تقرير الموت المفاجئ!!

الساعة 02:55 م|28 يوليو 2016

فلسطين اليوم

أثارت حالات الموت المفاجئ التي انتشرت في الآونة الأخيرة، حالة من القلق لدى المواطنين، الذين عجزوا عن تفسير هذه الظاهرة، ما دفع الكثير من المختصين و الأطباء للبحث فيها، لمحاولة ايجاد الأسباب الرئيسية التي تقف وراءها، و لوضع الاجراءات اللازمة للحد من حالات الموت المفاجئ التي أصبحت تطال الكثير من الشباب و صغار السن.

 

و الموت المفاجئ هو حالة وفاة طبيعية تحدث نتيجة تطورات مرضية سريعة غير متوقعة في شخص يبدو بحالة طبيعية ولم يشك أو يعاني من أعراض ظاهرة قبل الوفاة، ويصيب هذا الموت غير المتوقع الكبار والصغار على حد سواء.

 

و يعتبر المختصون بأن هناك عدة أسباب نفسية و عضلية تقف وراء حالات الموت المفاجئ.

 

 من ناحيته قال الدكتور عميد عوض، اخصائي القلب و الأوعية الدموية بمستشفى الشفاء بغزة إن الحالة النفسية للشخص هي سبب رئيسي في حالات الموت المفاجئ، لا سيما في قطاع غزة الذي يعيش ظروف صعبة، الى جانب الأمراض الأخرى التي تصيب الانسان كالجلطة الحادة على القلب، و بالذات لدى صغار السن، بالاضافة الى أمراض العضال المنسية التشخيص و التي لم يتم الكشف عنها و تشخيصها في وقت مبكر، و قد فات الأوان على تشخيصها.

 

و لفت في حديث خاص لمراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » الى أن الطب تطور في الوقت الراهن، حيث أنه يوجد هناك تحاليل و اختبارات تكشف عن الأمراض قبل حدوثها بستة أشهر، و لكنه للأسف في قطاع غزة، فإن المواطنين يفتقدون التثقيف الصحي اللازم لحماية أنفسهم من الإصابة بالأمراض، أو الكشف عنها و معالجتها مبكراً.

 

و أكد د. عوض على أن التثقيف الصحي هو من مهام وزارة الصحة و وكالة الغوث من خلال العيادات، و المؤسسات الأهلية، حيث أنه يجب على هذه المؤسسات تنظيم و عقد لقاءات تثقيفية حول الأمراض التي تسبب الوفاة المفاجئة لدى الأشخاص، مشيراً الى أن هناك الكثير من المرضى مصابون بمرض القدم السكري و دوالي الساقين، و كذلك أمراض الأوعية الدموية، لكنهم لا يعرفون عنها أي شيئ و لا يوجد لديهم المعلومات الكافية للتعامل معها.

 

بدوره أشار أ. نهاد جابر، أخصائي الارشاد النفسي و التربوي الى أن  موضوع الموت المفاجيء من المواضيع اللافتة للنظر في الاونة الاخيرة في المجتمع الفلسطيني بشكل عام والغزي بشكل خاص، مشيراً الى أنه ثمة علاقة ما بين الموت المفاجيء والحالة النفسية لدى الشباب، ذلك لان الانسان يتكون من جسد وروح معا.

 

و أوضح لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » بأنه في الغالب نجد ان الاجهاد النفسي له علاقة كبيرة في حالات الموت المفاجيء، فاذا قلنا أن الاجهاد النفسي هو عبارة عن حالة نفسية متصله بجسم الانسان وتؤثر فيه ؛ فبالتالي يجعل الدماغ لا يعمل كما ينبغي ويجعل نفسية الانسان ايضا تبحث عن الشحنات السلبية التي تؤدي به إلى هذا المرض.

 

و تابع: « الاجهاد النفسي يأتي من خلال المشكلات الاجتماعية والاسرية، وكذلك الاضطرابات التي تحيط بالانسان من مشاكل الفقر والحزن الشديد مثلا والمشاكل العاطفية احيانا، فهذه كلها دوافع واسباب وعوامل تؤثر في نفسية الانسان.

 

 و أكد ان اغلب الامراض العضوية التي تصيب الانسان هي كانت امراض نفسية ولم تعالج إلى ان تحولت الى امراض عضوية، وعلى هذا الاساس اما ان تتحول الى امراض عقلية جنونية ( ذهانية ) واما لأمراض جسمانية ( سيكوسوماتية ).

 

و وفقاً للمختص، فإن الاجهاد النفسي مرض نفسي اعراضه ونتائجه سلبية على صحة الانسان، و قد تؤدي الى الموت المفاجيء، لأن الاجهاد النفسي يعمل على ارتفاع نسبة ضغط الدم، وحينما يرتفع ضغط الدم في جسم الانسان قد يصاب بالشلل وهناك حالات كثيرة في المجتمع الفلسطيني تدلل على صحة هذا الكلام، لذلك يقال بالعامية ( فلان طق ومات- - فلان انجلط مع الزعل )، فهؤلاء حقيقة كانت لديهم مشكلات نفسية داخليه ولم تعالج فتطورت.

 

 

و شدد جابر على ان علاج الاجهاد النفسي ضروري للانسان حتى يستطيع ان يهرب منه ومن اثاره الوخيمة.

 

و أضاف: »الاجهاد النفسي يؤدي الى ارتفاع ضغط الم وبالتالي ارتفاع نسبة القلق في جسم الانسان، ومن هنا يرتفع نسبة افراز هرمون الادرينالين، وحينما يرتفع افراز هذا الهرمون تظهر على الشخص بعض العلامات كاحمرار الوجه وتعرق الجبين وتشنج بعض العضلات واضطراب في السلوكيات واضطراب في الكلام ايضا، حتى اننا نجد الكلام غير موزون وغير مترابط والافكار غير متسلسلة لدى الشخص الذي يصاب بهذه الحالة، هذا لانه مصاب بالاجهاد النفسي، وان زادت الامور عن حدها فان هذا من شأنه رفع الضغط الدموي وبالتالي قد يصاب الشخص بالموت المفاجيء او السكتة القلبية".

 

و أشار الى ان اكثر ما يصيب الاجهاد النفسي الاشخاص المرضى بالغيرة والحسد على ما انعم الله على غيرهم، ذلك ان تفكيرهم دائما يبقى مشغول بالحسد و الحسرة و و و الخ وبالتالي الاجهاد النفسي...

 

و نصح المختص بان يؤمن كل شخص بأن هناك فوارق اجتماعية وفروق فردية ولابد له ان يستدعي القناعة، فالقناعة مثل العلاج النفسي للانسان، بمعنى ان يقنع بما اعطاه الله ويرضى بذلك، ثم ان القناعة تجعل الانسان يرضى بالواقع الذي يعيشه ويجعل مناعة الجسم تكون قوية وتقاوم كل الامراض التي تأتي من خلال الحالة النفسية او الاجهاد النفسي.

 

و لفت الى أنه علينا كآباء ومربين ان نزرع في اطفالنا القناعة والرضا بما كتبه الله لنا، وان نكون قدوة لأبنائنا في هذا الامر، وان نعمل على تدريب انفسنا واطفالنا على اساليب الاسترخاء الذهني والعضلي وتقنيات العقل والجسم، لما لهذه الاساليب من فوائد جمة للتخلص من الرواسب النفسية السلبية أولا بأول.

 

 و أكد بأنه يجب استشارة ذوي الاختصاص اذا لم يستطع الانسان السيطرة على نفسه وتفكيره حتى لا يصل لمراحل متطورة من شأنها أن تفقد الانسان روحه.

 

 

كلمات دلالية