خبر الواقع حسب اليئور- هآرتس

الساعة 10:55 ص|31 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: روغل ألفر

 (المضمون: حسب رأي اليئور أزاريا فان الواقع الذي يراه يختلف عن الواقع الذي نراه في الافلام القصيرة. فهو شعور داخلي وهو الوحيد الذي يعرف الحقيقة - المصدر).

 

          الجندي مطلق النار، اليئور أزاريا، هو في الأصل فيلسوف صاغ الواقع بطريقته. الواقع هو شعور داخلي، وذاتي تماما. الواقع ليس موضوعيا. فلا يمكن مثلا توثيق الواقع. لا يمكن تقديم الواقع أو وصفه بشكل يكون مقبولا على الجميع.

الواقع الذي تصرف فيه أزاريا حين أطلق النار على رأس المخرب في الخليل كان شعورا في قلبه. كل واحد وواقعه. كل واحد وحقيقته. من هنا فان قول أزاريا في شهادته في المحكمة واضح. « حسب رأيي، الافلام ليست عالم الواقع ». هذا القول ينبع مباشرة من نظريته التي بحسبها فان الواقع هو شعور داخلي. واذا كان الامر كذلك، واذا كان لا يمكن توثيق الواقع بالافلام، فما هو الموثق فيها؟.

عالم من الكذب، تزوير وتشويه الواقع. « هذه الافلام لا تقول لي أي شيء »، قال أزاريا، « في الميدان يوجد ضغط وفوضى، مثلما في الحرب. يداك ملطخة بالدماء، وعندما تشاهد فيلم قصير فهذا لا يظهر، كما لا يظهر شعورك، وبالتالي يصعب النظر الى هذا ».

قضية تعريف أزاريا للواقع تم طرحها عندما حاول القضاة معرفة سبب عدم وجوده مستعدا في الافلام، خلافا لشهادته. اذا كانت الافلام توثق الواقع فان أزاريا يكذب. ولكن حسب تعريف الواقع حسب أزاريا، فان الافلام هي التي تكذب. « أقول لك إنني كنت مستعدا ». لذلك فان الفيلم غير صحيح. الفيلم يوثق رأس جبل الجليد الظاهر، أما الواقع فهو شعور داخلي. « عندما تشاهد فيلم قصير... فأنت لا تشاهد أشياء كثيرة مثل الاشياء التي تشعر بها ». ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن أزاريا لم يعبر عن مشاعره، ولم يخرجها الى الخارج، لكن هذا لا يعني أنه لم يشعر بها. وفي هذا الامر لا مناص من قبول كلامه. النفس هي الشاهد الأصدق الوحيد لما يشعر به داخليا. استنتاج: دوافع أزاريا في موقع الحادثة (هل شعر بالخطر، هل كان متحفزا)، غير قابلة للمحاكمة. فاذا زعم أنه كان متحفزا فهو كان متحفزا، وانتهت القصة.

أزاريا يظهر كأزعر عنيف ومتعجرف، مثل شاي حاي، نجم الموسم الماضي لبرنامج « الأخ الاكبر ». إلا أن شاي حاي لم يقتل أحدا، بل تصرف بزعرنة وعنف كلامي وجسدي بشكل استثنائي في برنامج القناة 2. مبرر شاي حاي لسلوكه الازعر تجاه الآخرين كان « الحقيقة » الذاتية الخاصة به. ايضا الواقع بالنسبة لشاي حاي كان شيئا داخليا يشعر به. ومثلما يوجد مؤيدون لازاريا ويعتبرونه بطلا يستحق المجد، هكذا يوجد لشاي حاي ايضا مؤيدين اقاموا منظمة « جيش الحقيقة لشاي حاي ».

 عندما تقرر مجموعة كبيرة من الناس أن الواقع هو شعور داخلي لدى قائدهم. فالنتيجة تكون جماعة طائفية. هل توجد صلة بين ظاهرة شاي حاي وظاهرة أزاريا؟ نعم. يتبين أن الكثير من اليهود في اسرائيل يوافقون على الادعاء بأن الواقع هو شعور داخلي والنظرية الاخلاقية التي تنشأ عن ذلك والتي تقضي بأن من حق الشخص الاضرار بالآخرين بناءً على شعوره الداخلي فقط، وليس من حق المجتمع محاكمته على ذلك (لأنه الوحيد الذي يعرف الحقيقة).

هذا رد فعل آخر لمباديء التنور والعقلانية والعلم. علامة اخرى على الظلامية والبدائية التي تغطي سماءنا.

كلمات دلالية