خبر عائلة العنصرية -هآرتس

الساعة 10:13 ص|28 يوليو 2016

فلسطين اليوم

 

بقلم: أسرة التحرير

          الاسم « لا فاميليا » تم اختياره في العقد الماضي من المؤيدين – الزعران لفريق كرة القدم بيتار يروشلايم، انطلاقا من فهم كامل لمعناه الاستفزازي. ليس مجرد عائلة، بل عائلة جريمة، على نمط صقليا. اختيار الاسم الاستفزازي جاء ليبث نزعة قوة وتراص صفوف وعكس استعدادا للشغب العنيف في الملاعب وخارجها.

          تبين هذا الاسبوع بانه اضافة الى هذه الظواهر يشتبه بعشرات من اعضاء المنظمة بجرائم خطيرة للغاية. فقد اعتقل نحو 50 من اعضاء المنظمة في حملة واسعة لقوات الشرطة في ارجاء البلاد؛ وكان بين المعتقلين قاصرون وتسعة جنود من الجيش الاسرائيلي، احدهم ضابط برتبة ملازم. والجريمة الاخطر المنسوبة للمنظمة – لستة من المعتقلين – هي محاولة قتل مؤيد هبوعيل تل ابيب في تشرين الاول 2015.

          لقد كانت مباريات كرة القدم دوما ساحة صدام ساخنة بين مؤيدي الفرق، على خلفية متنوعة: فرق متنافسة من ذات المدينة، صراعات على القيادة، واسباب اخرى من عالم الرياضة. في احداث رياضية عديدة في اسرائيل كف اصطلاح « مشاهدين » لوصف مناسب لسلوك من يتقاتلون في المدرجات، يرشقون الامتعة ويندفعون نحو الملعب، وفي ظل ذلك يخربون على متعة معظم الجمهور. ولكن « لا فاميليا » شذت ايضا حتى عن هذه الثقافة البشعة. فهي لم تعد تعبيرا آخر لمؤيدين  رياضيين فسدوا. الجانب المهم في القضية المرتبطة بها هو جماهيري وسياسي.

          ان الخطورة الزائدة في جرائم « لا فاميليا » تنبع من العنصرية والحزبية للمنظمة. الاف الاعضاء في المنظمة، ممن ليسوا « حفنة » مثلما يصفهم الملف الشرطي، اشعلوا الكراهية للعرب. « لا فاميليا » التي في رأس اهدافها منع توقيع عقد لاعب عربي في بيتار يروشلايم، اصبحت منظمة يمينية متطرفة، تشارك في المظاهرات الى جانب منظمات مثل « لاهفا » التي صلتها بكرة القدم ثانوية. في نظر عنصريي « لا فاميليا » ممن تظاهروا ايضا ضد مسلمين ليسوا عربا، محظور ان تتضمن تشكيلة بيتار يروشلايم مسلمين. كل هذا تحت شعار « بيتار طاهر الى الابد ». هذا رأي مرفوض، لا مكان له في المجال العام.

          غير أنهم في « لا فاميليا » وجدوا رعاية سياسية سخية وكبيرة في شكل حزب – الليكود، الحزب الحاكم. كبار مسؤولية، وعلى رأسهم وزيرة الثقافة والرياضة، ميري ريغف، تبنوا المنظمة بحماسة. ريغف، التي تباهت بالصور مع اعضائها، وان كانت رحبت بالحملة الشرطية الناجحة، الا انها تواصل الادعاء بان « المؤيدين ليسوا المشكلة، بل الحل ». يجدر بريغف ان تتنكر الان للمنظمة، بعشرات المشتبهين منها والاف اعضائها، ولكن هذا لا يكفي. فقضية « لا فاميليا » تشعل ضوء تحذير آخر بالنسبة لجوهر الحكم في اسرائيل، الذي ربط نفسه بمنظمات الجريمة. الويل للدولة التي يستند فيها الحكم الى زعران عنصريتهم هي ايمانهم.

كلمات دلالية