، لخلق مسار سياسي جديد يلزم إسرائيل بالانصياع للقانون الدولي ووقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال، والإقرار بحقوق شعبنا كاملة غير منقوصة. كما تم استعراض التطورات على الساحة الفلسطينية، خصوصا ما يتعلق منها بحرص القيادة على إتمام ملف المصالحة.

 وأشاد بسعي الأردن الدائم للتخفيف من معاناة أبناء شعبنا، وبالتسهيلات التي تقدمها الحكومة الأردنية لخدمة المسافرين وحركة البضائع على الجسور والمعابر، مثمنا استعداد الأردن لتمديد ساعات العمل في معبر الكرامة، مشيرا إلى ضرورة تدخل مؤسسات المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالموافقة على الطلب الفلسطيني بتمديد ساعات عمل كافة المعابر حتى تصل إلى 24 ساعة، خاصة معبر الكرامة.

من ناحيته، أكد رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي عمق العلاقات الأخوية التي تربط الأردن بالشعب الفلسطيني الشقيق، والحرص على تعزيزها وتنميتها، بما ينسجم مع توجيهات الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس، وبما يخدم القضايا والمصالح المشتركة للجانبين. كما أكد دعم الأردن للشعب الفلسطيني وصموده على أرضه، وحرص الأردن الدائم على تذليل العقبات التي تواجه الشعب الفلسطيني.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أكد الملقي أن الحكومة الأردنية تولي اهتماما خاصا في علاقاتها للتعاون العربي وفي مقدمته التعاون مع الأشقاء في فلسطين، سيما في مجالات التجارة والطاقة والمياه والسياحة، مؤكدا حرص الأردن على تقديم كل ما يساهم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته، وعلى تطوير علاقات التوأمة بين البلدين والشعبين الشقيقين على كافة المستويات، والتزام الحكومة الأردنية بتنفيذ مختلف الاتفاقات الموقعة بين الجانبين، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، وفي هذا السياق، تم الاتفاق على عقد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية الفلسطينية المشتركة في عمان خلال الفترة القريبة المقبلة.

وفي هذا السياق، رحب المجلس بالاتفاق على عقد اجتماعات اللجنة المشتركة، وأكد الحمد الله ضرورة الإسراع في تنفيذ كافة التفاهمات والاتفاقيات الموقعة مع الأشقاء في الأردن، وطالب كافة الدوائر الحكومية ذات الاختصاص بالعمل الفوري على إعداد وتحضير الملفات المتعلقة بأوجه التعاون، تمهيدا لعقد اجتماع اللجنة المشتركة.

وفي سياقٍ آخر، أعرب المجلس عن تقديره للجهود التي تقوم بها مؤسستنا الأمنية لتكريس سيادة القانون والنظام العام، واجتثاث الخارجين على القانون وتقديمهم للعدالة.

وأكد إصرار الحكومة بتوجيهات من الرئيس على مواصلة العمل في كافة المحافظات، مشيدا بروح المسؤولية العالية ووقوف المواطنين إلى جانب أجهزتنا الأمنية التي تعمل لخدمة أبناء شعبنا، وعلى توفير الأمن والأمان والاستقرار للمواطنين وصون حقوقهم وممتلكاتهم، في وجه كل من يحاول العبث بأمن المواطن وتهديد أمن شعبنا واستقراره.

وأدان المجلس بشدة البيانات وتصريحات المسؤولين في بلدية طولكرم المشبوهة تجاه رئيس الوزراء ووزير الحكم المحلي والدعوات للتظاهر والتخريب. ودعا المجلس أبناء مدينة طولكرم إلى إدانة هذه التصريحات والاتهامات التي يطلقها المسؤولون في البلدية بهدف صرف الأنظار عن مسؤوليتهم وتقصيرهم تجاه المواطنين، والتي لا تنم عن أي مسؤولية وطنية، ولا تخدم المواطنين، ولا تخدم البلدية، وتساهم في ضرب السلم الأهلي وضرب مصالح المواطنين.

وأكد المجلس للرأي العام أن هذه الحملة تعود إلى حرص الحكومة على الاطلاع بمسؤولياتها في الحفاظ على المال العام ووضع حد لحالة التسيب المالي والإداري في البلدية، التي أشارت التقارير المقدمة من دوائر الاختصاص إلى تجاوزات مالية وإدارية واضحة في البلدية، استوجبت وضع مراقب مالي لوقف إهدار المال العام وإحقاق الحقوق لبعض الموظفين بسبب الازدواجية في تطبيق نظام موظفي الهيئات المحلية.

 وأوضح أن سلطة الطاقة والموارد الطبيعية والحكومة قد أولت قطاع الكهرباء في محافظة طولكرم عامة ومدينة طولكرم خاصة، الاهتمام والرعاية من خلال تنفيذ مشاريع نوعية لإعادة تأهيل شبكات التوزيع وتوسعة الشبكات وتحسين الفاقد وغيرها من مشاريع، لم تحسن البلدية استغلالها والبناء عليها للاستمرار في خدمة المواطن الكرمي، كما أن فشل البلدية في إدارة مشروع الكهرباء في المدينة أدى إلى آثار سلبية على المواطن الكرمي في الدرجة الأولى، وحمّل الحكومة مبالغ بمئات الملايين.

وأشار إلى أنه رغم الجهود التي تقوم بها سلطة الطاقة والموارد الطبيعية والحكومة لإيجاد الحلول للنقص في توفر الطاقة الكهربائية في مدينة طولكرم، إلا أن مديونية البلدية في قطاع الكهرباء التي وصلت إلى مبالغ طائلة بلغت 208 ملايين شيقل، يتحمل مسؤوليتها المسؤولين عن البلدية، تحول دون إيجاد حل لأزمة الكهرباء في مدينة طولكرم.

وأكد المجلس إصرار الحكومة على الاطلاع بمسؤولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة، وكل ما من شأنه اعتماد مبدأ الشفافية والمصداقية في طرح القضايا أمام الرأي العام لإيمان الحكومة بحق المواطن في معرفة الحقيقة بما يؤسس لمجتمع قادر على صناعة قراره رغم كل التحديات.

وناقش المقترح بالحوافز الضريبية لتشجيع الاستثمار في أنظمة الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة، ضمن سياسة الحكومة لتشجيع الاستثمار في هذا المجال، بهدف دخول فلسطين ضمن الدول المواكبة لتأمين الطاقة المتجددة عبر بدائل أقل ثمنا، وأكثر صداقة للبيئة، وأكثر استدامة، ولتنويع مصادر الطاقة وإيجاد مصادر طاقة بديلة كضرورة من ضرورات التنمية المعاصرة، تخفض اعتمادنا على الجانب الإسرائيلي، بما يساهم في تخفيض النفقات وزيادة الإيرادات، وقرر المجلس إقرار هذه الحوافز وتكليف رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية ووزراء المالية والتخطيط والاقتصاد الوطني والعدل بتقديم التعديلات اللازمة على قانون الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، بما يشمل هذه الحوافز إلى مجلس الوزراء لإقرارها وتنسيبها لسيادة الرئيس لإصدارها وفق الأصول.

واستمع المجلس إلى تقرير من وزير العمل، رئيس اللجنة الوزارية للحوار والتشاور بشأن قرار بقانون الضمان الاجتماعي، مشيراً إلى أن اللجنة الوزارية للحوار قد اجتمعت مع جميع الأطراف ذات العلاقة، حيث أكدت جميع الأطراف المشاركة على أهمية وضرورة وجود قانون الضمان الاجتماعي كمطلب وضرورة وطنية، ومعرباً عن تقديره للجهود الجادة والمسؤولة التي أبدتها الأطراف كافة وخاصة أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني.

وأشار الوزير إلى أن هناك توافقاً بين جميع الأطراف على أغلب بنود مشروع القانون، وأنه تم الاتفاق خلال الاجتماع الذي عقدته اللجنة الوزارية مع أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني على معظم النقاط، ولم يتبق سوى الحصول على موافقة أرباب العمل فيما يتعلق بموضوع النسب، وأنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة من المجلس التشريعي الفلسطيني ووزارة العمل والأمانة العامة لمجلس الوزراء لإعادة صياغة بعض النقاط وعرض المسودة النهائية والحصول على موافقة كافة الأطراف على جميع بنود مشروع القانون تمهيداً لعرض الصيغة النهائية على مجلس الوزراء لإقرارها، والتنسيب بها إلى سيادة رئيس دولة فلسطين لإصدارها وفق الأصول.

ونعى المجلس إلى جماهير شعبنا المناضل الوطني الكبير تيسير عاروري، الذي توفي بعد حياة حافلة بالنضال والتضحية والصمود، مدافعا عن حقوق شعبنا الفلسطيني الوطنية والاجتماعية والديمقراطية وقضيته العادلة.

 وتقدم المجلس بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى شعبنا الفلسطيني وذوي الفقيد، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه وشعبنا الفلسطيني جميل الصبر وحسن العزاء.

كلمات دلالية